المراهق و مخاطر المجتمع “الفردي”

mjoa Friday January 13, 2012 510

مقدمة عامة:

إستخدام الإنترنت من قبل المراهقين و الشباب أصبح من الظواهر التي تؤثر على المجتمع بانعكاساتها، فاستخدام الإنترنت أصبح بديلاً للتفاعل الإجتماعي الطبيعي مع المجتمع بشكل عام والأصدقاء بشكل خاص و أصبح بقاؤهم أمام الشبكة العالمية بالساعات الطويلة في إستكشاف مواقع الإنترنت المتعددة و التواصل الإفتراضي (virtual comunication) يشكل ظاهرة. حتى و لو إستخدام الإنترنت يؤدي إلى مضاعفة عدد التواصل في كميته، لكنه يخفف التواصل العميق. الكثير من الأبحاث والدراسات اثبتت أن الوسائل التكنولوجية الجديدة مثل الهاتف الجوال، ألعاب الإنترنت، وسائل التواصل الإفتراضي (MSN، فيسبوك،..) تؤدي إلى العزلة الإجتماعية للشباب و تختلف في ذلك بحسب مدة وعدد ساعات الإستخدام اليومي له.

يأتي هذا الموضوع لإلقاء الضوء على مميزات هذا العالم الإفتراضي التي يمكن أن تؤثر سلباً أو إيجاباً على نمو المراهق من الناحية النفسية.

 

مقدمة نفسية:

المراهقة هي السن التي يتم فيها اكتشاف “الأنا” وتكوّن الشخصية. توجه التحولات الطبيعية الحادثة في جسم المراهق انتباهه نحو جسده، فيولي هندامه عناية خاصة ويبتغي التأنق. كما تستيقظ فيه من جهة ثانية حياة داخلية مختلجة يلاقي في الإنغماس فيها لذة ممتعة ممزوجة بالقلق. وتتملّكه هذه الحياة بكلّيته حتى انها لتقطعه إلى حد ما عن العالم الخارجي. وهذا الوضع هو ما يسمى “بالإنطوائية” التي تعني الإنقطاع عن المحيط الخارجي والإنطواء على الذات. إلا أن هذا الإنطواء على الذات هو بعيد في الواقع عن الإنفصام (Autisme) الذي يظهر في بعض الحالات المرضية التي ينقطع فيها المريض عن العالم الخارجي.

و لئن كان المراهق يعتني بحياته الخفية القائمة في ذاته بمحبة وعذاب، فانه يعي بالمقابل الأوضاع الإجتماعية و يشعر بضرورة ملحّة لتثبيت شخصيته في المحيط الذي يعيش فيه. ويبهره ما لاقاه من اكتشافات في عالمه الداخلي غير مرتقبة فيعتقد نفسه بسهولة كائناً فريداً غير اعتيادي. ويورث عنده عدم فهم بيئته له شعوراً بالعزلة مؤلماً يعمل على تذوقه بلذة مرة.

غير أنه يجدر بنا أن نذكر أن المراهق ينبغي أن ينمي شخصيته مطابقًا إياها أكثر فأكثر مع مقتضيات الحياة الاجتماعية، انه عليه أن ينتقل شيئاً فشيئاً من الأنانية الفتية إلى الغيرية، او من الوضع الآخذ إلى الوضع الباذل كما يقول المحللون النفسيون. ينبغي أن يقوم توازن في الكائن الإنساني بين “غريزة التسلط” و”حاجة الشركة الإنسانية” كما يقول الدكتور أدلر. في سبيل تحقيق هذا الهدف المزدوج، أعني تفتح الشخصية واجتناب الفردية، معثرة المراهقة الخطيرة، يجدر بنا أن ننمي حياة الفرقة التي يحبها المراهق عفويًا. فالفترة الممتدة بين السن الحادية عشرة والسن السابعة عشرة قد سميت بحق “سن الزمرة”(L’âge de la bande).

