تقرير الأمين العام للمؤتمر 39 – تشرين الاول 2007

mjoa Sunday June 29, 2008 230

يا أحبـة،

 الشكر والسبح للربّ وقد جمعنا كلمته الى واحد. الشكر له لأن محبته افتدتنا واستحالت رحمته، بنا، أبناء وكشف لنا روحه مسار الخلاص وجعلنا في هذا السعي لخدمة كلمته و بهاء كنيسته وغرس نوره الالهيّ في ما يحوط بنا من وجوه. الشكر له لأنّه أعطانا هذه الحركـة لنكون، أبداً، في حركة اليه.

.

نجتمع اليوم، في المسيح يسوع، لا لنغذّي عصبية بل برجاء أن نكون واحداً فيـه وبـه، لنكون واحداً في ثباتنا على تراث كنسيّ نهضوي معالمه شركة صلاة وعيش وسعي معرفيّ وانفتاح بشاريّ ومحبة لكنيسته والعالم وخدمتهما بوداعة ولطف. نجتمع، كما في كلّ مرّة، كجماعة ولدها الروح لا كأعضاء تنظيم، جماعة ترنو الى أن يلبس مؤتمرها حلّة قوم تحلّقوا حول الربّ لينير دربهم ويصون وحدتهم ويصوغ رسالتهم.

 

  لقد شاءت الظروف أن ينعقد مؤتمرنـا هذا العـام والأوضاع الصعبة ما زالت تعصف بمنطقتنا عمومـا وبلبنان خصوصاً. وهو الأمر الذي لا زال يعيق قدرتنا على التحرّك، كما ينبغي، باتجاه خدمة ما وضعناه من أهداف. ولهذا انحصر سعي الأخـوة المسؤولين، في الأمانـة العامـة، بمتابعـة بعض وجوه العمل الداخلي، في أطر محدّدة، وبمحاولة بلورة معالم حضور شهاديّ إزاء صعوبات واقعنـا وبمتابعة الشأن الكنسيّ. 

 

الوجه الشهاديّ 

 

أشرنا في العام الماضي أن أمرين قد دفعانا الى أن نولي هذا الشأن أهمّية ملحوظة: الأول هو هزالة الحضور الكنسيّ وسط الأحداث والثاني هو قناعتنا بأن الوجـه الشهاديّ لرؤيتنـا النهضوية لا يكتسب، الى اليوم، موقعـه الموازي لوجوه ايماننا الأخرى، أقلّـه على مستوى الترجمة، لدى الكثير من شبابنا. وهذا ما يفسّر غياب أيّ تأثير لفكرنـا الايمانيّ في ما يحوط بنا وكذلك افتقاد وجوه خدمتنا لأن تكون بمستوى ما نعيشه من أزمات. ولهذه الأسباب أفردنا لهذا الوجه الجزء الأكبر من برنامج مؤتمرنا العام الماضي وتابعنا تنفيذ ما أمكن من مقرراته، هذا العام، حيث عقدنا المؤتمر الخاصّ بورقة “نحو تفعيل ترجمتنا الاجتماعية لفكرنا الايمانيّ. إن الأهمّ الذي قادنا اليه هذا اللقاء هو تذكير بعضنا البعض أن يسوع المسيح، بتجسّده، قد صهر الكون كلهّ فيه وباتت كلّ وجوه الحياة تعنينا، كأبناء له، في الصميم. وهنا أشكر الله أن نتائجه التي صيغت في الورقة الصادرة عنه، وبقراءة أخرى لمضمونها الحرفيّ، قد حملت دعوة للحركيين الى أن يتخطّوا ما يحدّ التزامهم من جدران لبيوت حركيّة وكنائس، قد تكون انعكست جدراناً في النفوس، ليسيروا باتجاه تعميد وجوه الحياة بروح الله وتقديسها.

