كلمة رئيس مركز عكار في العشاء السنوّي الخيري

mjoa Thursday May 7, 2009 338
الحركة بين العمل الاجتماعي والسياسيّ

أدركت الحركة منذ انطلاقتها أنّ خدمة إخوة يسوع الصغار من أولى أولويّاتها، فشجّعت الإخوة على العمل الاجتماعي فأقامت في كافة المراكز والفروع الحركيّة لجان تهتم بالمرضى والمحتاجين والفقراء والأيتام، ولعلّ صندوق المحبّة الذي أطلقته لمساهمة كافة الفروع الحركيّة من المستنيرين حتى فرق العاملين بفلس أرملة، يسهم ببلسمة جرح أو رسم ضحكة أو تعزية محزون، ومن أهم المشاريع التي أطلقتها الحركة مشروع التبني المدرسيّ، الذي يساعد مئات التلاميذ على متابعة دراستهم.


إنّ العطاء مغبوط أكثر من الأخذ هكذا علّم رسول الأمم، وما زلنا نحيا في زمن الفصح المقدّس زمان العطاء اللامحدود حيث جاد الله بابنه الوحيد مصلوباً من أجل خطايا البشر، والحركة دعت منذ قيامها الحركيّين إلى الانخراط في العمل الاجتماعي والتزام قضايا الانسان والسعيّ إلى رفع الظلم عنه بعزيمة ايمانيّة وجرأة رسوليّة.
إن تغرّبنا عن الشأن العام يعطل علينا المساهمة في “رفع الدنيا إلى الرب” فسخونة الأوضاع، وتنامي العنف والأخطار وتحوّل مجتمعاتنا مساحات طائفيّة مجزأة كلّها تثير تساؤلات في ضميرنا كشباب مؤمن، خاصة عما نقوله في شؤون العدالة والفساد والحق والحرب والسلم والمشاركة على قاعدة المواطنة، ولعلّ أبرز الدعوات التي أطلقتها الحركة كانت وثيقة التزام شؤون الأرض، هذه الوثيقة التي عبّرت بها الحركة عن رؤيتها وتطلعاتها في كيفية ترجمة فكرنا الايماني في الحياة الاجتماعيّة والوطنيّة، ورسمت الوثيقة التوجّهات العامّة التي على الحركي الاستنارة بها إبّان التزامه قضايا الانسان والشأن السياسيّ.
إنّ الحركة ليست مؤسسة سياسيّة وهي ليست حزباً، لا هي يمينيّة و لا هي يساريّة، وتطلب وتسعى أولاً إلى ملكوت الله وبرّه، ولكن ملكوت الله يبدأ هنا على هذه الأرض، ومن واجبنا نحو وطننا أن نقيم فيه دولة عادلة تعتني بأمور الناس وتؤمّن العدالة والحريّة والكرامة الانسانيّة لكل مواطنيها، وتؤمّن تكافؤ الفرص أمام الجميع دون النظر إلى أديانهم ومذاهبهم وأطيافهم.
إنّ السياسة هي تنظيم العمران البشريّ أي تنظيم العلاقات الاجتماعيّة بين الناس، وهي فن وعلم.
هي فن على قدر ما هي تطلع إلى الأكمل إلى الأعدل إلى الأمن، إلى الأجمل، وهي علم على قدر ما تلتزم بقواعد ثابتة مجرّبة للوصول أو على الأقل للاقتراب من الأكمل، ونحن بكل الأحوال نتفاعل ونؤثّر ونتأثّر  بالعمل السياسيّ، نحن نجيء إلى السياسة والعمل الوطنيّ وبحسب تعليمنا وأدبنا من انجيل ربنا يسوع المسيح المصلوب من أجل خلاص العالم.
لسنا متطهّرين ومترفّعين عن العمل السياسيّ والوطنيّ، ولكننا على العكس مدعوّن ليكون لنا رأي في السياسة بكل أبعادها الاقتصاديّة والاجتماعيّة والماليّة…
وليكن لنا موقف ورأي من قضايا الوطن والعالم، ولا يجوز لنا أن نسكت عن ظلم يلحق بإخوة يسوع الصغار في أية بقعة من بقاع الدنيا، لا بدّ أن نتأثر بما يجري حولنا ونشحن ونحشر طائفياً أحياناً، حتى ليصل الأمر أن نحسب طرفاً هنا أو هناك شئنا أم لم نشأ، ولكن نؤكّد هنا أنّ الحركة لم تفرض يوماً رأياً سياسياً على أعضائها ولكنها كانت تدعوهم وتحثّهم دائماً إلى المشاركة في العمل الوطنيّ والسياسيّ، وما ميّز هذه الحركة عبر مسيرتها الطويلة أنّها حاولت وتحاول أن تقارب كلّ المواضيع برؤية انجيليّة واضحة.
صاحب السيادة المتروبوليت باسيليوس منصور الجزيل الاحترام، نشكر رعايتكم لأبنائكم، هذه الرعاية التي عهدناها منذ تسلّمكم زمام الأبرشيّة وأنتم عملتم منذ تسلّمكم سدّة الأسقفيّة على طرطوس وصافيتا على إقامة المشاريع الخيريّة لمساعدة أبناء الأبرشيّة، قواكم الله يا صاحب السيادة، شكراً لكلّ الّذين ساهموا معنا حضوراً وتشجيعاً لهذا العشاء الخيري، ونطلب من الله الّذي يرى في الخفية أن يجازيكم علانية.
المسيح قام    حقاً قام
0 Shares
0 Shares
Tweet
Share