برعاية سيادة راعي الأبرشيّة المطران أفرام كرياكوس وبدعوة من أسرة الطفولة في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة فرع الميناء، أقيمت مساء يوم الأحد الواقع فيه 04/01/2015 حفلتها السنويّة على مسرح “المطران الياس قربان” ضِمنَ حَرم الثانويّة الوطنيّة الأرثوذكسيّة (مار الياس)، بحضور كلٍّ من قدس المتقدِّم في الكهنة الأب غريغوريوس موسى، الأب نيقولا رملاوي ورئيسة فرع الميناء الأخت باتي حدّاد فضلاً عن أولياء أطفالنا مع لفيفٍ من الإخوة الحركيّين.
تضمَّنت الحفلةُ العديدَ من الفقرات المتنوِّعة، قَدَّمَ خلالها أطفالُنا عروضًا فَنيَّةً مَسرحيَّة وغنائيَّة إضافة إلى بعض الرقصات. وقد استُهِلَّ الحفلُ بِترتيلَةٍ من قدس الأب غريغوريوس، ثمَّ النشيد الوطنيَّ الّلبنانيَّ فنشيد الحركة وبعدها ألقت رئيسة الفرع الأخت باتي حدّاد كلمة ترحيبيَّة قالت فيها:
قدس الآباء الأجلّاء،
أهالي أطفالنا الأحبَّاء،
كعادتنا كلَّ سنة، نلتقي بهذا الحفل لنتشاركَ مع أطفَالِنا فَرَحَهُم بِتَقدِيمِ مَا أعَدُّوه مِن لَوحَاتٍ تَمثيليَّةٍ وراقصة.
أهميَّةُ هذا الحفل السَّنويَّ تَكمُنُ في أنَّه مُنَاسَبَة لإبراز مواهِبِ أولادِ أُسرَةِ الطفولة وتَنميَّتِها. هذه الناحية، الّتي لَطالما لا يفيها الأهلُ حَقَّها كِفايةً، مُعتَبِرينَ إيَّاها أمورًا ثانويَّةً أمام علامات المدرسة ومُحوِّلِينَ وَلَدنا تدريجيًّا إلى إنسانٍ ضعيفٍ في التَّعبير عن خَواطِرِهِ، مَشَاكِلِهِ وهُمُومِهِ.
وهذه المُشكِلَةُ الأخيرَةُ هي مِن أهمِّ المَشَاكِلِ الَّتي نُعانِي مِنها اليوم في حَيَاتِنَا الإرشاديَّة، حيث نلتقي شبَّانًا وَشابَّاتٍ لا يَملُكون القُدرَة على التعبير عَمَّا يَجُولُ في خَاطِرِهِم مِن تَسَاؤلات، حتَّى في بعض الأحيانِ، يُشعِروننا بَأنْ لا تساؤلات لديهم وكأنهم مُستعِدُّون أن يستقيلوا مِنَ التَفكيرِ.
سَعيُنا في هكذا لِقَاءاتٍ وفي حَيَاتِنَا عَامَّة مع أولادِكُم كَسرُ هذا الحَاجِزَ بِاحتِضَانِهِم وَقُبُولِهِم بِكُلِّ الأوضَاعِ الَّتي يَمُرُّونَ بِها، بِالرُّغمِ مِنْ أنَّ عَمَلَنَا يَشوبُهُ الكَثيرَ مِنَ النَوَاقِصِ بِسَبَبِ ضَعفِنَا أوَّلاً، إلاَّ أنَّ هَمَّنَا كُلَّه أنْ نَقولَ لله: “إقبَلنَا يَا ربُّ عَمَلَةً في حَقِلِكَ، في أيَّةِ سَاعَةٍ أتَينَا إليكَ، سَاعِدنَا في تَمهيدِ الطَّريقِ لِنَسلُكَ مع أولادِنا وَشَبِيبَتِنَا الَّتي نَرعَاها نَحوَكَ”، عَالِمين أنَّ عَمَلَ الحَرَكَةِ لا يَقتَصِرُ فقط على النشاطات والحفلات بل، في العُمُقِ، نحنُ جَمَاعَةٌ تَسعَى لأن تَعيشَ الإنجيلَ وَتنقُلَه بِفَرَحٍ إلى كُلِّ مَن حَولِها شَاخِصَةً بِعينين ثابِتَتَينِ إلى وجهِ السَيِّدِ وَتَائِبَةً دومًا إليه.
