تعزيز الكاهن

mjoa Saturday June 9, 2012 185

تعزيزك له ماليًا تعبير لإيمانك أنه رُكن أساسيّ في كنيسة الرب التي يخدم لأنه، حسب الكتاب، يعيش من الهيكل، وأنت عضو في هذا الهيكل. الى هذا قد تشعر بأنه قريب منك شخصيا بحُسن رعايته لك وعائلتك واهتمامه بأحوالك. المحب يهتمّ بمن يحبّ في معيشته.

 يُحزنني جدا الكثير من أبنائنا عندما يصدمونك بكلام كهذا: “دع المسؤولين عن الأوقاف يزيدون للكاهن معاشه”. يبدو عند ذاك اهتمامك بالمطالبة وانت لا تبذل شيئا. وكثيرًا ما يعرف هؤلاء القليل عن أوضاع الوقف. كثيرًا ما لا تجد وقفًا في القرى بحيث يقتصر الدخل على ما يدفعه الحاضرون في الكنيسة يوم الأحد وهم قلة لا تتجاوز العشرة بالمئة من أهل الرعية في معظم الأماكن.

لأن غيرك يغيب عن الكنيسة يبقى الواجب عليك أنت الذي تحمل الكنيسة على عاتقك. بهذه العبارة لا أُعفي من المسؤولية الغائبين. كلنا “جسد المسيح وأعضاؤه أفرادا”.

لا تـتـرك العطـاء للمناسبات (معمـوديـة، إكليـل، جنـازة). كـل واحـدة منــهـا تحـدث مـرة واحدة في العـمـر. في منـاسبـة الأسـرار أنـت حـُرّ أن تُعطي وحـُرّ أن تُحجم عن العطـاء. والوقـاحـة كـل الـوقـاحـة ان يـرفـض الكـاهـن عطاء قليلا. هو لا يخدم لقاء شيء. بادره في العطـاء لئـلا يحـزن، والحـزن يُعطـّل الرسـالـة او يُضعـفهـا.

لا تُـرجئ عطاءك الى الغـد. ومهمـا كان قليـلا قـم بـه لتربـح الـلــه. هذا الذي خصّص لك كل حيـاتـه وعـمـقـه ألا تُخصّص لـه كـل فـتـرة زمـنـيــة تُحدّدها مبلغـا من المال على قدر طاقـتـك وهو يذكُرك باسمك أمام الله ويكـون قـد علا في حضـرة ربـه بفضلك. اذا فتحــت قلبـك تهـون عليـك ملمـّات الحيـاة. لا تعـطِ نفسـك ذريعـة أننـا فـي ضائـقة. قـد يبقى لك في الضيق فلسُ الأرملـة وهو ينجّيـك كمـا نجـّاهـا. ما تبـذلـه للمحتاجين من أهل الأرض يبقى لك ذخـرا في طريقـك الى الملكـوت.

شجّع أصدقاءك على أن يتشبّهوا بك اذ يمكن أن تسدّوا عجز الرجل بذلك. أنا شاهد على أن تأفّف الكاهن يؤذيه ويؤذي الرعية. ارفعْ عنه ثقل الخطيئة حتى ينصرف الى خدمته بفرح ولا يشغله هاجس المال فينكبّ على قداسة الخدمة والقراءة. مَن كان الرب شاغله يرتاح من أعباء هذه الحياة. فإذا لم ينصرف الى النشاط الرعائيّ لك أن تلومه.

ليس لنا عتابٌ عليه اذا سعى أن يكسب معيـشتـه بعمـل إضافيّ، ولكـن كل عـمل إضافيّ يأخـذ من الوقـت المخصّص كله مبدئيا للخدمة. اذا بقي محتاجـا يصبح إغـراؤه أن يلـوذ بأغنيـاء الرعيـة. لا ينبغـي أن “يمون” بسبب ما له على الكاهن. كذلك لا ينبغـي أن نُـفـضّل مشروع بناء او ترميم او أي عمل مادّي على تعـزيز الكاهن لأن البنـاء ينتـظـر وأكـل أولاد الكاهـن لا ينتـظـر.

في حضارة اليـونـان القـديمـة كـان الفـلاسفـة لا يملكون شيئـا ويعيشون مـن الـمدينـة. اذا أُتـي بشاب من معهـد اللاهـوت ليـصير كاهنـا فهـذا لا يملـك شيئـًا. يعـيـش اذًا مـن الكنيسـة كما ينبغـي لمثقـّف أن يعيـش (شـراء كتب، سَفَـر الى مـؤتمرات، إحسان يقوـم به). واذا لم نذكر شيئا من هذا تبقى المعيشة العـاديـة لعـائـلـة متـوسطـة الحـال.

حرّكوا قلوبكم من اجل من يخدم المسيح.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).
رَعيّـتي تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share