لكي ينتقل المراهق من عزلته يختار الفتى صديق يفتح له نفسه يكون له كالمرآة يتأمل فيه نفسه كإمتداد لأنيته. ويحدث أن يمنى الفتى بخيبة مريرة حين تتضح له شخصية صديقه الحقيقية. و لا يحدث هذا الوعي عند المراهق إلا إذا بدأ بلقاء عما يختلف عنه في الطبع والرأي والفكر. فيكون لكل طرف شخصيته يغني بها الآخر ويكتشف من خلال تلك العلاقة هويته.

الإشكالية :

رغم أن عصر التواصل له القدرة على تسهيل وسائل الإتصال فإنه بالمقابل عاجز عن تسهيل التواصل. لأن التواصل حوار يفترض مجهوداً و تجاوزاً للذات ومواجهة الأنا و الآخر. والحال أن وسائل الإتصال تضمن اليوم الرفاهية و ليس المجهود. و الحوار الأكثر أصالة هو أن اخاطر بأن اضطرب و أقلق و أشك وأتساءل وأتصارع مع أفكاري و أحكامي المسبقة عندما أتقابل مع الآخر. لكن التواصل اليوم يعني أن اتقاسم أكثر ما يمكن من المعلومات مع أكثر ما يمكن من الناس وأن ننشرها إلى أبعد ما يمكن. المهم إجراء أكثر ما يمكن من اللقاءت على الشاشة. لم أعد مجبراً على أخذ الوقت لكي أعنى بصداقة ما. فإن الفرد يرسي بفضل الإنترنت، مجموعة من العلاقات، حتى أنه يتواصل مع نصف الكوكب، لكنه عاجز عن التواصل مع من يحيط به. كيف إذاً يمكن للمراهق الذي يعيش أكثر فأكثر في العالم الإفتراضي أن يقيم تواصلاً حقيقياً مع الآخر يخرجه من ذاته لملاقاة المختلف عنه في الطباع و الأفكار و بالتالي إكتشاف ذاته؟ هذا ما يؤدي إلى الإنعزالية عوض الإنفتاح و نمو شخصيته.

الموضوع: المراهق و مخاطر المجتمع “الفردي”.

الهدف العام: أن لا ينغمس المراهق في التواصل الإفتراضي و يستغني به عن اللقاء الشخصي بالآخر لأنه يتسبب بمخاطر تؤذي نمو شخصيته. المرحلة الأولى: أن يدرك المراهق ميزات اللقاء الشخصي بالآخر. بعد أن يتحلّق المشاركون بشكل دائري، يفرش المسؤول مجموعة صور على الأرض ثمّ يطلب من الجميع تأمّل الصور لمدة دقيقتين. ثم يطلب من كل مشارك إختيار صورة من الصور. هنا يدور حوار بين المسؤول و كلّ مشارك – على النحو التالي: (الصورة : أولاد يلعبون في الملعب)

مرشد: لماذا اخترت هذه الصورة؟

مشارك: لأنني أحب أن ألعب مع اصدقائي في الصف.

مرشد: ماذا تشعر عندما تكون معهم؟

مشارك: أشعر بالسعادة و الإرتياح. مرشد: هل عندما تعود إلى البيت تخبر أخاك / ذويك عن اللعب و التسلية في الملعب؟

مشارك: كلا.

مرشد: إذاً كان لقاؤك بأصدقائك كاف لتحقيق الفرحة و البهجة في قلبك.

مرشد: هل تشعر بالوحدة أو العزلة عندما تتواجد مع أصدقائك ؟ أو حتى عندما تغادرهم ؟

مشارك: كلا. هكذا يدور حوار مع بعض المشاركين، كلٌ حسب صورته، يعمد المرشد إلى إستخراج مزايا اللقاء (وهي التي عبرت عنها كل صورة) أساسية لإكتمال فرح اللقاء.

المرحلة الثانية: أن يدرك المراهق ايجابيات وسلبيات التواصل الإفتراضي يفرش المسؤول مجموعة أخرى من الصور على الأرض ثمّ يطلب من الجميع تأمّل الصور لمدة دقيقتين و إختيار صورة من الصور. هنا يدور حوار بين المسؤول و كلّ مشارك – على النحو التالي: (الصورة :Logo MSN)

مرشد: لماذا اخترت هذه الصورة؟

مشارك: لأنني أقضي بعض الوقت عل المسن.

