أحـد الأعمى والقـديسين تيموثيوس وأناسطاسيوس
كلمة الراعي:
عظة للقـديس يوحنا الـذهبي الفم
إذا كان طبيب الأرواح والأجسام قـد حضر ليشفي أمراضنا فكيف لا نقبل إليه فرحين مسرورين. وإذا كان هؤلاء المرضى تركوا المنازل والأهل والمكاسب وتبعوا المسيح حيثما كان فما بالك يا هـذا تستصعب الـذهاب إلى مجامع المؤمنين .
وإذا كان أحـدنا يتألم بعض أعضاء جسـده فيلازم بيوت الأطباء ويبالغ في الحمية واستعمال الأدوية إلى أن يعود ذلك العضو صحيحاً كما كان فكيف نغفل نحن عن العناية بالنفس ولعلها في الأكثر تكون مصابة بأنواع من الأمراض فتكون رمـداء العين مقروحة القلب وارمة الكبـد مخلّعة المفاصل قـد جمعت عـدة أمراض مهلكة ونحن لا ننظر إليها .
وإذا كان الـذين يترددون إلى السجون وينظرون إلى المحابيس مغلولين بالسلاسل والقيود . وأناس منهم يُضربون بالسياط وآخرون يُعلقون وغيرهم يُعـدبون فيرتاعون لهـذه المشاهـد ويجتنبون الأعمال التي من شأنها أن تفضي بهم إلى هناك طول زمانهم . فكيف لا ترهب من مجلس القضاء واجتماع الأمم وجلوس الـديّان للمحاكمة وهول العـذاب الرهيب والتهاب الجحيم والخلود فيه إلى الأبـد مع الشياطين .
وإذا كان سيـدنا له المجـد بـذل ذاته عنّا وشق كتاب عبوديتنا وغسل أدناس خطايانا واعتنى بمـداواة أمراضنا فكيف نكون مخالفين لأوامره . وإذا أخطأ أحـدنا مرة واحـدة إلى من أحسن إليه مرتين يقال أنه شرير وخائن فكيف نحن الـذين نكون دائما مخالفين لرضى إلهنا غافلين عن إحساناته التي لا تُحصى . وماذا نستحق من العقوبات لسوء مكافاتنا له . أي الألقاب الرديئة نستحق أن يُطلق علينا . فسبيلنا أن نتـذكر إحسان ربنا ونمجـد الشافي لأمراضنا ونحـذر من الرجوع إلى الخطايا بعـد تركها لنفوز بنعمة ربنا الـذي له المجـد إلى الأبـد . آمين .
نشرة البشارة
العدد 4 – في 22/1/1995