ابتدأ من الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة 12/10/2007 ولغاية ظهر يوم السبت 13/10/2007. عقدت الأمانة العامة في حركة الشبيبة الأرثوذكسية مؤتمرها التاسع والثلاثين في فندق لوكريون – برمانا برئاسة الأمين العام الأخ رينه أنطون وبحضور الأمناء العاميّن السابقين ومندوبين عن الأمانة العامة ومراكز الحركة في سوريا ولبنان. وشارك في المؤتمر ستة وأربعون عضواً وضيوف وممثّلون عن مكاتب التعليم الدينيّ في أبرشيات زحلة وحمص وحماه.
الجمعة: 12 تشرين الأول 2007:
بعد الصلاة، كانت جلسة افتتاحية مخصّصة لكلمة سيادة راعي الأبرشية المطران جورج خضر. تحدّث الأمين العام مقدّماً سيادته ومما قاله: “إن الصورة الأهمّ التي طُبعت في قلوبنا ونفوسنا عن المطران جورج والتي غلبت صوره الكثيرة الأخرى، كصورة الأسقف والمؤسّس والأديب والمفكّر واللاهوتيّ، هي صورة النبيّ الذي يصرخ مذكّراً إيانا دائماً بارادة الله”. وأضاف: “في يقيني حين يُكتب تاريخ كنيستنا لليوم الحاضر سيتحدّث عن خصوصية علاقة ربطت المطران جورج بيسوع المسيح وسرّ التصاق به، قلّ نظيره، ما جعله يعطي الكثير لكنيسته ولنا. ونحن، وإن كنّا لا نستطيع ان نبادله هذا العطاء مهما فعلنا، لأن لا شيء يضاهي عطاء الذات وقد أعطانا ذاته، إلا اننا نستطيع أن نساهم بما يمدّ فكره بين الناس أكثر فأكثر ولهذا شاء الأخوة، في تعاونية النور، أن يقدّموا له هذا الكتاب بعنوان “وجه ووهج”. ومن ثمّ قدّم الأخ ايلي شلهوب الكتاب لسيادته موضحاً أنه يقارب فكر المطران جورج ويضيء على بعض المحطّات الهامّة في حياته وقد أعدّ له كلّ من الأب الدكتور جورج مسّوح والدكتور أسعد قطّان والدكتور جورج تامر.
بعد ذلك تحدّث المطران جورج عن الحركة ودورها في الكنيسة مستذكراً الظروف التي أحاطت بنشأتها ومبيّناً أهميّة شهادتها. فدعا الحركيّين الى ابلاغ الكلمة التي نزلت عليهم مفعلين بذلك نعمة الروح القدس التي حصلوا عليها في المعمودية مذكّراً الشخص الحركيّ بكونه مكلّفاً من الروح المعطى له أن يوصل الكلمة الى خلايا دماغ وقلب الإخوة وأن عليه أن يحيا بالروح القدس حتى متى سمعه الناس يقولون إن الله يتكلم فيه. كذلك أوضح سيادته أن الدفاع عن الحركة بصدق أمام الذين لا يحبونها أو يعرفونها يكون بالسلوك والوداعة وبحلاوة النفس والطهارة راجياً “أن نسترجع حبّنا الأول ويحافظ كل واحد منا على هذه القوة لأن الكلمة الإلهّي لازال مولودًا من الآب ولا زال يرسل الروح القدس”.
في جلسة ثانية تلى الأمين العام تقريره وبدأ الأخوة مناقشة التقرير حيث توقّفوا مطوّلاً عند الوضع الكنسيّ وما يعتري العلاقة مع بعض الرعاة من صعوبات على ضوء الأجواء التي أحاطت باجتماع المجمع المقدّس الذي انعقد مؤخّراً في دير مار الياس شويّا. كذلك تم التشديد على ضرورة تكثيف التواصل بين المراكز، جميعها، وخصوصاً مع المراكز في سوريا بما لا يسمح بأي انعكاس سلبي للأوضاع الناشئة في لبنان على هذا التواصل.
