طوبَاكَ يايْرُسْ

mjoa Friday November 2, 2012 374

تولدُ أجسادنا وقد وَرِثت ضعف الطبيعة البشرية، وهذا الضعفُ وبسببٍ من التلوث يُنتجُ لأجسادنا الأمراض، وهذه الأمراض تدفع البشرَ للبحث عن الشفاء، فإذ بهم يصرفون العمرَ في طرقِ أبوابِ الأطباء راجين أن يجدوا لديهم الدواء. هذا حسنٌ ولا اعتراض.
لكن في دوامةِ هذه الرحلة ينسىَ البشرُ أن لا شفاءَ حقيقيَ لهم إلا بحضورِ الربِ، الذي بيده المُحييةِ يُبَلسِمُ ضَعفنا ويصنعُ لنا الشفاء.
هذا ما أدركهُ يايرس، فإذْ بهِ يَخرُّ عند قدمي الربِ طالباً منه الحضور في بيته، وكان يايرس حاملاً في قلبه كلَ إيمانٍ ورجاءٍ أن هذا الحضورَ سينقذُ ابنته من مرضها، ولم يتزعزع رجاءه حين أخبروهُ بموتها، بل ترسخَ إذا قال له الرب لا تخف. فأين نحن من إيمان يايرس هذا؟.
.
كم من مرةٍ قال لنا الرب لا تخافوا؟ كم من مرةٍ قال لنا آمنوا فقط ؟ كم من مرةٍ قال لنا تعالوا إلي وأنا أريحكم؟. كم من مرةٍ تخورُ قِوانا من البحثِ عن الشفاء؟ ونصرفُ معيشتنا علّنا نجدُ الدواء؟. أيعقلُ أننا لا نتعلم من تلك الثقة التي كانت للمرأة النازفة الدم؟!، وهي التي أمنت أنه فقط بلمسها هدب ثوب الرب سَتُشفى.
نعم. علينا أن نُساءلَ ذَواتنا، أين نحنُ من هذا و قد أعطانا الرب أكثر من أن نَمسَ ثوبه؟ أعطانا الاتحاد به. ها هو يقدم لنا جسدهُ ودمهُ في كل قداسٍ إلهي قائلاً: تعالوا كلوا واشربوا، فيكون لكم هذا شفاءً لنفوسكم وأجسادكم من أتعابها وأمراضها.
إن الربَ قريبٌ منا وحاضرٌ معنا، وهذا الحضورُ يَمَس كياننا فيغيرُ فينا إن نحن أردنا. لا يقتحم الرب حريتنا.
هو قد أعطى البشر كل موهبةٍ لكي يُصيِّروا الكون أحلى، وسَهل لنا كل وسائل الشفاء على أيدي الأطباء، ولكن هوذا الإنسان يَجحدُ الرب من جديد، ويعزو كل نجاحٍ وتتطورٍ لقدراته، مؤلهاً ذاتهُ، فتعود البشرية إلى الضغف والمرض من جديد. وسنبقى هكذا باحثين عن الشفاء، إن لم ندرك ونحيا، أنَّ الربَ بحضورهِ يَهبنا الدواء.
فطوباك يايْرُسْ لأنكَ عَلمتَ هذا فكان لكَ ما أردتْ.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share