الله هو الطّبيب السّماوي

mjoa Tuesday August 12, 2008 281

للقدّيسين باسيليوس الكبير وأفرام السّرياني

    لا تتأثّروا يا أعزّائي بشدّة الألم الحاصل في أبدانكم، بل تقوّوا واشكروا على كلّ ما يسمح به الرّبّ. فإذا كانت أجسادكم معذَّبة بأي نوع من أنواع الألم، فلا تكتئبوا أو تصغر نفوسكم ولا تندفعوا إلى التّذمّر على الله، بل تذكّروا أيّوب الصدّيق الذي تفوّق على الآخرين بصبره واذكروا قوله: “الرّبّ أعطى والرّبّ أخذ فليكن اسم الرّبّ مبارَكاً: أي 12:1”.

.

    عرفت أناساً تغطّت أجسامهم بالبرص فوصلوا إلى قمّة اليأس بسبب ذلك واقتنعوا بأنّهم صاروا مرفوضين تماماً من الله. إنّ كلّ من يظنّ ذلك لا يفقه التّعاليم الإلهيّة ولا يدرك قصد الله. فليتأمّل كلّ منّا ليلاً ونهاراً في الشّريعة الإلهيّة لكي نتحقّق أنّ: “ناموس الرّبّ لا عيب فيه يصلح النّفوس: مز7:18″. وإنّ الله هو العدل الحقيقي: ” أحكام الرّبّ حقّ عادلة كلّها وهي أثمن من الذّهب والحجارة الكريمة وأحلى من الشّهد والعسل: 9:18-10″. وأنّه هو الذي يمنّ علينا بالشّفاء الحقيقي من المرض، لأنّ ألم الجسد يستغرق وقتاً قصيراً، في حين أنّ الشّفاء الرّوحي يدوم إلى الأبد.

    صدّقوني، يا أعزّائي، لا يمكن أن يتنقّى الجسد، إطلاقاً، من رجاساته وأوساخه بنفس الدّرجة التي يمكن أن تتطهّر بها النّفس. ألا يقتطع الطّبيب المعالج بعضاً من جلد المريض بمشرطه، أو يستعمل الكي عند الضّرورة لإزالة الألم الحاصل من المرض؟ فلماذا يا ترى لا تلومون قساوة الطّبيب ولا تشكّون أنّه يفعل هذا بدافع الحقد والبغض؟ بل أجدكم تغدقون عليه الهدايا شاكرين صنيعه معكم. إنّ الله، الطّبيب السّماوي، بعطفه الأبوي علينا، تحدوه رغبة عظيمة جدّاً في خلاص أبنائه من سلطة الموت الرّوحي، ولذلك يرسل لنا “تأديبات” لكي يحرّر نفوسنا من الضّربات التي تؤدّي بنا إلى الهلاك الأبدي.

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share