مرشد : كم ساعة تقضي ؟

مشارك: ساعة يومياً. ….

يكمل المرشد النقاش ليستخرج ايجابيات و سلبيات التواصل الإفتراضي عبر ال MSN.

اذكر موقف اتصالي على ال-MSN ادى الى خلاف و بالتالي إلى سوء تفاهم. هنا يلعب صاحب الصورة مع أحد المتبرعين هذه اللعبة : يجب ان يخبر صاحب الصورة قصة وعلى المشارك الثاني أن يعبر عن أحاسيسه بواسطة ال Smilies فيستنتج المرشد أن لا يمكن أن نعبر عن مشاعرنا بشكل صحيح بواسطة التواصل عن بعد.

الصورة الثانية : logo فيسبوك. كذلك يعمد المرشد إلى محاورة صاحب الصورة ويعمد إلى إستخراج حسنات و سلبيات التواصل عبر الفيسبوك. ويعمد المرشد إلى سؤال الفريق :

– كل شخص كم صديق لديه على الفسبوك؟

– عندما يكون تاريخ ميلاد احد الأصدقاء كيف يعمد الجميع على معايدته عبر الفيسبوك: Happy birthday and enjoy it… . كيف للمرء أن يفرح في ميلاده دون تجمع الأصدقاء حوله ؟

– التنافس على عدد الاصدقاء FRIENDS على ال FACEBOOK و تحقيق الانتصارات LIKE يخبر المرشد القصة التالية اللتي حدثت في فرنسا وبثتها قناة 5TV : عزم أحد الأشخاص على نقل عفش منزله لأنه يريد أن يغير مكان اقامته في الشارع المقابل. فكتب على صفحته على الفيسبوك من يريد أن يساعدني في نقل عفش منزلي ؟ وكان لديه 1285 صديق على الفيسبوك. فقام الجميع بوضع Like على ما كتب أو تعليق متمنين له نقلة مباركة. فحزن صاحب الStatus وبدأ ينقل عفش منزله لوحده. عندما وصل إلى الشارع إلتقى بإبن ناطور الحي المقابل فخبره أنه ينقل عفش بيته لوحده لأنه لم يجد من يساعده. فقام إبن الناطور وساعده في نقل عفش بيته. يختم المرشد القول أن عدد الأصدقاء لا يعني شيئاً. يمكن أن يكون لدينا 3000 صديق على الفيسبوك ونعيش لوحدنا.

الصورة الثالثة : BlackBreyur مشكلة الجهوزية: علي أن أكون جاهز دوماً ومستعد في أي وقت من الأوقات لتلبية إتصال الآخر والرد على حديثه وحاجاته في أي مكان وزمان. ليس من حقي أن أغيب عن الأنظار كما لو انني ملاحق دوماً و إلا أصير على الهامش.

مشكلة التقاسم : يجب على حياتي أن تكون جزءًا من المحل العام وتكون قابلة للتقاسم. فيسبوك يلبي هذا الشرط ففيه أعري حياتي أمام الآخر وحياة الآخر تثير شغفي بتفاصيلها الدقيقة. أريد أن أعرف كل شيء وأرى كل شيء.

