الرسل القديسون فيلمون وأبفيّة وأرخبس وأونيسيموس

mjoa Sunday November 21, 2010 273

philemon القدّيس فيليمون هو إياه من وجّه إليه القديس بولس رسالته المصنّفة ثالثة عشرة في سلسلة رسائله. تقع الرسالة في فصل واحد وخمس وعشرين آية. منها نفهم أن فيليمون مسيحي أهتدى على يد السول بولس نفسه (19) وأنه كان ذا يسر وجعل الكنيسة بيته(2)، وكان غيورا عليها، محبا للقدّيسين. ويقول له الرسول بهذا المعنى :” إن لنا فرحا كثيرا وتعزية بسبب محبتّك لأن أحشاء القدّيسين قد استراحت بك أيها الأخ “(7) .

ثم تعرض الرسالة لمشكلة يتوسط بولس الرسول لدى فيليمون لحلّها. أونيسيموس كان عبدا لفيليمون ولسبب ما غادره هربا فوصل إلى رومية حيث تعرّف بالرسول المصطفى الذي كان في القيود. وقد تمكّن القدّيس بولس من هداية أونيسيموس إلى المسيح وأحبّه. وهو يدعوه أبنه وأحشاءه (10 ،12).وإذ تبيّن للرسول كم كان أونيسيموس نافعا له أراد أن يبقيه عنده لكي يخدمه “في قيود الإنجيل” (13). لكنه لم يفعل بدون رأي فيليمون،سيّده. لذا ردّه إليه (12) سائلا إياه أن يقبله بالصفح كما لو كان أونيسيموس هو بولس الرسول بعينه (17). وإذ يبدو من الرسالة أن أونيسيموس سبق أن ارتكب ظلما في حقّ سيّده الأول، فيليمون، لعله سرقة أو أختلاس أو دين، فإن بولس الرسول يخاطب فيليمون كشريك له وعامل معه في خدمة الإنجيل هكذا :”إن كان قد ظلمك بشيء أو لك عليه دين فاحسب ذلك عليّ.أنا بولس كتبت بيدي. أنا أوفي، حتى لا أقول لك أنك مديون لي بنفسك أيضا “(18 -19 ).

والأمر اللافت في الرسالة أن بولس الرسول لا يردّ أونيسيموس إلى فيليمون كعبد بل كأخ محبوب في المسيح. “لا كعبد في ما بعد بل أفضل من عبد، أخا محبوبا، ولا سيّما إليّ فكم بالحري إليك في الجسد والرب جميعا “(16).

هذا والرسالة موّجهة أيضا إلى شخصين آخرين، غير فيليمون، هما أبفيّة وأرخبس، وقد كتبها بولس الرسول من رومية بيد أونيسيموس الخادم نفسه.

إلى ذلك جاء في التراث أن فيليمون كان من كولوسي من أعمال فريجية وأن أبفيّة هي أمرأته وأرخبّس ولده. كما جاء أن فيليمون صار أسقفا على غزّة الفلسطينية فيما صار أرخبس أسقفا على كولوسي. وإذ أراد فيليمون أن يدعم خدمة الكلمة في كولوسي حيث أبدى الوثنيون مقاومة شرسة قام إليها واشترك فيها بعمل بشاري حثيث. فلما كان عيد ارتاميس وكان الوثنيون في المدينة يحتفلون، اهتاج هؤلاء وهجموا على بيت فيليمون فألقوا عليه وعلى زوجته وأبنه الأيدي.

وإذ حاولوا إرغامهم على تقديم الذبائح للأوثان وفشلوا ضربوهم ووخزوهم بالإبر ثم أخيرا رجموهم. وهكذا أكمل الثلاثة خدمتهم شهداء للمسيح.

أما أونيسيموس الذي تعيّد له الكنيسة في الخامس عشر من شهر شباط فبّشر بالإنجيل بعناد في روما بعد إستشهاد الرسول بولس. وقد تمكّن من هداية العديدين إلى المسيح وكان من بينهم زوجة شقيق حاكم روما بالذات. وقد تعرض أونيسيموس للسجن والتعذيب، وأخيرا مجّد الله بالموت ضربا.

 

الطروباريّة

أيّها الرسل القديسون، تشفّعوا إلى المسيح الإله،

أن يُنعم بغفران الزلات لنفوسنا.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share