مقدمة موقف إيماني من الطائفية

mjoa Tuesday October 7, 2008 398

هذا الكتاب يجمع أحاديث كُتبت بتواريخ وظروف مختلفة، أولها سبق نشره أمّا الثلاثة الأخرى فلم تنشر قبل الآن. وقد شئت أن أجمعها اليوم حول محور رأيت أنه يعطيها كل حاليّتها “الساخنة”، ألا وهو الأحداث اللبنانية المأساوية التي عشناها ولا نزال. لذا وزّعتها في الكتاب الحاضر على جزئين وفقًا لتاريخ كتابتها، وجعلت للأول عنوانًا هو “قبل الأحداث اللبنانية” وللثاني عنوانًا هو “في نار الأحداث اللبنانية”.

.

أمّا الغاية من هذا التوزيع، فإنها تتعدى مجرد إبراز الترتيب التاريخي لهذه الأحاديث، إلى ما هو أبعد وأهم كثيرًا من ذلك، ألا وهو دعوة القارئ إلى إدراك العلاقة المنطقية القائمة بين الوضع الطائفي في لبنان كما يصفه ويقوّمه الجزء الأول، المكتوب قبل الأحداث، وبين هذه الأحداث عينها وما رافقها ويرافقها من كوارث على كل الأصعدة. إن قراءة الكتاب من هذا المنظار تسمح بإعطاء الجزء الأول منه وزنه الصحيح، إذ تسلّط عليه أضواء الحريق الرهيب الذي التهم الأخضر واليابس في بلدنا التعيس. فإذا بعبارات كُتبت قبل الأحداث بسنوات تأخذ كل معناها وكل أبعادها وتكشف مدى استهتارنا بالمؤشرات المريعة التي كانت واضحة لكل عين لم تشأ أن تنخدع بما سُمي عن غرض أو قصر نظر “بالمعجزة اللبنانية”. ففي المقال الأول من الكتاب (وقد كُتب سنة 1967) وردت هذه العبارة: “أمّا الروح الطائفية فتنشئ تناحرًا وخصامًا وتحدّيًا”. أمّا المقال الثاني (وقد كُتب سنة 1972)، فقد ورد فيه “أن تحوّل الجماعات الدينية إلى مجتمعات مغلقة بضغط النظام (الطائفي) يوجد بينها تناحرًا وتباغضًا (…) أليس (…) الصراع على المصالح والنفوذ هو ما نراه على مسرحنا الطائفي، وإن استتر بستار المجاملة؟”.

ما حصل بعد ذلك، هو أن “ستار المجاملة”هذا قد أزيح، بفعل ضغط الظروف المتراكم وتفاعل الأهواء المتصاعد، وإذا بالأقنعة تسقط وبالطائفية تسفر عن كل قباحة وجهها العاري، وإذا بطاقات الحقد الكامنة فيها تنفجر تعذيبًا وتقتيلاً وتشنيعًا وتهجيرًا. ولا غرو، أو ليس مشروع القتل متربصَا في كل موقف حاقد، كما أوضح الرسول يوحنا بقوله: “كل من يبغض أخاه فهو قاتل” (1 يوحنا 3: 15)؟ أوَ لم تكن الطائفية، كما خبرناها، حافلة بتلك المواقف الحاقدة ومغذّية لها باستمرار؟

