اغلب الظن انه من نابولي، كان أبوه وثنيا وأمه مسيحية. حدث ذات مرة، خلال معركة عسكرية اشترك فيها، ان وجد نفسه في خطر شديد. فخطر بباله ما سبق ان سمعه من أمّه التقية عن الحياة الأبدية، فهتف صارخا:” بادر أيها الرب يسوع المسيح إلى معونتي!”، واندفع إلى المعركة بشجاعة وقوة فائقين حتى انه خرج منتصرا ممجدا. وفي عودته إلى وطنه روى لوالدته ما جرى له ونقل رغبته في اقتبال المعمودية.
سافر نيقون إلى بلاد الشرق بحرا،وإذ حط في جزيرة خيوس في احد الجبال حيث أقام في الصوم والسهر والصلاة أسبوعا يتهيأ للمعمودية. وظهر له ملاك الرب وأشار إليه بالنزول إلى الشاطىء. هناك وجد سفينة نقلته إلى قمة غانوس في تراقيا حيث التقى ثيودوروس أسقف كيزيكوس ، فدعاه إلى معتزله ولقنّه أسس الإيمان وعمّده باسم الثالوث القدّوس. وسامه فيما بعد كاهنا. ولم حانت ساعة مفارقة ثيودوروس أسلمه قيادة مئة وتسعين من التلاميذ الذين كانوا قد اجتمعوا إليه.
في تلك الأثناء اشتعلت نار اضطهاد داكيوس قيصر للمسيحييّن، فوجد نيقون ورفاقه أنفسهم مجبرين على الارتحال بحرا. فلما بلغوا إيطاليا تسنّى لنيقون ان يزور أمّه المحتضرة ويشترك في دفنها. كما عمّد تسعة من مواطنيه هجروا ذويهم وقرّروا الانضمام إليه.
انتقل الرهبان إلى صقلية، وحين علم الوالي كونتيانوس بوجودهم قبض عليهم وأوقفهم للمحاكمة.ولما لم يكفروا بيسوع اسلمهم للجلد وألقى بأجسادهم في أفران تسخين المياه. اما نيقون فمدد على الارض وبترت يداه ورجلاه ولدعه الجنود بالمشاعل، ثم ربطوه إلى ثورين وساروا به إلى حافة واد وألقوه من علو فلم يمت فحطّموا فكّيه بالحجارة وقطعوا لسانه ورأسه. اما رفاته ورفات رفاقه فوجدها أسقف مسيّنا ثيودوسيوس، فبنى كنيسة إكراما لهم.
الطروبارية
لقد أظهرتك افعال الحق لرعيتك قانونًا للإيمان وصورة للوداعة ومعلّمًا للامساك أيّها الأب رئيس الكهنة نيقون لأجل ذلك أحرزت بالتواضع الرفعة وبالمسكنة الغنى فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.