ترأس صاحب السّيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) مطران طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس القداس الإلهي بمناسبة أحد السّجود للصليب الكريم وعيد الحركة ال٧٣ في كاتدرائية القديس جاورجيوس الزاهرية طرابلس، أثناء الخدمة الإلهية وبعد الدورة الكُبرى كما هو معتاد كنسياً جرت سيامة قدس الشّماس ابراهيم (دربلي) رئيس مركز طرابلس في حركة الشّبيبة الأرثوذكسية كاهناً للعليّ، تميّز هذا النهار بكثافة الحضور إيماناً بأن طرابلس ورعيّتها المحروسة بالله ما زالت بألف خير وهي تُنشأ جيلاً جديداً لخدمة مذبح الرّب بكلِّ وقار كأمثال قدس الأب ابراهيم (دربلي)! بعد السّيامة كان لصاحب السيادة هذه الكلمة:
أيها الحبيب
عرفتُك شمّاساً إنجيلياً في رعية طرابلس، شاباً خفِراً تقوم بالخدمة برصانةٍ وجديّة، بصمتٍ، بطاعةٍ وهدوء.
في داخل الهيكل، الإكليريكيي كما الخادم لا يُثرثِران وراء الإيقونسطاس. هذه العادة القبيحة التي تدلّ على الإِستخفاف بقُدسيةِ المكان. أنت اليوم تعتلي منصباً أعلى على حدّ قول الشعب فتصير كاهناً لله العليّ و رُبَّ أباً روحيّا إضافةً لمركز المسؤول عن مركز طرابلس لحركة الشبيبة الأرثوذكسية وكذلك مسؤولاً في مدرسة مار الياس في الميناء. فماذا بعد؟! ماذا أكثر من الألقاب؟
كلّ ذلك لا معنى له إذا كان قَلبك خارج محبّة الله والأمانة له. أكثر من ذلك أقول لك.
إن لم تكن وتصير غاسلَ أرجلٍ لكل الذين تتعاطى معهم من أجل المسيح الذي غسل أرجل الرسل فأنت لا شيء. المناصب الدنيوية غرورٌ “القلب الخاشع المتواضع لا يرذله الله”. انتبه إلى ميول قلبك، كلمة الإنجيل وحدها هي التي تدينك. كن صادقاً في سلوككَ “تعلموا مني أنا الوديع والمتواضع القلب تجدوا راحة لنفوسكم” الشطارة هي في بذل النفس من أجل الرَّب ومن أجل الآخرين.
قال الرسول بولس لتيموثاوس “كن قدوة للمؤمنين.. أعكف على القراءة والوعظ والتعليم، لاحظ نفسك والتعليم؟” شعبنا المسيحي طيّب لكن يتباهى بشهاداته وعلومه بينما يجهل دينه لا يقرأ إنجيله. أنت لا تستحى بإيمانك لا تُحابي الوجوه لم يُحابِ سيّدك بوجوه أحد بل كان مُطيعاً دائماً لأبيه. تسلّح دائما بكلمة الله لا بكلام الناس. الخطابات الظاهرية والكلمات الُمنمقة هي من عادة اللبنانيين الوجهاء ولا نفعَ لها في النهاية لأن الأمانة تقتضي منك أن تكون صادقاً أمام الله والآخرين. اقتد بالرب يسوع الذي طابقت حياته كلامه. ادخل إلى كلّ بيت في رعيتك. كنت إلى الآن صبوراً صامتاً أمام الكهنة والرعية ومجلس الرعية. لكن اليوم يقتضي الأمر والظروف أن يفتقد الراعي الرعية أن يدخل بيوت الفقراء والأرامل والأيتام لم يبقَ في طرابلس الاّ أبناء الرعية الفقراء وذوو الدخل المحدود تركها أكثر الأغنياء. فلا تُهمل أحد لا الغني ولا الفقير أنت صرتَ أباً للجميع.
وبخاصة للشباب الذين اختاروك راعياً لهم كن صادقاً في عائلتك في مدرستك في رعيتك عندها يصدقك الآخرون وخصوصاً الشباب ويعبرون إلى طاعة الرب وكلمته. لقد اعطاك الله رفيقة تقيّة تُعينك في كل هذا الجهاد. اذهب الآن بسلام لقد احبّك الله لذلك اختارك خادماً له وللرعيّة أحبّه من كل قلبك. وهذا يكفي والسلام.