الزواج في الصوم

mjoa Wednesday July 21, 2010 254

الـزّواج في الصّـوم

* يقول القديس بولس الرسول معلّم الأمم : ” إنّ اللحم والدم ليس بوسعهما أن يرثا ملكوت الله ”  1 كور( 15:5)               هذه الآية توضح المفهوم الروحي للصوم.

و غاية الصوم هي الابتعاد عن اهتمامات الجسد (اللحم و الدم) و العودة إلى اهتمامات الروح.

 * الاهتمام بالروح هو صلب للجسد. ” أنا صلبت للعالم و العالم صلب لي ”  غلاطية 6 ، فالصوم هو أحد أدوات صلب الجسد و شهواته. به نتعلّم ضبط أهوائه و توجيهها نحو مسارها الصحيح.
 * العلاقة الزوجية، و التي أتت بعد سقوط آدم و حوّاء و ليس قبل، فيها شهوة الجسد بالرغم من السماح الإلهي لها.

بالصوم نضبط شهوة اللقاء الجنسي بين الزوجين. طبعاً ليس كونه ” إثماُ ” أبداً، فالله بارك هذه العلاقة إنّما وضع لها ضوابط و هدف!!   بالصوم نضبط هذه العلاقة و نضعها ضمن هدفها الإنساني .                                                               
يقول بولس الرسول : ” لا يمتنع أحدكما عن الآخر إلّا على اتفاق بينكما و إلى حين كي تتفرّغا للصلاة، ثمّ عودا إلى الحياة المشتركة مخافة أن يجربكما الشيطان لقلّة عفتكما… ” ( 1 كور 7:5  ).    
                                            
الله لم يسمح بالزواج لكي نطلق العنان لشهوة الجسد ( كما يحصل اليوم للأسف ) إنّما بالعكس، لكي نضبطها و نضعها في هدفه الإنساني ” فالزواج خير من التحرّق ”  ( 1 كور 7 ).

أوجه الاختلف بين الزواج و الصوم :
 *  الزواج يعني = تحضيرات عائلية ـ سهرات ـ حفلات ـ تسوّق ـ نفقات زائدة…. الخ                                               
 *  الصوم يعني = قراءة و مطالعة ـ صلوات ـ سهرانيات ـ صدقات و إحسان ……الخ                                                    
بالمقارنة نجد أنّه من الصعب الدمج بين الاثنين.

  و من هنا نفهم لماذا تمنع الكنيسة الزواج في الأصوام.

 * الخبرة تعلّمنا أنّ العلاقة الزوجية تكون أجمل و أسمى كلّما خضعت لضوابط ( أي فترات انقطاع ) إذ يكون اللقاء بين المحبين أجمل و أعمق بعد غياب أمضوه في الصلاة و المطالعة وأعمال الفضيلة.
 * الخيانة الزوجية تتفشّى و تنتشر في العائلات التي تمارس العلاقة الزوجية دون أي ضوابط، فتصبح هذه العلاقة عبارة عن احتكاك أجساد شهوانيّة هدفها اللذّة فقط.
 * الكنيسة عندها الحكمة الآتية من الروح القدس الفاعل فيها، و عندما رتّبت الامتناع عن العلاقة الزوجية (( للعائلات )) ، و عن إقامة الأكاليل بالنسبة (( للعروسين ))، كانت تعرف كيف تعطي الجنس معناه الإنسانيّ.

ولأنّ ” الزواج سرّ الحب ” كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفمّ. فإذا عدنا إلى مدول الأسرار في الكنيسة، ان الله، في يسوع المسيح، يتّخذ الحب البشري الذي يربط بين الزوجين، ليجعل منه مكاناً لحضور الحبّ الإلهي، و ميداناّ لعمله المحرر و المحيي،و علامة تتجلّى بها للبشر محبّة الله لهم و مساكنته إيّاهم و دعوته لهم إلى ملء الحياة و الفرح.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share