كلمة الأخت نانسي نجار في لقاء لذكرى المطران بولس بندلي أقيم في فيع

mjoa Friday July 6, 2012 132

صاحب السيادة، سيدي أفرام. أبي الجليل، سمعان. أخي الأمين العام السابق رينيه أنطون.أختي أليسيا رئيسة مركز عكار والإخوة الحركيين معها. أخي رئيس المركز. آبائي المحبوبون بالربّ. اخواتي وأخواتي
“مَن أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني”
يتكلّم الربّ في هذه الآية عن سيدنا بولس، الذي أنكر ذاته وحمل الصليب وتبع الربّ.
نحن عَبْرَ الصليب نرى الحريّة، ومِنْ على الصليب نتوقُ إلى القداسة، والقداسةُ هي التي تقودنا أن نَشهَدَ للحقّ.
لهفتُهُ للفقير، لَهفةٌ مقدّسةٌ
اعتناؤُهُ بالمُعوز، اعتناءٌ مبارك
سهرُهُ من أجل الآخرين،عملٌ جبّارٌ
يختارُ الأخَ الضعيفَ وسيلة لتحقيق الهدف، فينتشلُه ويعبُرانِ كِلَيْهِما: “إلى قلبِ الله”.
قال له الربّ: ارعَ خرافي – ارعَ حملاني
استجابَ لصوتِ خالِقِهِ، فاستحقَّ الرعاية قولاً وفعلاً. 


كان الراعي الذي يسهرُ ولا ينامُ “لن أعطي لعيني نوما ولا لأجفاني نعاسا حتى أجد مقرّا للربّ ومسكنا لإله يعقوب.”
كان الراعي الذي لا يأكلُ لتغتذيَ رعيته.
كان راعيًا لا يرتاحُ لتَنعَمَ رعيّتُه بالطمأنينة.
كان راعيًا يُعانِقُ البردَ والمطر في الحاراتِ والسهرات الانجيلية، ليوزّعَ الدفء الروحيَّ والماديَّ لرعيته.
كان جرئياً بوداعته، فاستحقَّ أن يكونَ بطلاً صنديداً.
فأنعمَ الله على أنطاكيةَ برجلٍ عظيم، ظَلَّلَنا بشفاعاتِه في أيّامِ الظلمة وانعدامِ العدلِ وانتشارِ الفوضى.
أنطاكية هذه التي كانت وستبقى فيها النهضة، نهضةً روحيةً بامتياز، تستلهمُ الروحَ القدسَ ليكونَ هو الحقُّ – هذا الحقُّ الذي من أجلِهِ ارتَحَلَ، فعانقَ مَن هو الطريقُ والحقُ والحياة.
أنطاكيةُ تشتاقُ لمزيدٍ من الرجالِ الذينَ يَسْتَشْهِدُونَ من أجلِ الحقّ، رافضين كلّ أوجه الميوعة والمسايسة.
فإن أردنا كنيسةَ أنطاكيةَ عروسًا جميلةً لا وسخَ فيها ولا عيبَ، فَلنَنتَفِضْ بالروحِ القُدس للحقِّ، الذي وَحدُهُ يحررُنا من الظلمة، وإنْ اقتَضَتِ الصعابُ فَلنَستَشْهِد للحقّ
نحن اليوم لا نلتقي لتفاخرٍ ما، أو لتكريمٍ ما،
وإن قلنا بأية مدائح َنُكرّمك يا أبانا بولس، فإن المديحَ الواجبَ هو لِرَوعَةِ ما، خَلَقَهُ اللهُ في هذا الإنسان.
وإنَّ التكريمَ هو حقٌّ لِبهاءِ صورةِ الله، الذي خُلق عليها.
وإنَّ عظمةَ هذا الرجلِ وقُدسيَّتُهُ تبرُزانِ مِن خلالِ نَجَاحِهِ في “أن أنقصَ أنا وَينمُوَ هو”.
نحن لا نلتقي لنضيف في سجلاتنا لقاءً ما، يأخذ من البُعد التنظيميّ ما يأخذ، لكنّنا نجتمع لنتعلّم أن كل واحد منّا كهنوتٌ ملوكيٌّ، وأن تكريسَنا يتجلّى في مدى تفعيلِنا لمِعَمُودِيتِنا وفي كيفيةِ عَنصَرَتِنا اليومية، فنغدوَ، إذ ذا، بسلامٍ مُنطلقينَ عبيداً من هذه الأرض إلى معانقة وجه ربّنا حيث يتحقق الفردوس بالتوبة والانسحاق والتواضع وخدمة الفقراء والشهادة للحق الذي جُبلَ بهم المطران بولس.
ولأنّه لأجل الله وحده كان يحيا، وبه تحّرك ، وُجد في قلب الله، ينظر إلينا ويظللنا. وها نحن اليوم نعاهدكم أن ننقل الأمانة التي عاش من أجلها إلى أولادنا فلا ينسوه ، فينعمون بصلواته، رجلا قديسا من كنيستنا. 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share