القدّيس الشهيد يوليانوس الكيليكي (القرن 4 م)

mjoa Monday March 15, 2010 238

all_saintsولد القدّيس يوليانوس في كيليكيا، شجّعته أمه اسكليبوذورا، على الثبات في أمانته ليسوع إلى المنتهى. ولما كان في زمن المواجهة, وقع يوليانوس بين يدي حاكم بربري الذي عاين فيه إرادة لا تلين وشجاعة لا تخور، فعجز عن كبحه بعنف العذابات، ولم يشأ أن يضع حداً سريعاً لمعاناته، فجال به سنة كاملة في كل كيليكيا معرضاً إياه للهزء والسخرية، وكانوا يديمون نقله من مكان إلى مكان ليشوّشوا نفسه فأبدى من الصلابة والثبات ما بدا منقطع النظير ولفت سكان كيليكيا إليه فعجبوا لفضيلته. وكذا القدّيس كابد فتلألأ. والحاكم إذ تنقل به من مكان إلى مكان أبرز، من حيث لا يدري، غلبة القدّيس عليه وعلى إبليس، دليلاً على قساوة الأمميّين وشهادة لتقوى المسيحّيين وقدرة يسوع وحثّ المؤمنين على الدخول، بجرأة، في بطولات مماثلة. كان يذيع مجد الله وأضحى هو نفسه سماء أشدّ سطوعا من السماء المنظورة.

وأوقف القدّيس أمام المحكمة مجددا. لم يرَ من حوله غير الآلام والتعذيبات المروّعة. ولم يتمكن الجلاّدون من سلبه كنز الإيمان. وجرأة القدّيس وثباته زاداه غنى فوق غنى. استعمل الطاغية والجلاّدون السياط والحديد والنار، و كل أدوات التعذيب. مزّقوا خاصرتيه فلم يتفوّه سوى بكلمة واحدة قويت على كل الآلات المنصوبة ضدّه. كلمة واحدة مقدّسة خرجت من فيه فنشرت نوراً أشدّ ضياء من أشعة الشمس.

فلما تفوّه يوليانوس بكلمته الأخيرة، ورأى الحاكم أن كل وسائله وحيله عديمة النفع، جاء بكيس مملوء رملاَ وعقارب وحيّات وجعل القدّيس فيه وألقاه في البحر، اكتُشف جسده ونقل إلى مكان ما يبعد ثلاثة أميال عن إنطاكية، على طريق دفني. هناك شيّدت كنيسة لإكرامه وسجلت به أشفية عديدة لا سيما بين الممسوسين والمعتوهين. تلك الكنيسة جرى إحراقها إثر غزوة الفرس سنة 537 م.

 

الطروبارية
شهيدك يا رب بجاهده نال منك الإكليل غير البالي يا إلهنا لأنه أحرز قوّتك فحطم المغتصبين وسحق بأس الشياطين الّتي لا قوة لها فبتوسلاته أيها المسيح الإله خلّص نفوسنا.

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share