العلاقة الغرامية عبر الإنترنت : عندما يلتقي شاب و فتاة و يتعرفون على بعضهم خارج الإنترنت ينشأ بينهم بادىء ذي بدئ مثل كرة صابون تجمعهم، حيث كل واحد يفكر في الآخر كل دقيقة ويريد أن يعرف كل شيء عن الآخر. يطغى الخيال على العلاقة. في نفس الوقت لا يكون كل واحد قد عرف الآخر وقرر إذا يمكن أن يعيش معه أم لا. كي تزول كرة الصابون، كرة الخيال التي تجمعهم، عليهم أن يلتقوا مع بعضهم البعض أكثر فأكثر من خلال حوار، لقاءات تجمعهم، لقاء بأصدقاء، سفر، مناسبات… هكذا تتحول العلاقة إلى حب “جديد” متين أكثر حيث يصير حب واقعي. تأتي المشكلة عند المراهقين خصوصاً أن الحب لم يصل عندهم إلى مرحلة الرشد، يكون متأثراً بالخيال (الفتاة تتخيل الأمير الآتي على حصان أبيض…). يأتي التواصل عبر الإنترنت في غياب لقاء مشترك ليغذي الخيال عوض أن ينقله إلى الواقع و يكتشف كل واحد الآخر. عبر الإنترت كل شخص يكون غارقاً في خياله لا يعرف أن يعيش مع الطرف الآخر فيوهم نفسه أنه يحبه. هكذا يأسر الإنترنت كرة الصابون ولا تعود تنفجر لكي يلتقي الإثنين وجهاً لوجه فيظلان غارقان في خيالهما. هكذا يظل الحب مأسور في مرحلته الأولى كابتاً طاقات الحب الدفينة عند المراهق مانعاً اياها من أن تنمو.

ايجابيات الانترنت: لا حصر لها و لا يمكن ان نحددها بنقاط فهذا يعود على مستخدم الانترنت نفسه. – انّ استخدام الانترنت في مجال الدراسة و التعلم حيث تتوفر الكثير من الموسوعات و المراجع يشكل مصدرا هائلا للمعلومات لكتابة الابحاث و الواجبات الدراسية. – تنمية مهارات الاستطلاع و التعلم الذاتي. – تنمية مهارة الاسلوب التفاعلي و المشاركة بالمعلومات و الاراء و التجارب و التواصل الغير مباشر مع الاقارب و الاصدقاء.

سلبيات الإنترنت : هناك العديد من الاشخاص يعانون من الادمان على الانترنت و الاسباب عديدة:

– استخدام الانترنت اصبح بديلا للتفاعل الاجتماعي الطبيعي مع الاسرة و الاصدقاء.

– اضاعة الوقت

– اشاعة الخمول و الكسل

– اضاعة مستوى التعليم

– الاصابة بالامراض النفسية (السلوك العدواني، عدم ثقة بالنفس، الكآبة، العزلة …)

– التجسس على الاسرار الشخصية

– اضاعة مهارة التواصل (الكلام)

– السمنة الزائدة

الإدمان على الإنترنت : انّ استخدام تقنيات الاتصال لاكثر من 38 ساعة اسبوعيا هو مؤشر للادمان. غالبا ما يسيء استخدامه بل و يكون اكثر عرضة للانجراف وراء سلوكيات سلبية و على اية حال فانّه يسعى لتاسيس حياة منفصلة له في هذا العالم الافتراضي يهرب فيه من واقعه كما هو حال المدمن بشكل عام. كما انّ اخطر ما في الامر هو انّ وجود العالم الالكتروني الممتع الذي يهرب اليه، يفقده الرغبة في احداث تغيير او تحسين حياته الحقيقية فتزداد سوءا كلّما ازداد ادمانا.

ما يدل على انحراف العلاقات عبر الانترنت عن مسارها الطبيعي:

– زيادة عدد الساعات امام الانترنت.

– التوتر و القلق في حال وجود اي عائق للاتصال بالشبكة قد تصل الى حد الاكتئاب اذا ما طالت فترة الابتعاد عن الدخول. و الاحساس بسعادة بالغة و راحة نفسية حين يرجع الى استخدامه المعهود .

– اهمال الواجبات الاجتماعية و الاسرية و الوظيفية بسبب استعمال الشبكة.

– استمرار استعمال الانترنت على الرغم من وجود بعض المشكلات مثل فقدان العلاقات الاجتماعية و التاخر عن العمل… – الاستيقاظ من النوم بشكل مفاجئ و الرغبة بفتح البريد الالكتروني او رؤية قائمة المتصلين في MSN الاصابة باضرار صحية نتيجة لادمان الانترنت (وجع الايدي، العين، العامود الفقري، الرجلين …)

– الاصابة بامراض نفسية و اجتماعية كالدخول في عالم وهمي، العزلة.

