أعلنت وزارة السياحة والآثار في الحكومة المقالة بغزة اليوم الاثنين، عن اكتشاف منطقة أثرية جديدة في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وبحسب خبراء في التاريخ والآثار، فإن المنطقة التي تم اكتشافها تعود إلى عهد الدولة البيزنطية قبل 1500 عام.
وأكدت الوزارة أن طاقمها الفني يواصل العمل في المنطقة لاكتشاف المزيد من الآثار التي يتوقع العثور عليها قريبا. وقال أسعد عاشور خبير الآثار انه تم العثور على فسيفساء جميلة مختلفة الأشكال ويُعتقد أنها كنيسة بيزنطية انتهى العمل فيها مع ظهور العهد الإسلامي ويعود تاريخها الى 1500 عام، وتتميز الكنيسة بأرضيات جميلة محلاة بالفسيفساء وبرسومات رائعة جدا، وبعد العمل فيه يمكن معرفة المزيد من التفاصيل وأن ما سيتم العثور عليه يوثق تاريخ المكان والمنطقة.
وقد تم الكشف عن الموقع أثناء عمليات بناء لأحد المنازل في تلك المنطقة حيث تم تجريف المكان والحفر إلى مستوى أقل من مستوى الأرضية الحالية بحوالي 2 متر،مما أدى إلى ظهور أرضية فسيفساء والعثور على جمجمة بشرية في المكان، مشيرا إلى أن طواقم الوزارة من المختصين الآثاريين توجهت وعلى الفور لدراسة الموقع حيث كان القرار بأنه لا بد من إجراء حفريات للمكان لتوثيقه ومعرفة ماهية هذه المكتشفات.
وبعد إزالة الرمال عن الأرضية التي تم اكتشافها، ظهرت صورة مبدئية لأرضية الفسيفساء تلك، وهي ملونة باللونين الأبيض والأسود، حيث كانت عبارة عن سجادة من مكعبات الفسيفساء الرخامية البيضاء، رُسم عليها أوراق لشجرة التوت، وهي من اللون الأسود.
وأضاف عاشور قائلاً إن ما تم الكشف عنه حتى هذه اللحظة حوالي 12 متر مربع أي بمساحة 3×4 متر مما يرجح بأنها أرضية لكنيسة كبيرة، وقد تم الكشف في مستوى يعلو أرضية الفسيفساء تلك على أرضية أخرى أحدث منها حيث دلت الدلائل الأولى على أنها قد تم عملها من مكعبات فسيفسائية كبيرة الحجم ومن اللون الأبيض فقط.
ومن المعروف ان البيزنطيون حكموا فلسطين بعد نهاية الحكم الروماني في 324م، واتخذوا من الدين المسيحي العقيدة الرسمية لدولتهم، وأولوا فلسطين مكانة كبيرة نظراً لأهميتها الدينية.
وأقام الإمبراطور البيزنطي قسطنطين العديد من الكنائس في فلسطين منها كنيسة القيامة وكنيسة جبل الزيتون في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم.