عظة أحد الآباء – الشماس جورج يعقوب

mjoa Sunday June 1, 2014 119

تجليات دمشقية
    أحد الآباء
    عظة لقدس الشماس جورج يعقوب
    مركز دمشق _ أسرتي الإعلام والعلاقات العامة

fathers

 

في هذا الأحد نقيم تذكار القديسين آباء المجمع المسكوني الأول. وقد أرادت الكنيسة أن ترفع شأنهم وتجعل ذكراهم في الأحد الذي يلي عيد الصعود لأنهم كرزوا أن هذا الذي صعد هو إله حقيقي وإنسان تام بحسب الجسد. هذا التعانق بين العيدين يؤكد أن كل من عمل وعلم في كرم الرب بمقتضى وصاياه الإلهية هو من أحبائه الذين وكما يقول المرنم في القنداق والبيت لعيد الصعود أن الرب هتف بهم: “أنا معكم وليس أحد عليكم”.

الأحبة هم “الذين يسمعون كلمة الله ويحفظونها” (لو11 : 28). القديسون كلُّهم ما كانوا سوى أُناس مثلنا أحبّوا الرب بعيشهم للوصايا ببساطة. أدركوا تماماً أنّ الطريق صعب ولكن محبتهم له طردت الخوف واستحالت فرح، رجاء وسعي نحو القداسة أي عيش مع الرب. لذا فالآباء القديسون اليوم، كما وكل أحبّة الرب على مرّ الزمن، يذكروننا أنّه علينا معاشرة الوصايا وعيشها لنكون من الساعين لحمل لقب “أحباء الرب” وإذ ذاك نسمع الصوت الإلهي الهاتف: “أنا معكم وليس أحد عليكم.” بالطبع لكي نحرز اللقب هنالك جهاد روحي سيحاول فيه المجرب بشتّى الوسائل أن يُغلق لنا الأفق محاولاً حجب النور الذي لا يعروه مساء من أمام ناظرنا لكي نيأس ونخسر الإكليل. أما نحن فعلينا أن نعرف أن يسوع المحب البشر عندما يرى شوقنا وجهادنا يُدبّر كل شيء بحكمته ويؤمِّن لنا كل وسائل الخلاص فيشدّد الإيمان كما لتوما الرسول، يزيل جحر قبر الهموم كما لحاملات الطيب، يشفي تخلُّع الجسد كمخلع بيت حسدا، يروي عطش النفس كالمرأة السامرية ويضئ ظلمة المقلتين كما للأعمى فنصل الى الهدف المنشود بمعونته الإلهيّة. فلنتسلّح بالرجاء ولنحفظ الوصايا، لأن “من يحبني يحفظ وصاياي” (يو14 :3) وبوثاق المحبة الذي يربطنا بالمسيح تنهزم سُلطة المتسلّط ويكون معنا دائماً هو “عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا” (مت1 :23) ونكون من أحباءه هو المبارك الى منتهى الدهور. آمين

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share