قلّما اجتمع اللبنانيّون من كلّ الطوائف، والشباب منهم بخاصّة، على تقدير أحد رجال الدين كما اجتمعوا على محبّة السيّد هاني فحص. فمن السهل على رجل الدين أن يستقطب أبناء ملّته، ولكن من العسير أن يحظى بإجماع كلّ المواطنين، مسلمين ومسيحيّين وغير متديّنين… وقد استطاع السيّد أن يكون عابرًا للطوائف في زمن ساد فيه الاستقطاب الطائفيّ،…
الحياة مقدّسة أكثر من الموت، وإن استشهادًا. فالله خلق الإنسان ليحيا، لا ليموت. الحياة مقدّسة أكثر من الموت، حتّى لو كان الموت هو الباب المؤدّي إلى الحياة الأبديّة. الحياة أفضل من الشهادة. لذلك أدانت المسيحيّة استجداء الشهادة بأيّ ثمن، واعتبرته قتلاً للنفس. حين تأتي الشهادة لا بدّ من قبولها. فأن يستشهد الإنسان في سبيل الإيمان،…
هل يجوز، مسيحيًّا، اللجوء إلى العنف في سبيل مقاومة الشرّ؟ هذا السؤال يطرحه معظم المسيحيّين في بلادنا، وبخاصّة في ظلّ انعدام أيّ وسيلة لاعنفيّة لإيقاف الإبادة الجماعيّة والقتل المجّانيّ والتهجير القسريّ. المسيحيّ مدعوّ إلى الاقتداء بسيّده المسيح الذي غفر لصالبيه قائلاً: “يا أبتِ اغفر لهم لأنّهم لا يدرون ما يفعلون”. لكن هل كان المسيح ليقول…
كثيرًا ما ننسى في غمرة الأحداث المتتالية التي تعصف في منطقتنا العربيّة المعنيّين المباشرين بها. فنذهب في ردّة فعلنا إلى استدعاء قضايا كبرى عوض الالتفات إلى آلام الأفراد الذين يعانون من هول هذه الأحداث. المشكلة تكمن في غياب مفهوم الفرد عن مجتمعاتنا وعن ثقافاتنا وأنماط تفكيرنا. فالمرء، وفق ثقافتنا السائدة، ليس فردًا مميّزًا ذا مواهب…
الإيزيديّة ديانة كرديّة عريقة تؤمن، على غرار الديانات القديمة، بتعدّد الآلهة التي تستحقّ العبادة والتقديس. كما تؤمن بوجود إله واحد أقوى من كلّ الآلهة وأعظم منها كلّها، هو خودي-يزدان الواحد المطلق اللامتناهي في الوجود، و”طاووس ملك” كبير الملائكة الستّة. ومن هذه الآلهة الإيزيديّة يمكننا أن نذكر على سبيل المثال: إله الشمس وإله القمر وإله الفروسيّة…
الإسلام صادره التكفيريّون. بات لهم القول الفصل في تقرير مصير الأوطان والشعوب. باتت لهم “دولة” على رأسها “خليفة”. يستبيحون القتل والنهب والتهجير. وقد طرقوا، مؤخرًا، أبواب لبنان، وباتوا في ديارنا. لكن مَن المسؤول عن الحالة الجهنميّة التي وصلنا إليها؟ قلنا، منذ سنة ونيف، في مقالة عنوانها “نهاية الوسطيّة في الإسلام ؟” (النهار، 5 حزيران 2013)…
غزّة، حلب، الموصل. مثلّث الموت. بلاد الرعب. أرض الشرّ المطلق. آن أوان الحصاد. المنجل يفتك بالرؤوس والأجساد. مصّاصو الدماء لا يشبعون. غزّة، حلب، الموصل. زوايا المثلّث الثلاث. حدود بلاد الشام الغارقة بدماء أبنائها. حدود مرسومة بدماء الضحايا البشريّة. ضحايا الحقد الأعمى. ضحايا التطرّف الدينيّ والمذهبيّ. ضحايا العنصريّة. تكشر النصوص المقدّسة عن أنيابها. تفغر أفواهها متعطشّة…
استرعى انتباهي، حين كنتُ طالبًا في معهد اللاهوت، كلام أحد أساتذتي عن كون الديانات الوثنيّة في تعاملها مع الآخر المختلف دينًا، أكثر تسامحًا من الديانات التوحيديّة الإبراهيميّة. فكان يوجد في كلّ مدينة من مدن تلك الأيّام “بانتيون” يضمّ تماثيل الآلهة كلّها، أو معظمها. وكان هذا هو الحال في روما وأثينا والإسكندريّة… ومكّة أيضًا. أتت الديانات…
مع سيطرة الميليشيّات المسلّحة التي تتّخذ من الدين ستارًا تتلّطى خلفه على مناطق شاسعة من بلاد الشام، ينتاب الناس الشعور بالقلق الشديد على أنفسهم وعلى مستقبلهم. وهذه الميليشيّات التي تجمع تحت رايتها ما لا يمكن جمعه وفق علم المنطق السليم تتوسّل المذهبيّة وحدها قاسمًا مشتركًا. فهي مزيج من تناقضات فكريّة واجتماعيّة وإيديولوجيّة تحرّكها العصبيّة المذهبيّة…