والآن، ها إن سبعة أعوام قد انقضت منذ بدء المأساة، والبلد لا يزال يدور في دوّامتها الساحقة. ولكن، هل تعلّمنا من هذه الخبرة المريرة ما كان مفروضًا فينا أن نتعلّمه عن الطابع المفجع للطائفية الذي تكشّف فيها؟ هل أخذنا من الأحداث عبرة تتجاوز الإدانة اللفظية للطائفية بعبارات منمطة اعتدنا أن نكررها بشفاهنا منذ زمن بعيد فنموّه بها عن حقيقة مشاعرنا وممارساتنا؟ أخشى – وأرجو أن أكون على خطأ – أننا لم نتعلّم الشيء الكثير رغم كل ضراوة ما عشناه ولا نزال. لا بل تريعني أصوات ترتفع من حين إلى آخر لتدّعي أن ليس بالحقيقة بين اللبنانيين من تناحر طائفي وأن كل ما جرى على هذا الصعيد مفتعل وحسب. قلتُ إن هذه الأصوات تريعني لأن أسوأ معالجة للداء هي في تجاهله. في اعتقادي الشخصي أن المشاعر والمواقف الطائفية ليست فقط موجودة، إنما قد عمّقتها ورسّختها أحداث لبنان والمنطقة، وأن تصاعدها هذا أمر مقلق للغاية.

وإنه لمن دواعي القلق الشديد بنظري، ما تتسم به اليوم حركة “الردّة” الطائفية التي لا أعتقد أنها تخفى على أحد ممن يراقب بموضوعيّة تطوّر الأمور “على الساحة اللبنانية”. ذلك أن هذه “الردّة” قد طوّرت بشكل خطير مضمون الموقف الطائفي. ففي الماضي كان يغلب على هذا المضمون، في لبنان، طابع التعصب لتكتلات إجتماعية تتخذ بالطبع شعارات دينية ولكنها لا تركّز على تلك الشعارات بقدر تركيزها على المصالح الفئوية المنضوية وراءَها. فكان يسهل نسبيًا، من جراء ذلك، فضح الإلتباس القائم بين الصعيد الاجتماعي والصعيد الديني، ودعوة المخلصين في الطوائف كلها إلى استلهام التديّن من أجل مكافحة الفئوية المتسترة وراءَه. أمّا “الردّة” الحالية، فتتميّز بالعودة إلى التراث الديني والمجاهرة بالتمسك الشديد به، مما يعطي العصبيات الطائفية، على اختلافها، مبررًا لا اجتماعيًا وحسب بل دينيًا. فإذا بالتديّن يصبح للطائفية حليفًا بالغ الأهمية والقوة، بالنسبة لما يمثله من قِيَمْ وما يحرّكه في الأعماق، بعد أن كان مرشحًا ليكون نقيضًا للطائفية وسبيلاً لتجاوزها.

أمام اختلاط الأوراق هذا وتصاعد الإلتباس، تبرز الجاجة، أكثر مما في أي وقت آخر، إلى وضوح الرؤيا وحسن التمييز. فإذا كانت العصبية الفئوية تتخذ الآن من التديّن حجة وذريعة لها – وأية حجة وذريعة! – لا بد، والحالة هذه، من معالجة الموضوع في العمق، بغية التوصّل إلى تعريف صحيح للتديّن – يستند، وهذا هو الأهمّ، إلى عيش صحيح له – يزيل الذرائع ويبدد الإلتباس.

إن ما يمكن قوله باختصار بهذا السياق هو الآتي: إذا كان الدين، في أصالته، هو أساسًا إبتغاء وجه الله وإقامة الصلة به – وهذا قطعًا ما لا يمكن الاختلاف عليه بين أتباع “الديانات السماوية” – فلا بدّ إذًا أن تعطى لله الأولوية المطلقة في كل مشروع فردي أو إجتماعي يقوم به الإنسان المتديّن. فالله، في هذا المنظار، هو الألف والياء، الأصل والمرجع، مُلهم المسعى وموجهه وغايته. من هنا أن الله لا يمكن أن يُتخذ وسيلة، حتى إذا كان القصد من ذلك بلوغ أنبل الغايات في الظاهر. لذا فإن اتخاذ الله وسيلة، من أجل ضمان تماسك كتلة اجتماعية (وإن كانت هذه تنتسب لاسمه) وبسط سؤددها ونفوذها وإحياء ما حققته تاريخيًا من حضارة واعتمدته من نمط في العيش، إن موقفًا كهذا، وإن كان له ظاهر التديّن، إنما يدير له الظهر بالحقيقة، أيًا كان إخلاص معتنقيه، إذ أنه يحاول احتواء الله – وهو الذي لا تحتويه خليقة – ضمن مشروع إنساني، وتسخير الله – وهو الغاية المطلقة- لخدمة أغراض هذا المشروع.

