يخطئ مَن يظنّ أنّ كتاب “رؤيا يوحنّا” يتنبّأ عن نهاية الأزمنة. ويخطئ مَن يقرأه قراءة حرفيّة، كأنّه يقرأ تحقيقاً صحافيّاً عن حدث جرى، أو كأنّه يشاهد شريطاً وثائقيّاً… كتاب “رؤيا يوحنّا” لا يقدّم لقارئه صورة عن نهاية العالم، بل يتحدّث بلغة رمزيّة عن مسيحيّي عصره الذين عانوا الاضطهادات، وتالياً عن كلّ عصر مماثل. لم يكن…
عطلٌ، وهدايا، طعام، وأصدقاء وركض…لكن، في السطورِ التالية، ستجدُ طريقةً مختلفةً كثيرًا للتهيئةِ لعيدِ الميلاد. ستقرأُ عن المعنى الفريدِ لهذا العيد، لا بل بالضبطِ عن سببِ هذه الأهمِّيَّةِ بالعلاقةِ مع المستوى الروحيِّ العصريِّ الذي نحنُ عليه.ستقرأُ عن أمورٍ أُخرى، لسوءِ الحظّ، فُقِدَ منها الكثير.؟« عيدٌ كبير » قبلَ كلِّ شيءٍ، ماذا يعني يعني أنَّه في…
تشهد الساحة المسيحيّة في لبنان ارتباكات وتناقضات على مستوى الخطاب والسلوك إزاء ما يجري في لبنان وفي العالم العربيّ من تغيّرات وتبدّلات. ففي الوقت الذي يدعو فيه القادة الدينيّون المسيحيّون أتباعهم إلى التضامن مع قضايا المنطقة والانفتاح على المسلمين ضمن إطار المواطنة والمساواة، نراهم في لبنان يذهبون إلى الانغلاق على ذواتهم، باحثين عن لملمة أنفسهم…
المسيحية في مطلعها لم تكن لتهتم بتاريخ كل أحداثها. برز الفصح فيها منذ القرن الأول لكونه المركز من حيث انه التعبير عن الخلاص. من بعد هذا تفكّرت الكنيسة بعيد اقامته في السادس من كانون الثاني وسمّته الظهور الإلهي جمعت فيه في الشرق والغرب مولد المسيح وذكرى عماده. ثم دفاعاً عن نفسها رأت في أواخر القرن…
قد يُثير هذا المقال شيئاً من الاستغراب، كيف أنه في نشرةٍ كنسية لها أبعادها الدينيّة بمواضيعها وأهدافها يُكتب موضوعٌ جديد لم يسبق أن طُرح قبلُ فيها! والجواب على هذا التساؤل هو أن الشخص الذي سوف يُكتب عنهُ قد تخطّى المهنة وأصبح قدوةً يُحتذى بها لشبيبتنا وأجيالنا، وأثبت من خلال حياتهِ أن الإنسانَ قادرٌ أن يعكس…
الأسبوع الفائت، مساءً، حدث، وأنا في بيروت، في منزل أحد الأحبّة، أن شاهدتُ، على الشّاشة الصّغيرة، في بثّ للصّورة والصّوت خلاّبَين، على قناة Mezzo، السّيمفونيّةَ السّابعة لبيتهوفن تُؤَدَّى. قائد الفرقة الموسيقيّة كان جوروفسكي. إيراد الكنية من دون الاسم دليل أنّ الرّجل غنيّ عن التّعريف. أقول هذا لأنّ معرفتي بالموسيقى الكلاسيكيّة محدودة ولست أسمعها لا…
آباؤنا كيف نقرأهم -لمحة تاريخيّة: “نحن باتّباعنا الآباء القدّيسين” ، عبارة كانت تبدأ بها النّصوص العقائديّة في الكنيسة القديمة، وبها بدأت بنود المجمع المسكونيّ السّابع، فبدأت بالجملة التّالية: “نحن، باتّباعنا لتعاليم آبائنا القدّيسين المسلّمة لنا من الله و لتسليم الكنيسة الجامعة” . أوّل ما يتبدّى لنا من هاتَين الجملتين هو الفضل الكبير لمن سُمّوا…