كلّنا مستهدَفون. المسيحيّون مستهدَفون. المسلمون مستهدَفون. السنّة مستهدَفون. الشيعة مستهدَفون. الموارنة مستهدَفون. الروم مستهدَفون… كلّنا مستهدَفون. كلّنا أضحينا أهدافًا مشرّعة في مهبّ الريح الهوجاء. لا قاسم مشترك بيننا سوى أنّنا ضحايا الأرهاب. كلّ شيء يفرّقنا، التعصّب الدينيّ، الطائفيّة، المذهبيّة، العنصريّة القوميّة والوطنيّة… هذه كلّها تجعلنا قبائل متناحرة، متقاتلة، متصارعة. ما يجمعنا هو أنّنا كلّنا نتساوى…
كان السيّد المسيح داعية سلام. كان يؤمن بقدرة الإنسان على تحقيق السلام “هنا والآن” في العالم الراهن لكلّ جيل من الأجيال التي توالت منذ أيّامه على الأرض إلى يومنا الحاضر. لكنّ جميع الأجيال فشلت في بسط السلام على أرجاء المعمورة كافّة. وما زالت الدنيا تشهد صراعات ونزاعات وحروبًا داخليّة وخارجيّة وما ينتج عنها من احتلالات…
أثناء حصار القسطنطينيّة واشتداد القتال على أسوارها، حكي أنّ أبناء المدينة كانوا مشغولين بالجدل حول “جنس الملائكة”. فنسوا، في غمرة تفكّرهم في مسائل الملائكة، الذود عن مدينتهم فـ”سقطت” بين أيدي الأتراك العثمانيّين. وأميل إلى اعتبار ما حدث “سقوطًا” للقسطنطينيّة لا “فتحًا”، فالانحطاط الفعليّ استمرّ في عالمنا العربيّ مع استمرار الحكم العثمانيّ لهذه البلاد. أمّا اليوم،…
تحتفل الكنيسة الأرثوذكسيّة غدًا الخميس بعيد الصعود الإلهيّ، صعود المسيح إلى السماء بعد أربعين يومًا من قيامته من بين الأموات. والراجح أنّ الكنيسة حتّى القرن الرابع الميلاديّ كانت تجمع في يوم واحد هذا العيد مع عيد العنصرة، ذكرى حلول الروح القدس على التلاميذ في اليوم الخمسين للفصح. غير أنّ الكنيسة الأورشليميّة هي التي بدأت تقليدًا…
كيف يمكن أن يتوافق الدين مع العصر؟ أو مع العلم والتقدّم؟ كيف يمكن المتديّنين أن يصبحوا جزءًا من العالم المعاصر من دون أن يتخلّوا عن دينهم؟ أسئلة تعبّر عن أزمة في الفكر الدينيّ المعاصر، أزمة موروثة منذ قرون غابرة. لا يكفي أن يجيب بعضهم من الغيارى بإنّ الدين صالح لكلّ زمان ومكان، وإنّ كلّ ما…
باتت معظم العبارات التي نستعملها في الشأن الوطنيّ، نحن الناطقين بالعربيّة، خالية من مضامينها ومعانيها. نقول شيئًا ونحن نقصد نقيضه. ننسب لأنفسنا صفات وألقابًا لسنا على شيء منها. فثمّة مَن يدعو إلى قيام الدولة المدنيّة، أمّا قصده فدولة “دينيّة” ليس فيها من المدنيّة أيّ شيء. وثمّة مَن يتحدّث عن الحرّيّة والديمقراطيّة والاشتراكيّة، وفي الآن عينه…
يمتدح القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (+407)، السوريّ الأنطاكيّ بطريرك القسطنطينيّة، شجاعة النسوة النبيلات اللواتي رافقن يسوع في حياته وفي مماته. فهنّ، النسوة الحاملات الطيب كما تسمّيهن الكنيسة، لم يخفن كما خاف تلاميذه الأقربون ففرّوا من مواجهة المصير المهين لمعلّمهم، فتخلّوا عن وعودهم بمشاركته مصيره، أو بمرافقته على الأقلّ… وقبل صياح الديك. يقول الذهبيّ الفم، قبل…
يجنح معظم رجال الدين، مسيحيّين ومسلمين، إلى التلفيق حين يحاولون إنكار الخلافات العقائديّة ما بين الديانات، أو حين يحاولون التأكيد بأنّ الديانات إنّما هي في الواقع ديانة واحدة. وغالبًا ما يتمّ ذلك حين يمزجون ما بين الخطاب الدينيّ العقائديّ والخطاب الوطنيّ الجامع، وبخاصّة في أزمنة الحروب والفتن والمحن. من البديهيّ القول، وعلى منهج “فسّر الماء…
ورد في “تحف العقول” (أحد أشهر مصادر الحديث عند الشيعة) عن السيّد المسيح أنّه قال: “بحقّ أقول لكم: مَن نظر إلى الحيّة تؤمّ أخاه لتلدغه، ولم يحذّره حتّى قتلته، فلا يأمن أن يكون قد شارك في دمه. وكذلك مَن نظر إلى أخيه يعمل الخطيئة، ولم يحذّره عاقبتها حتّى أحاطت به، فلا يأمن أن يكون قد…