إن الكثير من الناس في هذا العالم أنكروا قيامة المسيح ، لذلك أنكروا أيضاً ظهوراته العديدة وأحب أن أنقل للقارئ ما قاله الأب متى المسكين في صدد شرحه لقيامة المسيح في كتابه ( شرح إنجيل القديس يوحنا ) ” صفحة 1268 ” ، (( للأسف الشديد ، فإن صراحة الإنجيل في سرد نُقط ضعف إيمان التلاميذ ” في حقيقة القيامة ” وبطأ قبولهم لحقيقة الإيمان ، أتخذه بعض النقّاد والهراطقة والمقاومين للإيمان المسيحي كمحاولة لمهاجمة القيامة ونفي حدوثها ، وهكذا يتبين للقارئ كيف أن نقط القوة في استعلان الحق الإلهي تتحول عند المحرومين من نور النعمة إلى نقط ضعف ، وأن أسباب الإيمان الشديدة الصدق تصير عند الفاقدين البصيرة الروحية ، أسباب هزء وتجديف ومقاومة )) .
إن ظهور المسيح بعد قيامته من الموت حقيقة مؤكدة وليست من الروايات الأدبية كما يدعي بعض الكّفار في هذا العالم.
إن كل شخص ينكر ظهور المسيح لتلاميذه بعد القيامة ، إنما ينكر أيضاً قيامة المسيح لأن القيامة والظهور مرتبطين ببعظهما ارتباطا وثيقاً .
تقسم ظهورات الرب يسوع إلى قسمين رئيسيين :
• ظهورات الرب يسوع بعد قيامته من الأموات وقبل صعوده إلى السماء، خلال 40 يوماً ،( أعمال الرسل 2:1 )
• ظهورات الرب يسوع بعد صعوده إلى السماء ( ظهورات في بهاء مجده العظيم)
إن ظهورات الرب يسوع بعد قيامته من بين الأموات وقبل صعوده إلى السماء، خلال 40 يوم، يمكن تقسيمها أيضاً إلى قسمين :
أولاً : ظهورات فردية ( لشخص أو أثنين):
1-. ظهر أولاً لمريم المجدلية ” وبعدما قام باكراً في أول الأسبوع ظهر أولاً لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين ” (مرقس 9:16) ،( يوحنا 1:20 –18.)
2- ظهر لبطرس ” وهم يقولون إنّ الرب قام وظهر لسمعان ” (لوقا 34:24)، ” وأنه [ أي المسيح ] ظهر لصفا .. ” (كورنثوس1 5:15).
2- ظهر ليعقوب ” وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل أجمعين ” (1 كورنثوس 7:15 ).
4- ظهر لتلميذي عمواس ( لوقا 13:24 –35 ) و ( مرقس 12:16 ،13 )
5- ظهر لمريم المجدلية ومريم أم يعقوب ( متى 1:28 –10 )
ثانياً : ظهورات جماعية
1- ظهر يسوع لعشرة من التلاميذ ومعهم آخرين في أول يوم قيامته ( يوحنا 19:20 –23، لوقا 36:24 –49 )
2-. ظهر يسوع بعد 8 أيام ( أي في الأحد التالي للقيامة ) للأحد عشر تلميذاً لأن توما لم يكن معهم في المرة الأولى
( يوحنا 24:20 –31 )
3- ظهر يسوع مرة ثالثة لسبعة من التلاميذ على شاطئ بحيرة طبريا ( يوحنا 21 )
4- . ظهر يسوع لأكثر من 500 أخ ” وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمئة أخ وأكثرهم باقٍ إلى الآن ولكن بعضهم قد رقدوا ” . ( 1 كورنثوس 6:15 ).
5- ظهر للأحد عشر تلميذ على جبل في الجليل ( متى 16:28 ) .
6- ظهر أياماً كثيرة للذين صعدوا معه من الجليل إلى أورشليم ( أعمال 31:13 )
7- ظهر لتلاميذ كثيرين في يوم صعوده إلى السماء ( لوقا 50:24 –53 ، أعمال الرسل 1:1-11 )
لكل واحد من هذه الظهورات غرض خاص ،
• فقد ظهر يسوع للتلاميذ في العلية لكي يبدل خوفهم بسلامه العجيب ( يوحنا 19:20-20 ) وحول حزنهم وبكاءهم
( مرقس 10:16 ) إلى فرح ( يوحنا 20: 20) وتكلم معهم عن الكرازة بالإنجيل ( مرقس 15:16-16 )
• ظهر يسوع للتلاميذ ومهم توما لكي يبدل شك توما بإيمان حقيقي(يوحنا26:20-31 ).