التواصل قد يكون لفظي او غير لفظي، مباشر (اللقاء الشخصي) و غير مباشر (انترنت، تلفون…) اكتشف العالم الفرنسي ألبرت مهربيان انّ 93% من التواصل يتمّ عبر التواصل الغير لفظي :

– الجسد 55% – نبرة الصوت 33% بينما 7% فقط هو تواصل عبر الكلمات. يعمد المرشد إلى توزيع مستندات مأخوذة من الإنجيل و يوزّعها على المشاركين للبحث حول الفرح بلقاء الآخر وبناء جسر محبة معه:

– وبعد ذلك عيّن الرب سبعين اخرين ايضا، و ارسلهم اثنين اثنين امام وجهه الى كلّ مدينة و موضع حيث كان هو مزمعا ان ياتي.“ لوقا( 1:10) كما أوضح سليمان الملك أن «اثنان خير من واحد» لأنهما يتمتعان بسعادة لا يمكنهما الحصول عليها لو افترقا :

– ثُمَّ عُدْتُ وَرَأَيْتُ بَاطِلاً تَحْتَ الشَّمْسِ:8 يُوجَدُ وَاحِدٌ وَلاَ ثَانِيَ لَهُ، وَلَيْسَ لَهُ ابْنٌ وَلاَ أَخٌ، وَلاَ نِهَايَةَ لِكُلِّ تَعَبِهِ، وَلاَ تَشْبَعُ عَيْنُهُ مِنَ الْغِنَى. فَلِمَنْ أَتْعَبُ أَنَا وَأُحَرِّمُ نَفْسِي الْخَيْرَ؟ هذَا أَيْضًا بَاطِلٌ وَأَمْرٌ رَدِيءٌ هُوَ.9 اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً.10 لأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ. وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ. (سفر الجامعة:4) – 19 وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضًا: إِنِ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى الأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ،20 لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ». (إنجيل لوقا:١٨) – 2 فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ: «هذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!».3 فَكَلَّمَهُمْ بِهذَا الْمَثَلِ قِائِلاً: 4 «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ، وَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا، أَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَيَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ؟5 وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحًا،6 وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالْجِيرَانَ قَائِلاً لَهُمُ: افْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ!.7 أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ. 8 «أَوْ أَيَّةُ امْرَأَةٍ لَهَا عَشْرَةُ دَرَاهِمَ، إِنْ أَضَاعَتْ دِرْهَمًا وَاحِدًا، أَلاَ تُوقِدُ سِرَاجًا وَتَكْنُسُ الْبَيْتَ وَتُفَتِّشُ بِاجْتِهَادٍ حَتَّى تَجِدَهُ؟9 وَإِذَا وَجَدَتْهُ تَدْعُو الصَّدِيقَاتِ وَالْجَارَاتِ قَائِلَةً: افْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ الدِّرْهَمَ الَّذِي أَضَعْتُهُ.10 هكَذَا، أَقُولُ لَكُمْ: يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ.

خلاصة : رأينا أن التواصل الإفتراضي ناقص، إذ إن الشخص يسعى أن يظهر نفسه على الفيسبوك عبر وضع صور له و أخبار عنه. هذا ناتج من ارادته الصميمية باللقاء بالآخر و يكون مصدر إهتمام منه. لكن هذا اللقاء الإفتراضي يبقى ناقصاً ويعطي شعور بالوحدة والعزلة ما لم يسعى المرء إلى اللقاء وجهاً لوجه بالاخر. فيغدو لمكان اللقاء روحاً وذكريات ونكهة خاصة تنعش الروح وتعطي إكتفاءً ذاتياً يغني عن ألاف الأصدقاء الوهميين.

عمل تطبيقي : تنقسم الفرقة إلى مجموعتين وكل مجموعة تمثل إحدى سلبيات التواصل الإفتراضي مثلاً : الطرف الآخر يعطي لنفسه هوية وهمية فيكون حوار الغرام عبر الإنترنت مع شخص من محض الخيال. وتحاول كل مجموعة أن تعطي حلاً واقعياً لمشكلة التواصل الإفتراضي.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share