على جبـل ثابـور فيـما كان يسـوع يصـلـي تبدل منظـر وجهـه وتراءى لـه موسى وايـليـا وهـما في الـمجد وأخذا يكلـمانـه عـن موتـه. ثم ظلـلتـهم جميعا سحابـة – وهي رمز الـمجد في العـهد القديـم – وانطـلـق صوت مـن السحابـة يقـول: “هذا هـو ابني الذي اخترتـه فلـه اسمعـوا”. وهذا كلام مأخوذ عن اشعيـاء الذي تـنبأ عـن الـمخلص الـمـتألـم.
يلفتنـا هنـا ان حديـث الـنبيـين – وهـما مقيمان في الـمجد – كان عـن اوجاع ابـن الـلـه وان الآب نـفسه أشـار اليها. التـراث الارثوذكسي يقـول ان النـور الإلـهي الكـامـن في طبـيعــة المسيـح الإلـهية هو الـذي انكشـف في جسده وكأن الـرب قد أخفى في تجسده هذا النــور الأزلـي. ولكـن الـلافـت انـه ظهـر من خلال انسانيته. وايليـا ومـوسى كشفـا الـمجد الحال على الانسانـيـة فيـهـمـا.
ما نحن مدعـوون اليـه هو ان نظـهر مجد الـلـه في فكـرنا وفي أعمالنـا. اليوم وليـس في الـمـلكـوت الآتي فقط نظـهـر قـوة الـلـه وحقيـقـتـه وفعـلـه في تصرفـاتنـا. واذا كان سر المسيـح ان يكشـف عمـقـه الإلـهي هنـا على الأرض فسرّنا نحـن هـو ايضا كذلـك. نحن كالنبييـن الـلذيـن أشـركهما الـلـه بنعـمتـه. هنـا نظــهـر ما نَزَل علـيـنـا مـن فـوق.
اقول هـذا بعـد ان استـقبـلتُ امرأة تبكي ولـدهـا الـوحيد الذي مات بعد آلام سبـع سنـيـن بسـبب خطـأ او جهـل علـمـي عـنـد طبـيـبـه الـمـعـالج. الـولـد على آلامه الشـديدة ما كان يتشـكى والـمـرأة أبـت ان تـتـعــزى. قـالـت لي انـه في صدري، في يـدي، في عيـنـي ولا أستطـيـع ان أنسـاه. حـاولـت ان أجد كـلمـات تجـعــل في نـفسـها بعــض هـدوء ولكـنـهـا كانت في أقصى الألـم. كنـت احدثها مــن الإيمـان ومـن العقـل معا. حاولــت ان اذهـب بـها من أوجـاعها الى رؤيــة المسيــح الحـي، الحاضـن لابنـهـا في السمـاء. تـرفـض الانفصـال عـن ولـدها. تـرفـض البعد. انـا في نـفسي الـمـطمئـنــة كـنـت اراه في الـمجد يتجـلى بصورة غيـر معـروفـة لدينـا. الـمـرأة ترفـض ان يكـون بيـنـها وبيـن موت ابنـها صلـح. هـل الـمـطـلـوب الا تـتوجع ام ان تحيـط آلامها بحنـان المسيـح؟ ظنّـت ان الـلـه يعاقـب. لـمـاذا؟ قلـت لـها انـه إلــه محـب. لم تسـتطـع ان تـفهـم. مع ذلـك قالـت انها تنـاجـي السيـد وتقـرأ الكـلمـة.
اذا كان ايـليا ومـوسى وهــما في الـمجد يكلمـان الـرب عـن آلامه أفـليـس الحديـث الوحيد الـذي يفـرض نفسه في حالـة الحزن الشديـد هو فقـط عـن القيـامـة اي عـن النـور الإلـهي الذي يمكـن هبـوطـه عـليـنـا. اعتـقـد ان الـمـرأة كانـت في الـنـور وهي لا تعــلـم. الـمـسيــح بعـد قيـامتـه كـان لا يـزال موسـومـا بآثـار الحـربــة والمساميـر. اظـن ان كـل انسـان مــوجــوع الـجسد والنـفـس ان لـم يكــن في حالــة الكــفـر، اذا كـان فـقـط يطــرح على الـرب أسئـلـة هـو في حـالــة الـتـجـلـي.