ليس للإنسان سلطان على نفسه. بإزاء ناموس الله، يجد ناموسًا آخر في أعضائه يحاربه. ولا يحاربه فقط، بل يسبيه أيضًا إلى ناموس الخطيئة.!. بلى، للخطيئة شريعتها وقوّتها وقواعدها. مفروضة على كلّ ابن آدم، شاء أم أبى. مُسبًى إليها رغم أنفه.!. لا يستطيع إلّا أن يَخطأ.!. في الخطيئة ولدتني أمّي.!. لذا صرخ بولس الرّسول لأنّه ظنّ…
لم يأتمن الرّبّ يسوع النّاس على نفسه ولم يكن محتاجًا أن يشهد أحد عن الإنسان، “لأنّه علم ما كان في الإنسان” (يوحنّا 2: 25). كان الأب الياس يعرف ما في النّاس إلى حدّ بعيد، لذا كان له توصيف للإنسان، خاصّ به. قديمًا قيل: “الإنسان حيوان مفكّر (أو عاقل)”، أمّا قولته فهي: “الإنسان حيوان ممثّل”!. ديكارت،…
استراحة المسافر كثيرًا ما سافرنا معًا. خارج البلاد وفي الدّاخل. خلال سنوات، بقينا في سفر بمعدّل مرّة في الشّهر. تحدّثت عن الغرض من ذلك في مقالات سابقة. هنا أتكلّم على: كيف كانت هذه الأسفار؟. في السّيّارة، كان الأب الياس يحفظ الهدوء. هذا بعامّة، إلّا إذا كان ثمّة لزوم للكلام. في هدوئه، كان يسرح في الصّلاة.…
الكتاب المقدّس معجن الكنيسة وآباءُ الكنيسة خبزُها!. لم يكن ثمّة فاصل، لدى الأب الياس، بين الكتاب المقدّس والآباء القدّيسين!. الكتاب ينسكب في الآباء، والآباء يحكون الكتاب بدمهم!. وهذا وأولئك يقولون الرّوح في أنشودة واحدة!. لا الكتابُ يتقدّم، كيانيًّا، الآباءَ، ولا الآباءُ الكتابَ، بل الرّوحُ هو الموحِّدُ وهو المتقدِّم في هذا لأولئك، وفي أولئك لهذا!. لا…
أعطني هذا الفقير… “فقير أنا وفي الشّقاء منذ حداثتي، وحين ارتفعت اتّضعت وتحيّرت…” (مزمور)!. هذا اكتشاف أهمّ، بما لا يُقاس، من اكتشاف أنّ الأرض مدوّرة، أو أنّها تدور حول الشّمس. بإمكانك أن تظنّ ما تشاء. هذا لا يغيّر الواقع في شيء!. لا عِلم لك، وأنت جاهل، أو قل غبيًّا، إن لم تُقرَّ بما هو حاصل،…
… ويرتحلون، الأحبَّةَ.!… … ويرتحلون، الأحبَّةَ، مخلِّفين غصّة، في القلب، تلو الغصّة. حفنة الرّمل، في الكفّ، مهما أحكمتَ يدك إقفالاً عليها، تتراخى قبضتُك بقوّة الشّدّ وتنسلّ حُبيباتها إذ ينفرج، لديك، الإصبع عن الإصبع مرغَمًا، فإذا بك تلقاها تتناقص، بعد زمن أو زمنَين، إلى أن تَلقى راحتك صِفرًا ممّا كنت ضنينًا به وحسبت أنّ العمر مستحيل…
الكيان المخلوق والكون من واحد!. هذا مشغول بدقّة مذهلة، وذاك بدقّة أعظم، بما لا يُقاس!. ولكن، كان الكون أوّلًا ليكون في خدمة الخلاص، حضنًا يحتضن الكيان الّذي على شبه الله، ويغذّيه ويُنميه!. هذه لم تعد نظرة فلسفيّة ولا موقفًا لاهوتيًّا فقط بل تؤكّده العلوم الدّقيقة كالفيزياء وعلم النّجوم وعلم الكون وسواه، اليوم وكلّ يوم، هذه…
الخطيئة حُمقٌ!. لذا، المسيحيّة الحقّ، للعالم، خُبْلٌ!. ما الخُبل؟. فسادُ العقل!. لمّا سمع أقرباء يسوع خرجوا ليُمسكوه لأنّهم قالوا إنّه مختلّ (مرقص 3: 21)!. الشّيء نفسه قيل في الرّسول المصطفى بولس (أعمال 26: 24)!. هذه هي “جهالةُ” الله الأحكم من حكمة هذا الدّهر، وهذا هو خُبل الله الأعقل من عُقّال هذا العالم!. حكّام هذا الدّهر،…
خرج الأب الياس من اللّاذقيّة وهو يروم أن يصير إنسانًا جديدًا!. طبعًا، كان قد بدأ مسيره، في هذا الاتّجاه، قبل ذلك، فكانت له خبراته، وكانت له نجاحات وإخفاقات. الغالب أنّه فتح عينيه، في عائلته، على مسيح الرّبّ. كان حاضرًا هناك. لا ما يشير إلى العكس في سيرته. جوّ اللّاذقيّة وجوّ البيت كانا مؤاتيين. الكنيسة، في…