السبت من الأسبوع السادس بعد القيامة
سنكسار سبت الأموات
في هذا اليوم الذي يسبق عيد العنصرة، وللمرّة الثانية خلال السنة الليتورجيّة تُقيم الكنيسة تذكارًا جامعًا لكافّة الرّاقدين في الكنيسة منذ آدم ولغاية اليوم.
القدّيس بولس
القدّيس بولس من قرية اسمها سوبوتو بقرب كالافريتا في البلوبونيز اليونانيّة. نشا في كنف عائلة فقيرة ولكن تقية، عمل في سنٍّ مبكرة صانعًا للأخفاف. اسمه بالمعمودية بناتيوس، انتقل إلى باتراس ليومّن لنفسه ضرورات العيش. بعدما أمضى فيها أربع عشرة سنة عاد إلى نواحي مسقط رأسه فاستقرّ في بلدة كالافريتا حيث أجّر محل عمل وشرع في صنع الأخفاف.
ذات يوم حصل خلاف بينه وبين صاحب المحل بشأن الإيجارة التي كان بناتيوس يدفعها واحتدّ النقاش حتّى قال بناتيوس أنّه خير له أن يصير مسلمًا على أن يدفع له المزيد. غير أن بناتيوس عاد إلى رشده وأعترف لأبيه الروحي بخطاياه فنصحه أبوه الروحيّ بالتوجّه إلى الجبل المقدّس في آثوس حيث بإمكانه أن يكون بسلام وينمو روحيًّا، فأخذ بنصيحة الكاهن وجاء إلى دير اللافرا وسكن فيه وأصبح تحت رعاية راهب اسمه تيموثاوس. بمرور الوقت كبر بناتيوس بالروح وصار اسمه بولس وانتقل إلى دير روسيّ ومارس مهنته هناك مدّة ثلاث سنوات، وخلال هذه الفترة تنامت في نفسه الرغبة في الاستشهاد، وأخبر شيوخ الدير بذلك فطلبوا إليه أن يتريث لأنّ الوقت لم يحن ليخوض مثل هذه التجربة، وبعد فترة تدريب له على احتمال المشقات والأتعاب والمواجهات انتقل بولس إلى تريبوليس حيث زار ابن عمّه الذي أصبح مسلمًا وطلب إليه مرافقته إلى المفتي وحصل منه على فتوى تسمح له باسترداد إناءه ذو الحجارة الكريمة أي مسيحيته وتوجّه إلى الوالي وتفوّه أمامه بكلمات قاسية بحق محمّد والإسلام فحاول الوالي ثنيه عن موقفه وإعادته إلى الإيمان الإسلامي لكن ذلك لم ينفع شيئًا فصدر القرار بقطع رأس بولس ووري الثرى في دير القدّيس نيقولاوس بقرب مدينة تريبوليس وكان ذلك في العام 1818م.
القدّيس الشهيد فاسيليكوس (القرن 4 م)
الطروبارية
يا من تدبّر الكلّ بعمقِ حكمتِك ومحبّتك للبشر، يا مَن تمنح الكلّ ما يوافقهم، أيّها المبدع وحدك، أرح يا ربّ أرواحَ عبيدِكَ لأنّهم عليك وضعوا رجاءَهم يا إلَهَنا الصانعَ والجابل الكلّ.