وقد يساعد هذا التحليل على فهم أفضل لظاهرة طريفة، وبالغة الدلالة بنظري، من ظواهر “الردّة” التي نحن بصددها: ألا وهي أن عددًا من الشبان، كانوا معروفين بقناعاتهم الانسانوية ذات الطابع الإلحادي، تحوّلوا فجأة، في الآونة الأخيرة، إلى متديّنين ممارسين، علمًا بأن الملفت للنظر في موقفهم الجديد هو تركيزهم على الدين من حيث هو حكم وشريعة، وتشبّثهم الشديد بالنضال من أجل استتباب حكم الطائفة التي ينتمون إليها وفرض الشريعة التي تدين بها هذه الطائفة. أنا لا أدّعي بالطبع سبر ضمائر هؤلاء الشبان وإبداء حكم نهائي في قيمة تديّنهم، وإنني أرجو من الأعماق أن يكونوا قد اهتدوا بالفعل إلى الله، فهذا بنظري أثمن ما قد يحصل للإنسان. إنما من حقي أن أتساءل إذا كان تديّنهم لا يحمل، من حيث يدرون أو لا يدرون، نزعة – قد تكون مختلطة بأخرى أكثر أصالة – إلى إتخاذ الله ذريعة لتأكيد هوية اجتماعية وحضارية، ترسّخ فيهم الشعور بالإنتماء إليها بفعل الأحداث المأساوية وما أفرزته من تعميق في الانقسام الفئوي. فإذا صحّ ذلك، فقد يكون تديّنهم الجديد أقرب مما يتصوّرون إلى إلحادهم السابق، إذ أن الله، في هذا وذاك، يغيب وراء مشروع إجتماعي يحتلّ بالفعل مركز الصدارة، إنما مع هذا الفارق أن موقفهم الأول كان يتنكّر لله صراحة، أمّا الثاني فمفارقته أنه يتخذ من الله نفسه ذريعة لتغييب الله. أمّا إذا اعترض أحد بقوله إن الشريعة التي يتشبث هؤلاء الشبان بفرضها هي شريعة الله وإن الحكم الطائفي الذي يصرّون على إقامته هو حكم الله، فأجيب بأنه إذا توحّدت قضية الله مع مصلحة العنفوان الفئوي إلى هذا الحدّ في أي مشروع إنساني، أيًا كان الدين الذي يتخذه هذا المشروع خلفية له، فإني أشك بأن يكون الله هو المقصود بالحقيقة في هذا المشروع، وأخشى أن تكون الأهواء قد حجبت تعاليه، رغم كل حسن النوايا.

ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أن تغييب الله هذا، الذي بدا لي أنه يتخذ نمطه الأكثر خطورة في “الردّة” الطائفية الراهنة، لا يسيء إلى الله وحسب، إنما يرتدّ على الطوائف التي تمارسه. فالجماعات الطائفية التي تتفنن بتغييب الله باسم الله هي بآن معًا عدوّة لنفسها لأنها تحكم على ذاتها بالانكماش والانعزال والجمود. إنها بتغييبها لله تغلق ذاتها دون الآخر الذي كان من شأن انفتاحها على الله أن يوصلها به، في حين أن لا حياة ولا نموّ ولا غنى ولا تجدد لجماعة ما، أيًا كانت، إلاّ بالانفتاح على الآخر والتفاعل معه ومراجعة الذات على ضؤ هذا التفاعل. هذا بالإضافة إلى أن تأكيد الذات الفئوي الانكماشي، الذي يتخذ الله ذريعة له، من شأنه أن يخلّد ويؤجّج عوامل التفرقة والانقسام والتناحر والتقاتل في بلدنا التعيس، لا بل في المنطقة كلها، وان يخدم بذلك أغراض القوى المتسلطة الجشعة، التي ترى من صالحها أن تبقينا في حالة من البؤس والتخلف.