في جلسة ثالثة استمع المؤتمرون الى التقرير الماليّ الذي أعدّه المسؤول عن الماليـة الأخ فؤاد الصوري وناقشوا محتوياته. وفي هذه الأثناء اجتمعت، برئاسة الأخ سيمون عبدالله، الهيئة الترشيحية المكلّفة بوضع أسماء المرشحّين تمهيداً لانتخاب أمين عام.
السبت 13/10/2007:
في جلسة أولى استمع المؤتمرون الى عرض لمشروع مكتب التوظيف الذي تعمل على تأسيسه الأمانة العامة. قدّمت العرض مسؤولة العمل الاجتماعي الأخت ريما ونّوس وتضمّن تعريفاً بالمكتب وآليـة عمله ونظم علاقته بالمراكز وما سيتميّز به من مواكبة للأشخاص المعنيين.
في جلسة ثانية عرضت الأخت حنان عبدو المسؤولة عن الاعلام في الأمانة العامة، عبر عرض تسجيليّ، الخطوات والتوجهات الاعلاميـة، فأضاءت على ما أنجزته أسرة الاعلام من أفلام بشارية لمناسبة عيد الفصح وأخرى حركية وثائقية لمناسبات مختلفة وأوضحت الافاق الاعلامية للمرحلة المقبلة مشدّدة على ضرورة مشاركة المراكز في الهواجس الاعلامية.
في جلسة ثالثة عرض الأخ سيمون عبدالله نتائج اجتماعات الهيئة الترشيحية ودعا المؤتمرين الى انتخاب أحد ثلاثة أخوة، رشُحوا من قبل الهيئة لهذه المسؤولية، أميناً عاماً وهم: الأخت ريما ونوس، الأخ رينيه انطون والأخ الياس الحلبيّ. وقد أعاد المؤتمر انتخاب الأخ رينه أنطون أميناً عاماً للسنتين المقبلتين. وبعدما تمنّى الأخ سيمون للأمين العام التوفيق في مسؤوليته توجّه الأخ رينه بكلمة الى المؤتمرين جاء فيها: “رغم أن الكلام بهذا الشأن بات كلاماً تقليدياً فانني، حقيقة، لا استحق محبتكم وثقتكم هذه لأنني الأضعف بينكم. في ايّ حال فإنني لا أرى ما يخدم الحركـة، وكذلك ما يخدم الأشخاص، في أن يرتبط اسم الحركة في ضمائر الناس بالأشخاص لسبب استمرارهم الطويل في خدمة المسؤولية الأولى، أكانت هذه الخدمة الأمانة العامة، أم رئاسة المركز، أم رئاسة الفرع. فالأشخاص معرّضون، دائماً، للسقوط، وإن سقطوا، لا سمح الله، قد تسقط الحركة، معهم، في ضمائر الناس. لا أعني بهذا أن الحياة الحركية قد يعتريها السقوط إن سقط الأشخاص، لا سمح الله، بل أن صورة الحركة، في ضمائر الناس، تتشوّه بحيث يؤثّر هذا على شهادتها. في أيّ حال أنا أقبل محبتكم الكبيرة وأتفهّم هواجسكم التي ولّدت ارادتكم في أن أستمرّ في هذه المسؤولية للعامين المقبلين، لكنّ ما أرجـوه، بصدق، هو أن نستمرّ في تحريك الحركة نحو الامام ونستمرّ في تحرّكنا نحو التغيير. رجائي ألا يعود الينا الخوف من التغيير وتداول المسؤولية لأن بهما نسير بحياتنا الحركية الى الأمام.
