يتنازع المسيحيّين تيّاران أشار إليهما القدّيس بولس الرسول في رسالته إلى أهل غلاطية، حيث يميّز ما بين الذين يفتخرون بالجسد والذين يفتخرون بالصليب: “إنّ الذين يختتنون هم لا يحفظون الناموس، بل يريدون أن تختتنوا أنتم لكي يفتخروا في جسدكم. وأمّا من جهتي، فحاشا لي أن أفتخر إلاّ بصليب ربّنا يسوع المسيح (…) لأنّي حامل في…
يؤكّد المطران العلاّمة جورج خضر أنّه والأرثوذكس، بعامّة، “علمانيّون استراتيجيًّا، قائمون في النظام الطائفيّ حاليًّا، مشاركون فيه عن غير سوء ولا عصبيّة لكونه الوجه الحالي للدولة”. ثمّ يذكّر هو نفسه بأنّ “الأرثوذكس، تاريخًا ولاهوتًا، لا يستطيعون أن يكونوا حزبًا ملّيًّا يستمدّ توجيهًا والتزامات سياسيّة واحدة من الأساقفة أو ممّن يفوَّض له أمر الأرثوذكسيّين دنيويًّا. نحن…
المسيح على الصليب. العسكر ضفروا إكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه. جثوا قدّامه وهزئوا به. بصقوا عليه. جلدوه. سمّروه على الصليب.المجتازون جدّفوا عليه. رؤساء الكهنة والشيوخ استهزأوا به. اللصان عيّراه. أمّا هو فيغفر لصالبيه قائلاً: “يا أبتاه، اغفر لهم، لأنّهم لا يعلمون ماذا يفعلون”. لو شاء المسيح الدفاع عن نفسه لما احتاج إلى أجواق الملائكة،…
ما فتئ المسيحيّون وزعماؤهم يطالبون بحقوقهم المهدورة. وبما أنّهم يطالبون بما يسمّونه “حقوق المسيحيّين”، فمن الواجب أن تكون حقوقهم، كمسيحيّين، هي ذاتها حقوق مَن ينتمون إليه، أي المسيح. ولكن شتّان بين الأمرين. فلو كانت حقوقهم مطابقة لحقوقه، لكانوا طالبوا بدولة عادلة لا تميّز بين المواطنين على أساس طائفيّ. فالمسيح عمل، بل أوّل ما عمل، على…
لم يميّز السيّد المسيح، في كلّ تعاليمه، ما بين مؤمنين وغير مؤمنين، بل يسعنا القول بأنّ أبناء قومه قد قتلوه لأنّه لم يعترف لهم بأيّ امتياز على سواهم من الشعوب الأخرى. لذلك، ساوى المسيح ما بين اليهود والسامريّين، شفى ابنة الكنعانيّة، أبرأ غلام قائد المائة… دعا المسيح كلّ البشر، إلى أيّ قوم انتموا، إلى الإيمان…
فائض من الطائفيّة، فائض من المذهبيّة، فائض من الدين، فائض من الفساد. هذا حال بلدنا اليوم. نعم، لقد ميّزنا ما بين الطائفيّة (والمذهبيّة) والدين، ذلك أنّ الطائفيّة لا علاقة لها بالإيمان الدينيّ، بل هي تعبّر عن العصبيّة الناشئة بين أفراد لا يجمع بينهم سوى الهويّة الطائفيّة التي نالوها بالولادة. أمّا الدين، هنا، فالمقصود به ليس…
تاريخ الكنيسة ليس تاريخ قدّيسين وحسب. فالكنيسة فيها القدّيسون، وفيها الخطأة، لذلك تاريخها ليس تاريخ قدّيسين وحسب. والتاريخ يرينا أنّ الكثير من الممارسات المنافية والمناقضة لرسالة السيّد المسيح ارتُكبت باسم الكنيسة، فيما قدّمت الكنيسة، في الوقت عينه، العديد من القدّيسين الذين شهدوا لرسالة المسيح الحقّ. أدركت الكنيسة، منذ نشأتها، أنّها “جماعة” يسوع المسيح، وأنّها ذات…
أثارت مقالتي “هل الديانات تصلح لكلّ زمان ومكان” (ليانون فايلز، 8 تمّوز 2015) ردود أفعال تتراوح ما بين الغثّ والسمين. لا أرغب الدخول في ردود على الردود، بل أن أتابع ما بدأته في مقالتي المذكورة، والتي شاء بعضهم تشويهها عبر قراءة مجتزأة وسطحيّة. أوّلاً: في المنهجيّة: في مقالة لي عنوانها “شتّان ما بين الديانات والمتديّنين”…
كلّ الديانات العالميّة، وبخاصّة المسيحيّة والإسلام، تزعم بأنّها منذ نشوئها إلى انقضاء العالم، صالحة لكلّ زمان ومكان. فإذا سلّمنا جدلاً بصحّة هذه الصلاحيّة التي تسمو على كلّ الأزمنة والأمكنة، فهل على التاريخ أن يوقف عجلته كي يبقى منسجمًا مع أحكام الديانة السائدة وتعاليمها، أم على الديانة المعنيّة أن تجتهد لتواكب تقدّم التاريخ وتطوّره؟ هذا المأزق…