ختـان ربنــا يسوع المسيح وعيد القــديس باسيليوس
كلمة الراعي:
“سأجعل كل شيء جــديــداً”
هكذا يقول الرب سيــد الأوقات والــدهور.
هل نتجه إليه ملتمسين أن يجعل عام 1995 جــديــداً ؟ يستطيع العام أن يعيــد نفسه دون تغيير، الله وحــده هو الــذي يكفل لنا الجِــدَّة . هل نطلبها منه بحرارة المؤمن المستغيث برحمته الإلهية أو نتصرف كأننا نعــدُّ الأيام تمر برتابة قاتلة لنفوسنا التي تشعر بيأس وألم أنه لم يتغير شيء وكأن حياتنا مسرحية نلعب فيها أدوراً محــددة من قبل وكأنها مفروضة علينا .
أيها الأحباء بالرب لكي لانستسلم لضجر مميت لأرواحنا، نقف أمام ربنا وإلهنا متأملين بسنة مضت، متــذكرين نِعَمَ الله الجزيلة التي تجلَّت فيها كونه مصــدر كل عطية صالحة وكل موهبة كاملة دون أن تغيب عنا ضعفاتنا وهفواتنا فنشكر الله أبا الأنوار مستغفرين رحمته وطالبين معونته لكي نتغلب على الثانية بقوته الإلهية المنتصرة في ضعفنا وفي الوقت نفسه نتجه الى العام الجــديــد ليس بموقف الــذين يفتشون عن مصيرهم بقلق من المجهول ولكن باتكال كامل على ذاك الــذي وعــد ” أنه معنا كل الأيام ” نلقي عليه رجاءنا عالمين أنه لن يتركنا بل يبقى معيناً لنا وساتراً إيانا للخلاص الــذي هو أسسه في وسط أرضنا عنــدما تنازل إلينا وولــد من البتول القــديسة من أجلنا . ولا بــد لنا في مستهل عامنا الجــديــد إلاَّ أن نطلب من السيــد القــدوس الــذي قبل ختانة بشرية لكي يزيل الظلَّ القــديم الــذي أسقطناه على الله فحولناه في كثير من الأحيان إلى صورتنا الساقطة، فيُسقِط عنا بنعمته قناع أهوائنا فتتجلى فينا الصورة الأولى، صورة الله البهية التي مُنِحناها أساساً عنــدما أراد السيــد الرب أن يكلِّل بإنسانيتنا الكلية الجمال أصلاً الخليقة بأسرها.
أيها الأحباء، نحن أمام خيارين : اما أن نقبل أن تكون سنتنا جــديــدة بكل معنى الكلمة فنقــدمها إلى الله لأنه وحــده يجعلها جــديــدة حقاً اما أن نــدعها تبتــدئ وكأن لا شيء جــديــد تحت الشمس.
إننا نــدعو لكم أن تكون سنتكم مشمولة ببركة الرب السماوية وأن يحفظكم ملاك الرب القــدوس من كل خطيئة تعيــدكم إلى إنسانكم العتيق الفاســد بشهوات الخــديعة . نــدعو أن يســدد الرب خطواتكم إلى كل عمل صالح مرضي له بتميم مشيئته لتحقيق قــداستكم في الإله القــدوس والمستريح في القــديسين. نــدعو أن يحفظ الرب عائلاتكم المباركة من الصغير فيها إلى الكبير.
نــدعو أن يبارك الله زيجاتكم المقــدسة وأن يبعــد عنكم كل خطيئة لكي تمجــدوا الرب القــدوس الــذي يجعل كل شيء جــديــداً وكل عام وأنتم بخير.
مطران عكار وتوابعها
+ بولس
نشرة البشارة
العدد 1 – في 1/1/1995