• ظهر يسوع للمجدلية لكي يعرفها بأنه الراعي الصالح الذي يدعو خرافه الخاصة بأسماء .
• ظهر يسوع للتلاميذ على جبل في الجليل لكي يبرهن لهم عن سلطانه . ولكي يعطي لهم أعظم مأمورية في التاريخ ( متى 16:28-20) .
• ظهر يسوع لتلميذي عمواس لكي يشرح لهم جميع الأمور المختصة به ولكي يعرفهم بأن أمر القيامة يحتاج إلى بصيرة
( عيون ) روحية تنفتح ( لوقا 24 ) .
الذين أراهم أيضاً نفسه حياً ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوماً ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله. (أعمال 3:1 )
لقد برهن المسيح لتلاميذه بحقيقة قيامته بجسد مجده وإليك بعض هذه البراهين :
1- مريم المجدلية عرفته عندما ناداها ( يا مريم ) لقد عرفت صوته ليتم قول يسوع ” خرافي تسمع صوتي وأنا اعرفها فتتبعني “.
2- رأى جميع التلاميذ يديه ورجليه المثقوبة بالمسامير ( لوقا 4:24) .
3- طلب المسيح من توما أن يضع أصابعه على يده المثقوبة وأن يضع يده في جنب المسيح المطعون ( يوحنا 27:20) .
4- تناول المسيح جزء من سمك مشوي وشيئاً من شهد عسل لكي يبين لهم أن جسده حقيقي وليس مجرد روح أو خيال ( لوقا 42:24 –43)
5- وضّح المسيح أمر قيامته لتلاميذه من خلال الكتب المكتوبة ( كتب العهد القديم ) ( لوقا 45:24-46) .
6- صنع آخر معجزة لسبعة من تلاميذه في بحيرة طبريا ( يوحنا 21 )
7- مسكت المريمات بقدميه ( متى 9:28 ) .
8- أكد الرسول بطرس أن ظهور المسيح لم يكن لجميع الشعب بل لفئة مختارة “هذا أقامه الله في اليوم الثالث وأعطى أن يصير ظاهراً ليس لجميع الشعب بل لشهود سبق الله فأنتخبهم. لنا نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات ” (أعمال 40:10-41 ).
ظهورات الرب يسوع بعد صعوده إلى السماء :
1- ظهر لشاول الطرسوسي في طريق دمشق والذي أصبح فيما بعد بولس الرسول ( أعمال 9).
2- ثم ظهر له ثانية عندما غاب عن الوعي في الهيكل ( أعمال 17:22-21).
3- ظهر له ثالثة في أورشليم عندما كان محجوزاً في المعسكر (أعمال 11:23).
4- ظهر الرب يسوع ليوحنا الحبيب عندما كان في جزيرة بطمس
” فلما رأيته سقطت عند رجليه كميت فوضع يده السمنة علي قائلاً لي لا تخف أنا هو الأول والآخر والحي وكنت ميتاً و ها أنا حي إلى أبد الآبدين آمين ولي مفاتيح الهاوية والموت”
( رؤيا يوحنا 17:1 ،18)
أن قيامة المسيح وظهوره للتلاميذ أمران لا يمكن الفصل بينهما . فقيامة المسيح مرتبطة بالظهور أي أن الظهور تأكيد وشهادة على قيامة المسيح ، لقد كانت شهادة الرسل في بداية تأسيس الكنيسة تنصّب بالدرجة الأساسية على قيامة المسيح وظهوره لهم .
شهادة بطرس الرسول :
1- تكلم الرسول بطرس في عظته الشهيرة يوم الخمسين عن قيامة المسيح
” فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعاً شهود لذلك ” ( أعمال 32:2).
2- شهادة بطرس ويوحنا للشعب اليهودي بعد شفاء المقعد أمام باب الجميل
” ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه من الأموات ونحن شهود لذلك ” ( أعمال 15:3)
3- شهادة بطرس في بيت كرنليوس
” هذا أقامه الله في اليوم الثالث وأعطى أن يصير ظاهراً ليس لجميع الشعب بل لشهود سبق الله فأنتخبهم . لنا نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات “. ( أعمال 40:10-41).
شهادة بولس الرسول :
• في عظته أمام اليهود في أنطاكية :
” وظهر أياماً كثيرة للذن صعدوا معه من الجليل إلى أورشليم الذين هم شهوده عند الشعب ” ( أعمال 31:13).