لهذا السبب، فإن أول ما أرجوه، على هذا الصعيد، هو أن يسهّل علينا هذا الصوم تخطّي خصوماتنا الانسانيـة وضعفاتنا الشخصية والجماعية، في كنيسة يسوع المسيح، تحديداً، كي لا نهزل أمام محبّة المسيح بسببها ولكونها تعكس للناس أثر الدنيا فينا وفي وجه كنيستنا التاريخي، أيّ أثر ابتعادنا عن الله وسمائه. وهذا ما يشكّك الناس في صدقية ايماننا والتزامنا بالربّ. فلعلّنا نخطو، في هذه الفترة، الخطوة الأساس نحو نقض هذا التأثير، المتفاقم اليوم والنافر، ونقود كنيستنا الى جعلها أكثر التصاقاً بحقيقتها الملكوتية ليكون وجهها وجهاً معمّداً للعالم، مؤثّراً فيه، غير مأخوذ به.
يا إخوة، في بداية وعيي الحركيّ لفتني كلام للمطران جورج كنت أراه معلّقاً إلى حائط بيت الحركة، يقول: “الحركة هي كلّنا إن تناسينا أنفسنا وتبعنا المسيح”. هذا الكلام، إذا تأمّلنا فيه قليلاً، نراه يختصر الجواب على كلّ الاسئلة المتعلّقة بدور الحركة وغاية وجودها ومرجوّاتنا الحركية من أية أسرة من الأسر، كما يجيب عن الأساس الذي نرتكز عليه في رؤيتنا لمفهوم العمل النهضوي ووحدته، ويكشف لنا آفاق الرؤية الحركية، خصوصاً وأن قائله هو أب العائلة الحركية.
ويدلّنا، ثانيًا، إلى أن الانتماء الى حركة الشبيبة الأرثوذكسية هو أسمى، في عمقه وحقيقته، من أن يكون انتماءً الى جماعة بشرية، أياً كان ما تتحلّى به أو تُطبع فيه، ومن أن يكون انتماء الى فكر أحد أو جماعة أحد، لأنه انتماء الى قضية المحبّة التي أعلنها لنا يسوع المسيح بالفداء.
وثالثاً، يدلّنا إلى أن هدف هذا الانتماء لا يمكن أن يكون إلا واحداً وثابتاً لا يخضع، لأيّ سبب أو ظرف، الى اجتهادات ومتغيّرات لأنّ منطلقه وغايته ومِلأه هو الاله الواحد الذي لا يتغيّر.