القدّيس الرسول اندراوس المدعو أوّلاً

mjoa Monday November 29, 2010 199

القدّيس اندراوس، في التراث، هو الذي دعاه الربّ يسوع أوّلا، واسمه معناه الشجاع أو الصنديد أو الرجل الرجل.

andrew_the_apostle كان تلميذًا ليوحنّا المعمدان، أوّل أمره (يو 1: 35 ). فلمّا كان يومٌ نظر فيه المعمدان معلّمَه الربّ يسوع ماشيًا، بادَرَ اثنين من تلاميذه كانا واقفين معه بقوله: “هوذا حمل الله!” (يو 1 :36 )، فتبع التلميذان يسوع. “فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان؟ فقالا ربّي الذي تفسيره يا معلّم أين نمكث؟ فقال لهما تعاليا وانظرا. فأتيا ونظرا أين كان يمكث ومكثا عنده ذلك اليوم . وكان نحو الساعة العاشرة ” (يو 38 :39 ).

اندراوس كان واحدًا من الإثنين. ومن تلك الساعة صار للرب يسوع تلميذًا. إثر ذلك، أقبل اندراوس على أخيه بطرس وأعلن له :”قد وجدنا مسيّا الذي تفسيره المسيح ” (يو 1 :41 )، ثمّ أتى به إلى يسوع.

موطن اندراوس وبطرس كان الجليل الأعلى، وعلى وجه التحديد بيت صيدا. فيها، ومنها، فيليبس الرسول أيضا (يو 1: 44 ).

كانت مهنة اندراوس، كأخيه بطرس، صيد السمك (مر 1 :16 )، وكان له بيت في كفرناحوم (مر1 :29 ).

ورد اسمه ثانيا في لائحة الرسل، في كلّ من إنجيلَي متى (10 :2) ولوقا (6 :14) بعد بطرس، فيما ورد رابعًا في كلّ من إنجيل مرقص (3 :16) وأعمال الرسل (1 :13) بعد بطرس ويعقوب ويوحنّا.

أكثر ما ورد ذكر اندراوس الرسول في إنجيل يوحنّا، فإلى ما سبق ذكره نلقاه في الإصحاح السادس (8) يبلغ الرب يسوع، قبل تكثير الخبز والسمك، بأن “هنا غلاما معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان. ولكن ما هذا لمثل هؤلاء”. ونلقى اندراوس مرّة أخرى في الإصحاح الثاني عشر حين تقدّم يونانيّون إلى فيليبس وسألوه قائلين: نريد أن نرى يسوع. “فأتى فيليبس وقال لأندراوس ثم قال اندراوس وفيليبس ليسوع. وأمّا يسوع فأجابهما قائلاً قد أتت الساعة ليتمجّد ابن الإنسان” (20 -23).

هذا جلّما نستمّده عن اندراوس الرسول من الأناجيل وأعمال الرسل. أمّا في التراث، فقد أورد أفسافيوس في تاريخه أنّه كرز بالأناجيل في سكيثيا، أي إلى الشمال والشمالي الشرقي من البحر الأسود، وفي آسيا الوسطى، بين كازاخستان وأوزبكستان. كما ذكر كلّ من ايرونيموس وثيودوريتوس أنّه بشّر في إقليم أخائية في جنوبي اليونان، فيما أشار نيقيفوروس إلى آسيا الصغرى وتراقيا، في البلقان، شمالي البحر الإيجي.

وفي بيزنطية، التي كانت آنئذ مدينة متواضعة، يقولون إنّ القدّيس اندراوس أقام عليها استاخيس، أوّل أسقف. ويقولون أيضا أنّه رفع الصليب في كييف وتنبأ بمستقبل المسيحيّة بين الشعب الروسي. والقدّيس اندراوس شفيع اسكتلندا حيث يبدو أنّ سفينة غرقت بالقرب من المكان المعروف باسمه هناك وكانت تحمل بعض بقايا القدّيس.

أمّا رقاد الرسول فكان استشهادًا على صليب. جرى ذلك في باتريا في أخائية اليونانيّة حيث نجح الرسول في هداية الوثنيين إلى المسيح إلى درجة أثارت القلق لدى أجايتوس الحاكم، لا سيّما بعدما اكتشف أنّ زوجته ماكسيملا قد وقعت في المسيحيّة هي أيضا. وكان صلب اندراوس مقلوبًا. لكنّ عدالة الله شاءت أن يقضي الحاكم بعد ذلك بقليل، عقابًا.

أما رفات القدّيس فتوزعت في أكثر من مكان، إلا أن جمجمته عادت أخيرًا إلى باتريا في 26 أيلول، فيما بقيت له يد في موسكو والبقيّة هنا وهناك.

 

الطروباريّة

حطمتَ بصليبك الموت، وفتحت للّصّ الفردوس، وحوّلت نوح حاملات الطيب،

وأمرت رسلك أن يكرزوا، بأنك قد قمت أيّها المسيح الإله،

مانحاً العالم الرحمة العظمى.

بما أنّك في الرسل مدعوّ أوّلاً، وللهامة أخاً، ابتهل يا اندراوس إلى سيّد الكلّ،

أن يَهَبَ السلامةَ للمسكونة ولنفوسنا الرحمة العظمى.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share