تعيّد له الكنيسة في السابع والعشرين من كانون الأول. هو أول الشمامسة ايضًا، أولئك الشمامسة السبعة الذين اختارهم الرسل ووضعوا عليهم الأيدي أي رسموهم شمامسة ليسهروا على خدمة المحتاجين كما نقرأ في أعمال الرسل في الإصحاح السادس. أما لماذا تم اختيار الشمامسة، فيعود السبب الى انه “في تلك الأيام إذ تكاثر التلاميذ حدثَ تذمُّر من اليونانيين على العبرانيين أن أراملهم كنّ يُهملن في الخدمة اليومية” (اعمال ٦: ١).
من هم اليونانيون، ومن هم العبرانيون؟ كلهم مسيحيون كانوا في الأصل يهودًا، قبلوا الإيمان وشكلوا الكنيسة الأولى في اورشليم. سُمّي بعضهم يونانيين لأنهم أتوا من الإسكندرية وآسيا الصغرى (تركيا الحالية) وكانوا يتكلمون اليونانية بسبب هجرتهم الى تلك البلاد. مع انهم استوطنوا اورشليم الا انهم لم يتعلموا اللغة الآرامية المحكيّة فيها. والعبرانيون مسيحيون من أصل يهودي أيضًا لم يهاجر آباؤهم. كانوا اجتماعيا فئتين اختلطتا في الكنيسة، الا ان الوطنيين كان لهم نصيب أوفر في الإعاشة او توزيع الطعام. رأى الرسل ان في هذا انحرافًا فجمعوا الإخوة وقالوا لهم: “لا يحسُن ان نترك نحن كلمة الله ونخدم موائد”، اي لا يحسن ان نترك عمل البشارة -وهذه مهمتنا- ونتولّى توزيع الطعام على المحتاجين. وطلبوا اليهم أن “ينتخبوا سبعة رجال منهم مشهودًا لهم بالفضل ممتلئين من الروح القدس والحكمة” لكي يتدبروا هذا الأمر. وكان اول هؤلاء استفانوس. “فصلّوا ووضعوا عليهم الأيدي”، اي أقاموهم شمامسة ليسهروا على توزيع موادّ الإعاشة.
أراد اليهود القضاء على هؤلاء الشمامسة، واتهموا استفانوس بأنه دعا الى نقض الهيكل وتبديل شريعة موسى. انهما تهمتان اتُّهم بهما الرب يسوع. فعندما جلبوا استفانوس ليقتلوه، ألقى فيهم خطابًا (أعمال الرسل ٧) وحدّثهم عن العهد القديم الذي ابتدأ بإبراهيم، حتى قال عن الهيكل ان الله “لا يسكن في هياكل مصنوعات الأيدي” مستشهدا في ذلك بأقوال إشعياء. ثم وبخ اليهود لكونهم يقاومون الروح القدس وقال انهم اضطهدوا الأنبياء ثم قتلوا المسيح. فلما غضبوا على استفانوس، نظر الى السماء “ورأى مجد الله ويسوع قائما عن يمين الله”، فهجموا عليه وأخرجوه خارج المدينة كما فعلوا بالسيد وجعلوا يرجمونه وهو يصلّي ويقول :”ايها الرب يسوع المسيح اقبل روحي”.
لوقا كاتب سِفْر أعمال الرسل أَورد هذا الكلام في إنجيله عندما تحدّث عن موت السيد وذكر آخر قولة له على الصليب :”يا أبت في يديك أَستودع روحي” (٢٣: ٤٦). آخر كلمة لاستفانوس هي اياها التي قالها الرب يسوع للآب. استفانوس يعترف هنا بألوهية المسيح لأنه يستودعه روحه. هذه أول صلاة مرفوعة الى يسوع.
على اسم القديس استفانوس شُيدت كنيسة في وجه الحجر في قضاء البترون.