حبّ الله يزيل الحزن

mjoa Tuesday August 12, 2008 468

للقدّيسين باسيليوس الكبير وأفرام السّرياني

 

   … وهكذا فلنكن مسرورين ونحتمل بصبر كلّ ما نلقاه في العالم من أحزان، وأن نكون مطمئنّين وخاصّة إذا علمنا أنّنا نكون، بالضّيقات، في فكر الله. هل تتوقّعون أنّكم بعد تمتّعكم بحياة الرّخاء والرّفاهية يمكنكم أن تنالوا العطايا السّماويّة في الدّهر الآتي؟ مَنْ مِنَ القدّيسين أمكنه تجنّب أخطار هذا العالم وخرج منها بدون عيب؟

.

إذا تأمّلتم سِيَرَهم بانتباه تجدون أنّه لم يهرب واحد منهم من مجابهة ملمّات هذه الحياة، بل إذ تحمّلوا بصبر جميع الرّزايا وتجارب هذا العالم بلغوا إلى المجد غير الفاسد. كان لأبي الآباء إبراهيم إيمان عميق وحبّ لله شديد لدرجة أنّه كان مستعدّاً أن يغرز سيفه في صدر ابنه الأحبّ إليه من كلّ شيء. لقد اختار أن يُنعت “كقاتل” لابنه بدلاً من يكون عديم الإخلاص لوصيّة الله، معبّراً بذلك، مسبَقاً، ما قاله مخلّصنا فيما بعد: “من أحبّ ابناً أو بنتاً أكثر منّي فلا يستحقّني: متى37:10”. وهكذا فلكي يكون إبراهيم مستحقّاً لمحبّة الرّبّ نفّذ الوصيّة الإلهيّة، وقدّم ابنه الوحيد ذبيحة دون أن يشعر بالأسى لقتل وريثه الوحيد. ولماذا لم يشعر بالأسى؟ لأنّ قلبه كان ملتهباً بحبّ الله وحرارة الإيمان اللذين يلاشيان كلّ حزن. لذلك شهد له الله قائلاً: “الآن علمت أنّك خائف الله، فلم تمسك ابنك وحيدك عنّي: تك 12:22”. وبهذا استحقّ أن يدعى أباً لجميع المؤمنين.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share