أمام هذه الأخطار المتصاعدة، لا بدّ من اعتماد حلول ناجعة على مختلف الأصعدة، ليس من شأن هذا الكتيب أن يحيط بها ولو باختصار، لأنه يتناول الموضوع من زاوية محددة، هي زاوية الإيمان. إنما أجد أن لا مناص من التأكيد هنا على أمرين. أولهما أن حجم الأبعاد الطائفية التي اتخذتها ولا تزال الأحداث اللبنانية (بالإضافة إلى أحداث المنطقة) قد أثبت، على ما أعتقد، بشكل لا يحتمل الجدل، أن العصبيات الطائفية عندنا، عامل هام وقائم بذاته وفريد، لا بدّ وأن يُحسب له الحساب الكبير بين المعطيات الراهنة، وأنها ليست بحال من الأحوال مجرد “بنية فوقية” لعوامل اقتصادية وسياسية وغيرها. أمّا الأمر الثاني الذي ينبغي التوقف عنده، فهو أن الدين، الذي تنتمي إليه هذه الجماعات وتحدد به هويتها، إنما هو عنصر بالغ الأهمية في وجودها وتحركاتها، وهذا ما أكدَته بشكل قطعي تلك “الردّة” التي نشاهدها الآن والتي يمكن تحديدها على أنها ردّة ذات طابع ديني بارز. من هنا أن كلّ حلّ إنسانويّ بحت يُقدّم لمشكلة الطائفية، فيهمل البعد الديني لهذه المشكلة أو يعاديه، يكون متعاميًا عن أهمية الطاقات التي تجيّشها الرموز الدينية، في الجماعات الطائفية.

إن هذه الطاقات، التي برهنت كفاية عن القدرة التدميرية التي بوسعها أن تمارسها، إنما يقتضي أخذها على محمل الجدّ ومواجهتها في خصوصيتها. ولا بدّ برأيي، من أجل ضبط تلك الطاقات، من التعامل معها على أرضيّتها الخاصة، أرضيّة التديّن. عندئذ تبرز عناصر حلّ نابعة من هذه الأرضيّة عينها، تتلخص كلها بالسعي إلى تحويل هذه الطاقات عن عشوائيتها المدمرة، من خلال تعهدها في موقف إيماني.

 
هاجس هذا الكتاب أن يقدم مساهمة متواضعة جدًا على هذا الصعيد. إنه ينطلق من موقف إيماني مسيحي، ولكنه يخاطب الإيمان بالله في كل إنسان مخلص، أيًا كان انتماؤه المذهبي، علمًا بأن الجزء الثاني منه قد كُتب أصلاً لجمهور مسلم بغالبيته وأٌلقي فعلاً أمام مثل هذا الجمهور. ويعرف المؤلف كم الإنسان مركّب ومعقّد، وكم تختلط الدوافع وتتشابك وتتناقض في كل من مواقفه وممارساته. لذا فهو يعرف أن “الردّة” الدينية الحالية يمتزج فيها الغث والسمين، الأفضل والأسوأ، وأنه، إن كان يخشى منها بحق استفحالاً للطائفية، فهي تحمل، مع ذلك، أملاً، ولو خَفِرًا، بانتعاش الإيمان، هذا الإيمان الذي منه تنطلق وإليه تتوجه كل صفحات هذا الكتاب.

