دور الشباب في الكنيسة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday June 5, 2015 180

أحـد زكا العشار والأسقف الشهيـد اغناطيوس الأنطاكي

كلمة الراعي:
دور الشباب في الكنيسة

“ كتبت إليكم أيها الشباب لأنكم أقوياء ولأن كلمة الله ثابتة فيكم” (رسالة يوحنا الأولى الجامعة).
– في أول الأربعينات تنادى شباب كنيسة أنطاكية، تنادوا لأنهم رأوا كنيستهم مهـددة من كل صوب.

-تنادوا لأنهم  كانوا يسمعون الآخرين يحكمون على كنيستهم حكما مبرما أنها لن تعيش سوى سنوات معـدودة ثم تموت .
– تنادوا لأنهم شعروا بظمأ إلى الحياة وأحسوا أن المسيح هو الـذي يعطيهم وحـده ينبوعاً ينبع إلى حياة أبـدية .
– تنادوا لأنهم سمعوا صوتاً يقول لهم “طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم سيشبعون” وهم إذ كانوا عطاشاً وجياعاً وجـدوا أن إلههم وسيـدهم وحـده قادر أن يعطي حياتهم “ معنى” .
– تنادوا لأنهم عرفوا أن شبابهم بحاجة إلى “أبـدية” ليأخـذ معناه، فوُجِـدوا في عالم يتحـداهم بشراسة إذ أنه ( أي العالم ) لا يمكن أن يفهم شبابهم إلاّ أمرا زائلاً، وفضّلوا أن يصغوا إلى كلام الرب الموجه إليهم، كما قال أحـد الكتَّاب : “يُقال لكم أن الشباب هو سن اللهو أما أنا فأقول لكم إنه سن البطولة ” (رسالة يسوع المسيح إلى الشباب للكاتب الفرنسي شارل باغي).
– تنادوا لأنهم سئموا الحياة الرتيبة في عالم يبقى على عتقه فأرادوا أن يتعرفوا على عالم جـديـد يهـديهم إليه من قال في كتابه العزيز “إنه سيجعل كل شيء جـديـداً”
– تنادوا لأنهم رفضوا البقاء على مستوى هـده الأرض كونهم أدركوا في طموح إلهي أنهم مـدعوون أن ُيحلِّقوا، لـذلك رَجَوا الله  الـذي “يجدد كالنسر شبابهم” .
– تنادوا لأنهم التفتوا إلى كنيستهم فوجـدوها تنوح على أولادها مثل راحيل وقتاً ما كونها غير مصـدِّقة أنهم موجودون بعـد على قيـد الحياة .
– تنادوا لأنهم كأولاد لها سعوا الاَّ تبكي عليهم لأنهم تعرفوا إلى الإله الحاضر أمامهم يأمرهم أن يقوموا من موت خطاياهم فينتصبون عالمين حرص الرب أن يسلمهم إلى أمهم لكي يكتمل فرحها فيهم .
– تنادوا لأنهم أيقنوا أن قوة الرب قادرة أن تحيي العظام البالية، ففهموا أن الـذي يُسمع صوته لا يستطيع أن يموت كون إلههم  إله حياة “ ومن يؤمن به ويسمع كلامه ينتقل من موت إلى حياة ”
– تنادوا لأنهم أحسوا أن الله يحب البشر محبة لا نهاية لها فأرادوا أن يقولوا “نعم” للسيد الفادي القدوس ليدخلوا سرَّملكوت محبته .    
– تنادوا وعقدوا العزم أن يمضوا الى الامام مهما كانت العثرات التي تعترضهم عالمين أن قوة الله “في الضعف تكمل” ولذا اتكلوا عليه في مسيرتهم المقدسة ملتمسين نور وجهه الإلهي -آمين.
مطران عكار وتوابعها
+ بولس

نشرة البشارة
العدد 5 – في 29/1/1995

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share