البار يوحنا كرونشتادت

mjoa Sunday December 19, 2010 216

القدّيس البار يوحنا كرونشتادت (+ 1908م)

john_of_kronstadtفي التاسعة و العشرين من شهر تشرين الاول سنة 1829 ولد ابنٌ للسيد “سركييف”، قندلفت كنيسة سوورا .( سوورا قرية صغيرة في مقاطعة أرخانجلسك في سوورا ).  وقد ولد هذا الطفل الجديد ضعيفاً جداً حتى أن والديه خوفاً عليه من أن يموت طلبا من الكاهن قبل طلوع الفجر أن يعمّده على الفور، و اسمياه يوحنا. ولكن الطفل عاش و لم يمت إذا  إستجاب الله لصلوات أُمه.

كان والدا يوحنا فقيرين جداً. كان عليه أن يتحمّل العوز و الحاجة، و لكنه كان محاطاً بالعطف و العناية.كان والداه متديّنين جداً يتحليان بروحٍ عالية. فأعطى الأب ابنه من الغذاء الروحي ما تمكن ، و أمّن له كُتباً صغيرة ككتب سير القدسين و قصص عن المسيح. و هكذا كبير يوحنا محاطاً بصلوات والديْه الورعين .

في السادسة من عمره ابتدأ  يتعلم القراءة، فاشترى له والده كتاب الابجدية و لكنه لم يفهم منه شيئاً. في المدرسة كانت حياته صعبة للغاية، فبالرغم من كل جهوده، فان يوحنا المسكين لم يكن يفهم ما يلقنونه اياه ليتقدم ولو قليلاً . و كان يعلم ان والديه في عوزٍ شديد يصعب عليهما دفع اقساط المدرسة، الأمر الذي كان يقلقه جداً، نظراً لعجزه عن تعزيتهما بنجاحه. و لذا كان يص لّي الى الله بحرارةٍ ملتمساً العون الإلهي . وفي ذات ليلة، عندما كان الكلّ نيامًا، و لم يستطع هو أن ينام بسبب حزنه الشديد فهو لا يستطيع أن  يتذكر ما تعلمه ، و كانت قراءته رديئة و لم يحفظ شيئاً مما سمعه او قرأه. استولى عليه غمٌّ كبير فوقع على ركبتيه و صلّى. و فجأةً شعر بان كيانه كلّه إرتعش و إنفتح ذهنه و اصبح يتذكر جلياًّ ما قاله المعلم في الدرس الأخير و إبتدأ يشعر بالنور والفرح. ومن ذلك الحين أصبح يوحنا من الأوائل في صفّه، يحفظ و يفهم و يقرأ كلّ ما يتعلمه في المدرسة. في السنوات الأخيرة لدراسته كان يفكر كثيراً في مستقبله و في إحدى الليالي و بعد صلاة حارّة الى الله، رأى نفسه في الحلم كاهناً يقوم بالخدمة الالهية. ولم يمضِ عليه وقت طويل حتى أنهى دروسه اللاهوتية في الأكاديمية، و تزوّج ثم سيم كاهناً في 12 كانون الاول 1855 . و عُيّن كاهناً لكاتدرائية  القديس اندراوس في ميناء كرونشتادت. كان الأطفال أوّل من تعلّقوا به وأحبّوه إذ كان يلاطفهم و شعروا بحبّه و حنانه. وبسببهم أتى اهلهم إليه ايضاً، و ما لبثت أقسى القلوب أن تقربت منه. كان القديس يوحنا يمضي معظم أوقاته في خدمة الفقراء و المحتاجين و زيارة الأكواخ ، حتى انه أسّس بيتاً للعمل  من أجل المتوسلين والعاطلين عن العمل و لم يعطِ وقتاً لنفسه للراحة. ومضت سنون عديدة و أصبح اسم القديس يوحنا معروفاً حتى في مناطق بعيدة جداً عن كرونشتادت . و كثيراً ما كان يدعى من مناطق اخرى من اجل شفاء النفوس و الاجساد.

في أيامه الأخيرة، اخذت صحته تضعف مع الوقت و طاقته تتضائل. في 20 من شهر كانون الاول انتقل بسكون الى السماء.
لقد كان في أيامه الأخيرة يردّد كثيراً و يقول:”أنني أتوق لأرى السيد الذي خلقني على صورته بعقلٍ مُدرِك وإرادةٍ حرّة ونفسٍ خالدة. فمتى أراه، ذلك الحبيب المشتهى”.

 

 

الطروباريّة 

لقد ذاعَ صيتُكَ مَعَ الرُّسُلِ إلى أقاصي المسكونة، وَمَعَ المُعترفينَ احتملتَ الآلامَ مِنْ أجلِ المسيح،
فشابَهْتَ القدِّيسينَ الأبرارَ الكارِزينَ بالكلمة، وَمَعَ المُوَقَّرينَ أُنِرْتَ بالنِّعمةِ الإلهيَّة.
لهذا كَشَفَ السيِّدُ عَنْ لُجَّةِ خُشُوعِكَ، رافِعًا إيَّاكَ أعلى مِنَ السَّماوات،
وَمَنَحَنا اسمَكَ يَنْبُوعًا باهِرًا

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share