يا أحبَّة، لا يَنجَحُ عَمَلُنا هذا إنْ لَم يَكُن نِابِعًا مِنَ الكَنِيسَةِ وفيها، لِذَا جِئتُ في خِتَامِ كَلِمَتِي، أدعُوكُم يا أهالي أطفالِنا، أنْ نَلتَزِمَ سَويَّةً حَيَاةَ الكَنِيسَةِ، مُشَارِكِينَ في صَلَواتِها وأسرَارِهَا، مُرَافِقِينَ أولادنا صَبَاحَ كُلِّ أحدٍ إلى القُدَّاسِ الإلهيِّ، مُقدِّمينَ حَيَاتَنا وأطفالِنا إلى الرَّبِّ وقائلينَ له: ” هأنذا والأولاد الّذين أعطانيهم الله”.
إحفَظ يَا ربُّ أطفالَ رعيَّتِنا والعَالَمَ أجمعَ بِأدعِيَة آبَائِنا الكَهَنةَ وصَلَواتِكم أجمَعِين. آمين.
كَما كَانَت هُناكَ كَلِمَة للأب غريغوريوس موسى الّذي أبدَى سَعَادَتَه بِهذَا العَرضِ، وَمِمَّا وَرَدَ في كَلِمَتِه:
“أتقدَّمُ بِالشُكرِ الجِزيلِ لِجَمِيعِ الَّذين قَدَّمُوا لَنَا هذه الفَقَراتِ الجَميلةَ الَّتي جَعلتني أعيشُ أسعَدَ لحظَاتي، كسائرِ لِقَاءاتي مَعَكُم، بَعدَ هذا العُمرَ الطويل في خِدمَةِ هذه الرَّعيَّةِ المُبَارَكَةِ وَمُرَافَقَةِ أجيالٍ كَبُرَتْ وَتَرَعرَعَتْ وأنجَبَتْ أولادًا وأحفَادًا لهذه الكنيسة.
وإنَّني بِهذِه المُنَاسَبَةِ أتَوجَّهُ بِالشُكرِ للأهالي على تسليمِهم أولادَهُم لأبنائِنا في الحَرَكَةِ، الّتي تنضوي تحت لِوَاءِ الكَنيسَةِ والّتي عليها العَمَلُ دومًا على كَسبِ مَحبَّةِ واحتِرَامِ الجَميعِ، مِن خِلال الخدمة تحتَ رايَةِ المَسيحِ قائدنا وفادينا”.
وَقد قَدَّم أطفالُنا مَسرحيَّةً مِيلاديَّةً مِن تَمثيل فِرقَة الشَّاهدين “أ”، رقصة للمستنيرين، مسرحية “ليلة عيد” من إعداد الأخ نِضال سَلُّوم وتمثيل فرقة الصاعدين “ب”، رقصة للزارعين ومسرحيّة “بائعة الورد” من تمثيل أولاد فوج النبيّ الياس، كما تخلَّل الفقرات عرض PowerPoint عن نشاطات ويوميَّات أسرة الطفولة للعام ٢٠١٤، ثمَّ مُنح ثلاثَةُ أطفالٍ من فرقة الصَّاعدين “أ” دَرَجَة أخوة الفادي وهم: أنجيلا سمعان، نور فاضل وبيرلا مشحم.
وأخيرًا، تَمَّ تخريج فرقة الشَّاهدين “أ” الَّذين انضمُّوا إلى أسرة طلائع النُّور، وهم على التوالي:
رامي سنيور، كريم الرَّطل، جو مسعد، شادي المرّ، جورج قرعان، جورج كحاله، ميشال بيلان، جورج حصني، تاتيانا دقور، لوتشيا الخارف، ريم دبيس، حنان تليجة، جوزفين قسطة، كاترينا رزوق، ماريليس راضي وميكالّا بوَّاب، واختُتمِ الحَفل بِنَشيدِ “هَيَّا إلى الِّلقاء”.