تكثر المعموديّات في موسم عيد “الظهور الإلهيّ” المعروف لدى العامّة باسم “عيد الغطاس”، الذي يحتفل فيه المسيحيّون بذكرى معموديّة السيّد المسيح من يوحنّا المعمدان في نهر الأردنّ. فمعظم المؤمنين ينتظرون مجيء هذه الموسم ليعمّدوا أطفالهم، لاعتقادهم بارتباط معموديّة أطفالهم بمعموديّة المسيح. غير أنّ اللاهوت المسيحيّ، بدءًا من الكتاب المقدّس، فيقول كلامًا آخر. فالمسيحيّون لا يعتمدون…
اجتاحت صفحاتِ التواصل الاجتماعيّ موجاتٌ متتابعة من المواقف غير الإنسانيّة وغير الأخلاقيّة تتناول بالسوء الذين ذهبوا ضحايا الهجوم الإرهابيّ الذي وقع في إسطنبول. أمّا الطامّة الكبرى فهي أنّ هذه المواقف كلّها اتّخذها أصحابها بناء على ما يعتقدون، دون سواهم من أبناء ديانتهم، أنّه الموقف الدينيّ السليم الواجب تبنّيه في هذه الحالات. هذه المواقف المتعلّقة بالأحداث…
رأس السنة، وفق الكنيسة الأرثوذكسيّة، لا يقع في الأوّل من شهر كانون الثاني، بل في الأوّل من شهر أيلول. فللكنيسة تقويمها الخاصّ الذي يتضمّن أزمنة المواسم والأعياد والاحتفالات، والشعائر والصلوات والأصوام المتّصلة بها. أمّا الغاية من هذا التقويم فهي مساعدة الإنسان على بلوغ القداسة عبر تذكيره يوميًّا بأهمّيّة الجهاد الروحيّ في سبيل الوصول إلى “العيش…
لا يلتزم الله بأيّ من الشرائع الموجودة على الأرض والمنسوبة إليه، لا الدينيّة ولا المذهبيّة ولا الطائفيّة. إذا التزم بإحداها يبطل أن يكون إلهًا للعالمين. فالشريعة، كما هي ممارسة على أرض الواقع اليوم، صنو الجمود والشلل، صنو عدم الحركة… وكما نعلم ما لا يتحرّك يموت. لا حياة من دون حركة دائمة. الله الحيّ لا تربطه…
سيق القدّيس إغناطيوس أسقف أنطاكية، “أسقف سورية” وفق تعبيره، إلى روما عاصمة الإمبراطوريّة مقيّدًا بالأصفاد كي ينفَّذ به حكم الإعدام بالموت رميًا للوحوش. فكتب في رحلته الشاقّة تلك سبع رسائل إلى أهل المدن التي مرّ بها. هذه الرسائل، وهي كلّ ما وصلنا من مؤلفّاته، ضمّنها صفحات من أروع ما كُتب في الأدب المسيحيّ عن الشهادة…
“الحديث عن الحرب بات كالحرب مفسدًا، غير أنّي أنتمي إلى ضحايا سنّ الفيل، وفي الإحساس نفسه أنتمي إلى الضاحية الجنوبيّة وإلى المخيّمات. أنا من حزب مَن مات. كلّهم على مسافة واحدة من الله، لأنّ المعذَّبين هم من جسد المسيح المجروح الجالس عن يمين الله. إخوتي ماتوا في سنّ الفيل، والحسين يستشهد في الضاحية، وفلسطين جنازتها…
لا ريب في أنّ القدّيس لوقا، في إنجيله، يشدّد أكثر من سواه من الإنجيليّين الثلاثة الآخرين على أهمّيّة الاهتمام بالفقراء والمساكين. ففيما ينقل القدّيس متّى عن السيّد المسيح قوله في الموعظة على الجبل: “طوبى للمساكين بالروح، لأنّ لهم ملكوت السموات” (متّى 5، 3)، نرى لوقا ينقل عن المسيح القول نفسه بالشكل الآتي: “طوبى لكم أيّها…
يتحاشى أهل الحوار المسيحيّ الإسلاميّ كلّ ما له صلة بالشأن اللاهوتيّ. هم يعتقدون أنّ الحوار اللاهوتيّ لن يؤدّي إلى نتيجة، بل سيؤدّي إلى التنافر والخلاف. فيكتفي أهل الحوار الدينيّ بالبحث في قضايا العيش المشترك والمواطنة والأخلاق العامّة. هي مواضيع هامّة، ولا سيّما في بلادنا حيث يتفوّق الانتماء الدينيّ والطائفيّ على الانتماء الوطنيّ. لذلك يستولي أهل…
“المشرق” اصطلاح كنسيّ يفيد البلاد التي تقع ضمن رئاسة بطريرك أنطاكية، أي البلاد التي تضمّ مدينة أنطاكية وسورية وكيليكية والبلاد الكرجيّة (جمهوريّة جورجيا الحالية)، وما بين النهرين. “المشرق” هو البلاد التي كانت أنطاكية، مدينة الله العظمى، كبرى مدنها، كما كانت روما عاصمة الغرب، والقسطنطينيّة كبرى مدن آسيا الصغرى واليونان، والإسكندريّة بوابة إفريقية وأهرائها، وأورشليم القدس…