القديس الشهيد ثلالاوس
كان ثلالاوس من عائلة مسيحية عاشت في جبل لبنان، تربى على مخافة الله ومحبّة الفضيلة. تعلم الطبّ وأخذ يتعاطاه دون مقابل، وتحول منزله العائلي مصحّا. وقد أحبّ الناس، ولم يكن يفرّق بين مسيحي ووثني. قيل إنه لم يكن يتقاضى أجرا. فقط كان يقدّم لهم الرب يسوع المسيح, الطبيب الأوحد للنفوس والأجساد معا. كان يدعوهم إلى الإيمان به.
كان ثلالاوس دون العشرين من العمر حين بدأ يجوب المدن والقرى يذيع إنجيل الملكوت ويبشّر بالرب يسوع، عاملا، في آن معا، على شفاء المرضى، يطهّر البرص ويطرد الشياطين بعلامة الصليب المحيي. ولما بلغ مدينة إيجيّا على الساحل، هدى عددا كبيرا من الوثنيّين. لكن واحدا وشى به فأوقفه العسكر وكان مختبئا في جذع زيتونة، خارج إيجيّا. فاستيق إلى البلدة وأوقف أمام ثيودوروس، ولم ينكر أمامه إنه مسيحي. وحبّه لمسيحه رفعه فوق آلام الجسد. وبقي راسخا ثابتا في إيمانه يحسب الموت ربحا. انقضّ عليه الحاكم بنفسه يروم خنقه فيبست ذراعاه وانتابته آلام مبرّحة، ثم أغمي عليه. فانعطف عليه حبيب المسيح كطبيب وشفاه، بنعمة الله، وأقامه.
كذلك نفذت نعمة الله إلى قلب اثنين من جلّاديه، أمام مشهد القدّيس الثابت، فأعلنا إيمانهما بالرب يسوع فجرى قطع رأسيهما للحال. وعيل صبر الحاكم من ثلالاوس، رغم ما صنعه له، وأمر بقطع رأسه. وقد اهتدى آخرون إلى المسيح من خلال ما عاينوه. من هؤلاء برزت أسماء ستيروناس وفيلاغريوس وتيموثاوس وثيوذولا ومكاريا. وقد جرى قطع رأس حبيب الله وانضم إلى موكب الشهداء.
الطروبارية
شهداؤك يا رب بجاهدهم نالوا منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا لأنهم أحرزوا قوّتك فحطموا المغتصبين وسحقوا بأس الشياطين الّتي لا قوة لها فبتوسلاتهم أيها المسيح الإله خلّص نفوسنا.