كثيراً ما كنت اتساءل أثناء تنقّلي بين المراكز، وخصوصاً البعيدة منها، أيّ سرّ هذا الذي يدفع بهؤلاء الشباب الى بذل هذه الجهود وقطع تلك المسافات الشاسعة ذهاباً وإياباً للمشاركة في اجتماع للأمانة العامة لساعات. وتكرّر تساؤلي إلى حين تلمّست الاجابة في كون الحركة واحة للربّ يسهل على المرء، من خلالها، أن يتقبّل محبته. فما من أمر، غير المحبة هذه، يدفع بالأشخاص إلى استسهال هذا الجهد. وما كشف لي هذه الاجابة شواهد عدّة أذكر بعضها: لقد سألت المطران جورج، يوماً، عن رأيه بالعدد الخاصّ الذي أصدرته مجلة النور حول فكر الأخ كوستي بندليّ وما يعكسه من حالة ايمانية. وقد لفتني جوابه حين قال “أن كلّ ما كتبتموه لا يكفي لأنكم لم تضيئوا على حركية الرجل بشكل كاف. فلعلمك أن كوستي بندلي لم يكن ليُعطى أن يكون في هذا المسار الفكري الايماني المتألّق لولا التزامه الحركيّ الذي دفع به للتقدّم في هذا المسار”. كذلك لفتني، خلال اجتماعي والأب طوني الصوري مع صبيّة حركية من مركز طرابلس تعيش متزوّجة في إحدى بلدان الخليج، مدى حماسها وغيرتها على العمل الكنسيّ هناك وإصرارها الملفت على ابتداع السبل التي تُسهلّ على الحركة دعم هذا العمل. وتساءلت، في قرارة نفسي، هل ما يدفع بالصبيّة الى هذه الغيرة على كنيسة المسيح غير كونها قد تربّت في الحركة ولمّست محبة الله فيها؟. أيضاً أذكر اجابة معبّرة لأحد الأخوة، المسؤولين في الأمانة العامة، حين عبّرت أمامه عن تخوّفي من أن يؤثّر انهماكه في العمل الحركيّ على اهتمامه بعائلته، فأجاب بما معناه “لا تقلق للأمر لأننا نحيا وعائلتي كعائلة كنسية صغيرة نتشارك في الصلاة وفي كلّ الهموم والأمور وكلّ ما يعني الكنيسة يعنينا جميعاً”.
لهذا أقول، يا اخوة، أن الحركة هي واحة للربّ ونحن مدعوّون الى أن نكون مشاتل مثمرة فيها والى أن نستحق كوننا مشاتل في واحة الربّ هذه. وهنا أعود الى ما كتبته في تقريري حول الشأن الكنسيّ لأقول أن ما ذكرته، على هذا الصعيد، قد ينطبق، بمعظمه أيضاً، علينا. لا يمكن لنا أن نتحدّث بشفافية حول الوضع الكنسيّ دون أن نقارب أوضاعنا نحن، بشفافية أيضاً. حين ننزعج من تهميش المؤمنين في الكنيسة لا يمكن لنا أن نهمّش الشباب في الحركة. وحين نتحدّث عن الجمود في الحياة الكنسية لا يمكن لنا ان نغفل حال الجمود في حياتنا الحركية. أنا أعرف أن لدينا مشاكل جدّية على هذا الصعيد، صعيد العلاقة بالشباب، أعرف الصعوبات وأسبابها وأمكنتها وأرجو أن نبادر ونتحرّك باتجاه تنفيذ الخطوات الارشادية التي أشرت إليها في تقريري. فدعونا نتحرّك وننطلق نحو اصلاح جديد ومستمّر. والربّ معكم جميعًا”.
في جلسة رابعة تابع المؤتمرون مناقشة تقرير الأمين العام وأقرّوا التوصيات التي على الأمانة العامة والمراكز والفروع العمل بموجبها. ومن ثمّ توجّه الأمين العام بكلمة إلى الأخ ريمون رزق داعياً اياه الى اختتام المؤتمر بكلمة توجيهية، فشدّد الأخ ريمون، في كلمته، على ضرورة تخطّي الصعوبات التي تعترض شهادة الحركيين، بمزيد من الصدق والالتزام وعشرة الكلمة.
وانتهت أعمال المؤتمر بالصلاة. ثمّ عقدت الأمانة العامة اجتماعاً استثنائياً وافقت فيه على ترشيح الأخت السي وكيل لمسؤولية مسؤول الشرق الأوسط في الاتحاد العالمي للطلبة المسيحيين بعد انتهاء ولاية الأخ الياس حلبي.