عظة المطران جورج (خضر) في إكليل ستيف برزغل وساشا قسيس

mjoa Wednesday October 1, 2008 583

يا بنيّ، ويا بنيّتي.

سأستهلّ هذه الموعظة بكلام الرسول الكريم. في البدء كان الإنسان الطبيعيّ ثم كان الانسان الروحانيّ. الطبيعة نحافظ عليها في الزواج المسيحي. المؤمن يتزوّج لأنّ له جسدًا والمرأة كذلك. وسوف تذكران أننا تكلّمنا في هذه الصلاة الطويلة على الولادة، على الأولاد كثيرا اذ العلاقة بين الرجل والمرأة نتيجتها الطبيعيّة العادية عند معظم الناس، التناسل، الخصب الذي هو من مقاصد الله كما قال لآدم وحواء: »تكاثرا واملأا الأرض«. لماذا يريد الله بشرًا؟ لماذا وضع هذه الخليقة العاقلة؟

.

 

يقول المقدَّسون عندنا: الله لم يشأ أن يحتفظ بمحبّته لنفسه تلك التي تجمع بين الآب والابن والروح القدس ولكنّه أراد أن يشيعها ان يعمّمها ففطر بشرًا سويًا حتى يتمتّعوا بالمحبّة  ويستطيعوا هكذا أن يعرفوا الله. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه من قراءتنا للرسالة هو قول الله: »أيها الرجال أحبّوا نساءكم كما أحبّ المسيح الكنيسة«، والقول الثاني للنسوة: »ان اخضعن لرجالكنّ كما للرب«. لماذا تخضع المرأة؟ هذا يناقض العقليّة الأصليّة، لماذا هو لا يخضع له؟

 

الآية السابقة في رسالة بولس الى أهل أفسس ولم نقرأها: »هو اخضعوا بعضكم لبعض« هذا هو استهلال كلام بولس في رسالته الى أهل أفسس ثم أودّ  أن أستند الى الإفشين الطويل حيث نقول: »أرسل الآن نعمتك السماويّة على عبديك هذين فلان وفلانة وبالابنة ان تخضع لرجلها في كل الأمور«. اي ان تخضع لرجلها ان كان عنده نعمة الله. النص يقول: »اذا حلّت عليه النعمة« فأنا أخضع اذًا للنعمة وليس للرجل المؤلّف من لحم ودم وعظام. نحن نطيع الله ولا نطيع الرجل. نطيع الله اذا تكلّم في الرجل.

 

نقول: “هَب عبدك هذا أن يكون رأسًا لهذه المرأة”. كيف يكون رأسًا لهذه المرأة. هي مرؤوسة للنعمة التي فيه وليست مرؤوسة له. ليس من مخلوق مرؤوسا لمخلوق. كل مخلوق ملك في العالم. ولهذا أدرك بولس الرسول لمّا كتب هذه الرسالة أن الرجل يجب أن يحبّ امرأته كما أحبّ المسيح الكنيسة. كيف احبّ المسيح الكنيسة؟ الى أيّ حدّ؟ أحبّّها حتى الموت. مطلوب منك أن تموت من أجل هذه المرأة في كل حياتك، في كل انتباهك، في كل خدمتك، في كل حبّك، في كل عنايتك. وحين تفعل كل هذا ستخضع لك المرأة.

 

ثم يقول في الصلاة هذه: “اجعل ميل الرجل للمرأة رباطًا لا ينفكّ” نحن أباؤنا قالوا: الزواج الثاني نقوم به رغما عنّا، رحمة بالناس ولكن في الأساس الزواج واحد حتى وإن مات أحد الطرفين. فنحن ربطناهم على الأرض وربطناهم الى الأبد. والباقي تسامح مع الضعف البشري.

 

“اجعل هذا الميل الذي في القلب رباطًا لا ينفكّ” اي لا أحد يعشق امرأته كل يوم صباحًا ومساءً وخلال سبعين سنة. القلب ينقلب، القلب يتقلّب، القلب يتحرّك. الجمال يغريك ونحن نطلب الّا يميل القلب الى امرأة اخرى. عليك ان تحصر قلبكَ في ساشا وعليكِ ان تحصري قلبكِ في ستيف وتكونان حينها على صورة المسيح الذي حصر قلبه في الكنيسة في المؤمنين الطاهرين.

 

انتما انطلقتما من الانسان الطبيعي الى الروحاني كما قال بولس: في البدء كان الانسان الطبيعي والجسم له قواعده، اذًا لن نلغي الانسان الطبيعي وهو موجود ولكن لا نريد أن ننسى أن فوقه الانسان الروحاني. نحن لا نلغي الجنس، لا نلغي الأولاد ولكن فيما نحن نسير المسيرة الطبيعيّة، لا ننسَ ان الهدف هو هدف روحانيّ اي ان كل منكما إلهًا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share