هذا الإيمان الذي يرى فيه المؤلف الحلّ الجذريّ العميق لمشكلة الطائفية- حلاً لا يستهين بسائر الحلول الأخرى بل يلهمها ويخصبها، كما أنه، من جهته، ينتعش بها ويقوى- هذا الإيمان ليس مجرد تصديق لحقائق ما ورائية، بل إنه، قبل كل شيء، إسلام حقيقي لله، تعرية للنفس أمامه، وتحوّل مستمر من الذات إليه باعتباره أصل الوجود وغايته. بهذا التحوّل يتجاوز المرء انتفاخ الأنا، فرديًا كان أو جماعيًا. إنه يتخطى الفردية والفئوية معًا بانفتاحه الحيّ إلى ما يتجاوز كل فرد وكل فئة ويستقطبهما بآن. إنه باهتدائه إلى الله، يهتدي، بالحركة نفسها، إلى الإنسان الآخر، فردًا كان أو جماعات.

خلاص الطوائف من عصبيّاتها القتّالة ينبع في العمق من عودتها إلى أصالة الإيمان الذي يجعلها تنتصب أمام الله فقيرة، عارية، محرَّرة من وهم الاكتفاء الذاتي، حتى ذاك الذي يتخذ من الله ذريعة له، طالبة الوجه الكريم وحده، ساعية إليه عبر انفتاحها على كل تجلّياته فيها وفي سواها، مستعدة أبدًا لمراجعة ذاتها على ضوء اهتدائها الدائم إليه من خلال هذا الانفتاح، ولإعادة النظر في كل ما يشوب تصوّرها له من إسقاطات تفرزها أهواؤها التي ليس أقلها هوى السلطة وشهوة الحكم. الإيمان هو أن تتوب الطوائف إلى الله، أي أن تعود إليه حقًا بعد انهماكها بذواتها باسمه، أن تدعه يحكم هو في الأرض على طريقته، لا أن تتطاول إلى ممارسة الحكم عنه وباسمه موحِّدة بين اقتدارها وحكمه. عند ذاك يُتاح لها أن تستلهم الدين حقًا لتوجيه ممارساتها وتقويمها، عوض أن تؤوّل الدين وتمسخه وفقًا لما أعوجّ وانحرف في تلك الممارسات.

ختامًا لا بدّ من توضيح الأمر التالي، وهو أن الكتاب يتعرض من موقع الإيمان للطائفية من حيث هي موقف ومن حيث هي نظام. أمّا دحض الموقف الطائفي، فهو أمر يحتمه، برأيي، الإيمان المسيحي. ولا بدّ  أن يلتقي عليه كل من يأخذ هذا الإيمان على محمل الجدّ. أمّا النظام الطائفي، فهو ككل نظام سياسي، غير قابل لتقويم مُباشر ينطلق من مجرد معطيات الإيمان المسيحي. صحيح أن هذا الإيمان يعطينا رؤية تصلح مرتكزًا لتقويم سائر النظم والإنجازات السياسة، ولكن هذا التقويم يمرّ حكمًا عبر تحليل سياسي ليس من شأن الإيمان أن يقدم لنا عناصره، وقد يختلف بصدده مؤمن عن آخر. لذا فمن الواضح أن ما يبديه المؤلف من شجب قطعيّ للنظام السياسي الطائفي كما هو ممارَس في لبنان، لا يلزم بالضرورة غيره من المؤمنين المسيحيين، الذين قد لا يشاركونه في تحليله للأوضاع اللبنانية. إنه يتمسك بهذا الموقف على مسؤوليته الخاصة ووفق قناعاته الشخصية، ولكنه يعتقد أن كثيرين من المؤمنين في كافة الطوائف المسيحية يشاركونه هذا الرأي، ويرجو أن يكون هؤلاء، إلى جانب سواهم من مؤمني الطوائف الأخرى ومن كافة المخلصين للوطن والإنسان على اختلاف المعتقدات والمذاهب، خميرة تغيير لأوضاعٍ قادتنا إلى المأساة التي نعيشها، وركائز لبناء مجتمع متجدد.

 

أسكلة طرابلس، لبنان، في 17 نيسان 1982
عشيّة الفصح
ك.ب.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share