ببركة ورعاية صاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس أبو زخم احتفلت أبرشية حمص بعيد شفيعها القديس والطبيب الشافي اليان الحمصي، وذلك ضمن برنامج احتفالي أقيم في كنيسة القديس ايليان – حي الورشة.
استمر البرنامج لعدة أيام، وقد بدأ يوم الأحد 1/2/2009 بخدمة صلاة السهرانية لمناسبة عيد دخول السيد للهيكل.
يوم الاثنين 2/2/2009 ألقى المهندس ملاتيوس جغنون محاضرة بعنوان “فسيفساءات مسيحية من سورية” ألقى فيها الضوء على عدد من الفسيفساءات الأرضية المكتشفة في كنائس أثرية سورية عدة – ولا سيما تلك المكتشفة في بلدتي طيبة الامام والتمانعة (اللتين تقعان شمال محافظة حماة)، وتحدث عن أهميتها التاريخية من جهة والمسيحية من جهة أخرى باعتبارها غنية بالرموز والزخارف والصور التوثيقية الهامة.
أما يوم الثلاثاء 3/2/2009 فأقيمت في الساعة الخامسة مساء خدمة صلاة البراكليسي (قانون التضرع للقديس ايليان).
وفي يوم الاربعاء4/2/2009 ألقى الأرشمندريت يوحنا التلي -رئيس ديري القديس جاورجيوس والشيروبيم- صيدنايا- محاضرة عن الرهبنة والحياة النسكية، تحدث فيها عن نشأة الرهبنة المسيحية ومراحل تطورها، وما يميزها عن الرهبنات الأخرى التي تسلك طريق الكمال الأخلاقي فقال إن “محور الرهبنة المسيحية هو حب المسيح والسعي وراء خلاص النفس والارتباط الحياتي بالله”. ووصف حياة الراهب بأنها “مسيرة حب خالص على الرغم من أنه يخوض حربا مستمرة بأسلحته التي هي الصوم والصلاة والتوبة”.
وأخيرا تطرق إلى دور الرهبنة في القرن الواحد والعشرين مؤكداً أن لا شيء يغيّر جوهر الرهبنة مهما تطاولت الأزمان “فالرهبنة هي حياة المسيح ومسيرة الخلاص نحو الملكوت، وهي سر تلاقي الإنسان مع أخيه الإنسان، وهي كشف لسر القيامة لذلك صير الراهب قياميا يحيا أبدية المسيح.”
مساء الخميس 5/2/2009 أقيمت صلاة الغروب الاحتفالية وكسر الخبزات الخمس والزياح بأيقونة القديس اليان، وبعدها قام صاحب السيادة راعي الأبرشية بافتتاح معرض لرسم الأيقونات للشاب إياد نادر بعنوان (أشخاص قديسون) في صالة الكنيسة.
ثم التقى قدس الأب بندلايمون فرح – رئيس دير حماطورة – بأبناء مكتب التعليم الديني وتحدث معهم عن أهمية الحفاظ على الإيمان القويم وعلاقتنا بالله على الرغم من كل الضغوط التي تواجهنا “مقتدين بالقديس الشاب ايليان الذي بقي ثابتا على إيمانه بالمسيح وهذا الموقف اضطره للموت، ولكن الموت ليس هو نهاية الإنسان المسيحي وإنما البداية في حياة سماوية.” كما تطرق إلى الحديث عن الضغوط التي تواجه الإنسان المسيحي في هذا العصر فقال: “اليوم لا يوجد اضطرار للموت أو الشهادة، إنما التقنيات والبرامج الجديدة التي تدخل حياتنا جعلت الإنسان يهمل برنامجه الروحي وإيمانه ومبادئه”. لهذا يجب علينا أن نتذكر دائماً أنّ: “الله هو الحاجة الأساسية في حياتنا فعندما يستنير فكرنا بنور المسيح ونبقى ملتصقين به وعندنا خوف الله وذكر الموت، فنستطيع أن نسخّر هذه التقنيات لخدمة المسيح وأخينا الإنسان”.
يوم الجمعة 6/2/2009 أقيم قداس الهي صباحي أول على قبر القديس ايليان في السابعة صباحا، وفي الثامنة والنصف أقيم القداس الاحتفالي برئاسة المتروبولبيت جاورجيوس أبو زخم مطران حمص وبمشاركة المطارنة الأجلاء: باسيليوس منصور (مطران عكار وتوابعها)، بولس يازجي (مطران حلب والاسكندرون)، وحضور المطران ايسيدور بطيخة (مطران حمص للروم الملكيين الكاثوليك)، و لفيف من الكهنة والرهبان وجمع كبير من المؤمنين من حمص وخارجها الطالبين شفاعة القديس ايليان.
بعض من سيرة القديس ايليان الحمصي:
ولد القديس ايليان في مدينة حمص في القرن الثالث الميلادي من أبويين وثنيين، اعتنت بتربيته مربية مسيحية اسمها (مطرونة)، لقنته مبادئ المسيحية سرًّا دون علم أهله وكان يجتمع بأسقف حمص (سلوانس) وتلميذه لوقا فصار رجلاً مؤمناً يضع رجاءه على المسيح غير مكترث بمغريات العالم الفانية.
درس الطب وصار طبيباً ماهراً يشفي الأجساد ويعالج النفوس بمحبة المسيح والإيمان به.
وفي العام 284 عندما أمر الإمبراطور (نوميريان) باضطهاد المسيحين، اضطر معظم أهالي حمص إلى ترك عبادة الإله الحقيقي، واتبعوا الديانة الوثنية .
غير أن ايليان كان من القلائل الذين لم يخشوا الاضطهاد وحافظوا على إيمانهم القويم. فلما علم أبوه بأن ابنه يجاهر بإيمانه المسيحي، ألقى به في السجن فبقي فيه أحد عشر شهراً كان خلالها يحث الذين يأتون إليه على ترك عبادة الأصنام. عندها نفذ صبر الأب فسلّمه إلى جلادين قادوه إلى شرقي المدينة وقيدوه بالحبال ثم غرزوا اثني عشر مسماراً في رأسه، قدميه ورجليه وتركوه مغمى عليه ظانين انه مات. ولكن القديس تمكن من أن يجر نفسه إلى مغارة قريبة كان يعمل فيها فخاري مسيحي وعندما دخلها مجد الله قائلا: “أشكرك يا الهي لأنك أهلتني لهذا العذاب من اجل اسمك القدوس”. واسلم الروح وذلك يوم 6 شباط 285 . وبعد يومين اخذ الفخاري جسد القديس ووضعه في كنيسة الرسل والقديسة بربارة وهي أقدم كنيسة كانت في حمص.
طروبارية القديس ايليان:
أيّها القديس اللابس الجهاد والطبيب الشافي إيليان، تشفع إلى الإله الرحيم أن ينعم بغفران الزلات لنفوسنا.