 

 أمّا على صعيد تنفيذ ما يخصّ الأمانة العامـة من المقررات فلم يتح لنا تنفيذ قدر ما ينبغي منها بسبب اندلاع حرب نهر البارد والأحداث الأمنية التي واكبتها. لكننا انطلقنا بتنفيذ خطوات أربعة: الأولى هي تفعيل اطلالاتنا البشارية في الجنوب اللبناني من خلال مساهمتنا في بعض وجوه التنمية في القرى وتوسيع المساعدات الاجتماعية وتكثيف اللقاءات البشارية مع الأهالي. وهنا أريد أن الفتكم الى الجهود الكبيرة التي يبذلها الأخوة في مركز جبل لبنان، في هذا الاطار، وكذلك بعض الأخوة من مركز بيروت والأخ طوني بيطار. وأعتقد بأن أهمّ ما يجب على الأمانة العامّة العتيدة متابعته هو مواصلة العمل لكيّ يمسي الهمّ البشاري في الجنوب اللبناني همّا حركيّاً عامّاً. الخطوة الثانية هي المبادرة الى تأسيس مكتب التوظيف الذي رأينا فيه وسيلـة قد تساعد على التخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية على الشباب في بلدينـا وهو الأمر الذي قد يساهم، ولو بشكل متواضع،، في الحدّ من ظاهرة الهجرة التي تستنزفنا. لن أطيل في هذا الموضوع إذ ستعرض لنا الأخت ريما ونّوس المسؤولة عن العمل الاجتماعي كافة التفاصيل المتعلّقة به وسبل تواصل المراكز معه والاستفادة من خدماته. سأشير، فقط، الى أن نجاح هذه الخطوة لا يرتبط بجهود المسؤولين عن متابعتها بشكل مباشر وحسب، بل أيضاً، بالتعامل الجدّي معها في مراكزنا. الخطوة الثالثة هي ايلاء موضوع الاعلام الحركيّ اهتماماً كبيراً، وقد تركّز اهتمامنا على الوجه الداخلي منه ذات البُعد التواصليّ والاخباريّ كالعمل على تطوير صفحة الانترنيت شكلاً ومضموناً وتغذيتها بالمواضيع الجديدة والأخبار، وعلى الوجه الخارجيّ منه ذات البُعد البشاري كالبرامج الدينية التي أعدّت، بمستويات فنّية مشهود لها، لتذاع عبر الاعلام المرئي في مناسبات فصحية وميلادية واعداد فيلم وثائقيّ عن الحركـة وبرمجة لقاء مع الاعلاميين لاطلاعهم على ماهيّة الحركة وفكرها وتوجهّاتها يكون بمثابة مدخل، لنا، للوصول الى تغطية أفعل للحدث الحركيّ عبر وسائل الاعلام. أيضاً نظراً لأهميّة ما أنجز على هذا الصعيد وما يُعدّ له ولأهميّـة تفاعلنا معه خصّصنا بعض الوقت للأخت حنان عبدو، المسؤولة عن الاعلام في الأمانة العامـة، لتحدّثنا عن هذا الجانب بتوسّع. الخطوة الرابعة هي البدء بدراسة المواضيع التي قرّر المؤتمر ادراجها في برامج الفرق والبحث في سبل تجاوب المرشدين معها فبدأت لجنـة، برئاسة الأخ فادي نصر، عملها وبادرت، بالتنسيق مع الأخت رانيا طنّوس مسؤولة الجامعيين، الى عقد لقاء تحضيريّ أولّ لمرشديّ الجامعيين والثانويين لهذا الهدف. ومن المؤسف أن الأخوة من المراكز السورية لم يتمكّنوا من المشاركة في هذا اللقاء للأسباب الأمنية ذاتها لكنّ لقاء ثانياً يتمّ التحضير لعقده في الأسبوع الأول من شهر كانون الأولّ وفق ما يسمح لهم بالمشاركة. وبالطبع تتابع اللجنة عملها لانجاز ما كلّفت به. ما أرجوه هو أن تسمح الأوضاع للأمانة العامة العتيدة بمتابعة تنفيذ هذه الخطوات وبقية مقررات المؤتمر نظراً لكونها مفاصل هامّة في حياتنا الشهادية. كما ارجو أن تنطلق المراكز في تنفيذ ما يعنيها منها وتتجاوب، بهذا الخصوص، بشكل أفضل مع الأمانة العامة.

 

0 Shares
0 Shares