منصور دشن دير سيدة عربايا في بينو: الثورات الاخلاقية ليس فيها دم وخراب

mjoa Tuesday September 11, 2012 63

أقامت أبرشية عكار للروم الارثوذكس احتفالا كبيرا بمناسبة تدشين راعي الأبرشية المتروبوليت باسيليوس منصور ومباركته لدير سيدة عربايا في بينو على اسم رقاد السيدة العذراء، شارك فيه رئيس دير البلمند المطران غطاس هزيم وحشد من الآباء والكهنة، وحضره النائب نضال طعمة، ناصر بيطار ممثلا نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس وحشد من رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات اجتماعية وابناء الأبرشية.

بدأ الاحتفال غروب أمس الجمعة، بوصول منصور حاملا رفات الشهداء القديسين الى ساحة الدير، ثم ترأس صلاة الغروب جرى بعدها زياح بالرفاة المقدسة، ثم فتح منصور ابواب الدير.

وبعد الانجيل المقدس، القى منصور عظة ومما جاء فيها: “يذكر لنا التاريخ المقدس، تاريخ المؤمنين والكنيسة، انه عندما بدأت الحياة المسيحية تفتر شيئا فشيئا، وبدأ الناس المسيحيون يتماهون مع المجتمع، ويرتاحون الى ضعفاته، وينزلون نير المسيح عن كواهلهم، اشتاقت النفوس في تلك الايام الى خلوات مع الله، واشتاقت النفوس لخلوات مع العشيق الوحيد للنفس البشرية ربنا يسوع المسيح، الذي به ومعه تصل النفس الى ملء الكمال ونحقق بالتالي تلك التطويبات التي يذكرها هو على الجبل. ولهذا، الكثيرون من الناس من اولاد الملوك، الى الامراء، الى القواد، الى المتسلطين، الى الاغنياء، الى العاديين، الى الفلاحين والعمال، كلهم عبروا تقريبا بثورة واحدة، من هنا وهناك في براري مصر وصحاريها، وفي براري سوريا بأقطارها المتعددة، وهنا لا اتكلم بالسياسة، ولكن في تلك الجبال والوهاد كما نرى في كل مكان اشتاقت النفس البشرية، وهناك اختلوا مع الله، وكانت هذه الخلوات الى اناس وصلوا الى مراكز عالية من القداسة، بواسطة الاستشهاد والشهادة اليومية، مضحين بكل حياتهم وافكارهم وعواطفهم ونزواتهم وشبابهم واموالهم، كل ذلك لأجل حبهم لربنا يسوع المسسيح، ولأجله متخلين عن كل ما في الدنيا”.

أضاف: “في هذه الثورات الاخلاقية التي ليس فيها دم وليس فيها خراب بيوت وليس فيها آلام بشرية، كانوا على مثال ربهم يسوع المسيح الواحد، منهم يصلب نفسه عن العالم ويصلب العالم عنه، اي هو يجاهد ليعطي المثل الصالح. واذا اردنا ان ننحدر في الشر من غير ان ننتبه، نصبح اشر من الشرير ذاته، الانسان يختار ان يكون ذلك الكائن الاسمى أو ذلك الكائن الادنى”.

وتناول أهمية الرهبنة في المسيحية قائلا: “ربنا يسوع المسيح اعطانا ان نكون ذلك الكائن الاسمى، وقد جعل ملائكته خداما له، لمن يخدمون، يخدمون البشر الذين بمحبة الله يأمرهم، اذهبوا الى هذا واذهبوا الى ذاك، اذهبوا الى العذراء في برية فلسطين واذهبوا الى يوسف وقولوا له، الى الناصرة والى الرهبان والنساك، ويذهبون ولا يترددون او يكلون. هكذا عمل الرهبان لكي يكون اسم المسيح عاليا.. حتى ان الكثيرين يقولون ان الرهبنة هي قلب الحياة الرعائية، اي رعية او ابرشية ليس فيها اديار، كجسد ليس فيه قلب.. الرهبنة بالنسبة الى حياة المؤمنين والكنيسة والرعية هي القلب، وهذا القلب متى اتحد مع العقل مع تذكير المؤمنين ومحبتهم لله، عند ذلك يصبح كل ذلك بهيا نقيا كملكوت السماوات الذي نطلب ان يأتي على الارض، فتتحد عقولنا وقلوبنا تحت راية واجنحة ومحبة ربنا يسوع المسيح بنعمة روحه القدوس”.

وشكر منصور خادم الدير الأب نيقوديموس “الذي انجز بكل اصرار وارادة وعزيمة لا تلين مع ربنا يسوع المسيح هذا الصرح الكبير مؤكدا ان لا شيء مستحيل”. كما شكر رئيس دير البلمند وعميد كلية اللاهوت المطران غطاس هزيم على مشاركته مع الجوقة وكل من حضر معه، كما وجه شكره الى النائب نضال طعمة “الذي لا يفوت مناسبة روحية الا ويشارك فيها”، كما وجه “الشكر الكبير الى الرئيس عصام فارس، الذي منذ الستينيات وحتى الان لم يبخل على شيء يمكن ان ينهض وخاصة في عكار”، داعيا له ولعائلته “والى كل الذين يلتجئون الى عناية محبته بطول العمر والصحة والعافية”.

ذلك شكر أبناء الابرشية في اوستراليا على “مساهماتهم واستضافتهم للأب نيقوديموس”، والجيش اللبناني وسائر القوى الامنية “الذين يسهرون على راحة المواطنين”.

وقد استكمل الاحتفال صباح اليوم بعد صلاة السحر حيث كرس منصور المائدة المقدسة ودهن الكنيسة بالميرون المقدس ثم ترأس القداس الالهي بالمناسبة.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share