المخيم الشتوي لأسرة الثانويين – مركز طرابلس: ” فليضئ نوركم قدام الناس”

أربعة وستّون مشاركاً وثمانية مرشدين إجتمعوا في المخيم الشتوي لأسرة الثانويين في مركز طرابلس في حركة الشبيبة الارثوذكسية ليُجسدوا بصدفة إلهية عمر حركة الشبيبة الارثوذكسية البالغ 72 عاماً من العطاء والنشاط والحياة في كنف كنيسة يسوع المسيح. فتحت عنوان ” فليضئ نوركم قدام الناس” إلتقى اربع وستون ثانوياً من مختلف فروع الحركة في مركز طرابلس( الميناء، شكا، بطرام، دده، قلحات، بصرما، كفرعقا، برسا، رعيّة راسمسقا، رعية كفرقاهل) وعلى مدى يومين إلتزموا ببرنامج منوّع توزّع بين الصلوات والاجتماعات والفقرات الترفيهية والالعاب…

بدأ المخيّم بالمشاركة في القداس الالهي في كنسية النبي السّابق يوحنا المعمدان في بشمزين برئاسة قدس الاب جورج عطية الذي اكد خلال العظة على أهمية الصوم في حياتنا وعلى كيفية الجهاد الروحي الذي يجب ان يسلكه كل انسان اراد التقرب من خالقه. بعد القداس الالهي تجمّع الشبيبة في باحة مركز المؤتمرات والمخيمات وقد كان طعام الفطور في إنتظارهم ثمّ انطلقت المسيرة نحو الارز عند العاشرة والنصف صباحاً.

وعند الثانية عشر ظهراً وصل الجميع الى فندق “tombe la neige” حيث كان في إنتظارهم فريق الخدمة الذي كان قد سبق وصل من ليلة الجمعة وأرشدهم على غرفهم بحسب الاعداد والفروع، ليعود الجميع الى القاعة الاساسية حيث توجه منسّق اسرة الثانويين الاخ جوزاف عطاالله بكلمة ترحيبية وتوجيهية أمل فيها بأن يكون المخيّم ناجحاً ومفيداً وبأن يعود الشباب الى منازلهم ليس كما أتوا بل ان يغرفوا ما إستطاعوا من روح المحبة والعطاء ومن المخزون الروحي والفكري الذي جهد المسؤولون على توفيره في هذا المخيم، ودعا الجميع الى الالتزام بالبرنامج المنوع وإيفاء كل فقرة حقّها ليصل المخيم الى مبتغاه.
تمثلت الفقرة الاولى من المخيّم بحضور فيلم “آمنت لذلك تكلمت” والذي يعرض لنشأة الحركة وكيفية تطورها حتى وصلت الى ما هي عليه اليوم وابرز الوجوه المؤسسة للحركة والتي أعطت من ذاتها في سبيل حركة يسوع المسيح.
وبعد إستراحة وغداء، إنطلق الجميع الى غابة الارز ليجولوا في ربوعها المُغطاة بالقليل من الثلج ويتنشقوا نسيم هذه الشجرة الخالدة وليلتقطوا الصور ومن بينها صورة جماعية مع رقم 72 من أغصان الارز والتي حملها بعض الاخوة.

بعد الmarche (التنزّه ) في الغابة والاستراحة القصيرة والعودة الى الفندق تم تقسيم المشتركين الى خمسة فرق بعدما شاهدوا فيلمًا قصيرًا عن الاب الياس مرقس ليتوزعوا مع المرشدين ويناقشوا نصّاً عن المحبة من كتابات الاب مرقس لحوالي الساعة ونصف تعمّقوا خلالها بمعاني النص وبحياة احد أعلام حركة الشبيبة.
وبعد إستراحة قصيرة وبعد إنتهاء العشاء خرج الجميع الى ساحة الفندق حيث عملت كل فرقة على تطيير مجموعة من Chinese Lanterns(الفوانيس الصينية الورقية) على رغم العرقلة التي واجهوها من الهواء القوي.
وعند التاسعة بدأت السهرة التي إستُهلت بساعة ونصف من الالعاب المحضّرة مع الاخت فاليريا طنوس والتي اضفت جوّا كبيراً من المرح والفكاهة والنشاط، قبل ان تبدأ فقرة karaoke والتي شارك فيها عدد كبير من الثانويين من خلال آدائهم الرائع للاغاني الطربية الجميلة قبل ان يكون ختام السهرة بفقرة من الموسيقى والاغاني الحرّة والتي إستبقت صلاة النوم الصغرى قبل الصعود الى الغرف. يوم الاحد إستهلّ بصلاة السحرية ومن ثم الترويقة قبل ان يبدأ الاجتماع الثاني والذي تمحور حول فكر الاخ كوستي بندلي والقضايا والمواضيع التي ناقشها وتمحورت كتاباته حولها، فتم تحديد خمس محطات تختص كل واحدة منها بموضوع معيّن، فتوزعت المواضيع الاربع حول: “الصوم” مع الاخ ألكسندر رومي، “الجنس” مع الاخت جملية النجار والاخت ميراي الخولي، “النضال اللاعنفي” مع الاخت ميرنا عبود والاخ سليم فيجلون، “فتنة الاستهلاك” مع الاخت فاليريا طنوس والاخ نيكولا موسى، والفقرة الاخيرة “دردشة عن الاخ كوستي بندلي” مع الاخ نضال سلوم. وكانت مدة كل محطة نصف ساعة لتكون محصّلة التوجيه حوالي الثلاث ساعات.

وبعد إستراحة قصيرة، تعلم المشاركون مع الاخ سليم فيجلون نشيد “هيّا قوموا للجهاد” إضافة الى إنشادهم عدداً من الاناشيد التي المعروفة من قبلهم.
وبعد الغداء، كانت الفقرة الاخيرة مع marche في الطبيعة وصولاً الى تلة الصليب حين أخذ الجميع صورة موحّدة للعيد الثاني والسبعين للحركة بعدما حمل كل مشارك ورقة تحمل رقماً من 1 الى 72.
ومن تلة الصليب الى الفندق حيث وضّب الجميع أمتعتهم وعادوا ادراجهم الى بيوتهم حاملين زاداً روحياً وصداقات جديدة وعائلة كبيرة ومتجددة في كنيسة يسوع المسيح.