أحــد السجود للصليب
كلمة الراعي: الصليب
ها نحن بنعمة الله في الأحد الثالث من الصوم الأربعيني المقدس، وصلنا الى منتصف الصوم اذ قد انقضت ثلاثة أسابيع وتبقى ثلاثة أخرى حتى ندخل الأسبوع العظيم المقدس. في ابتداء الصوم نكون نشيطين فندخله بفرح التهليل وفي نهايته نصبح قريبين لغايته فنتشدد عند بلوغنا الهدف الذي نصبو اليه ألا وهو السجود لصليب مكلَّل بأنوار القيامة.
أما التجربة الأصعب فتلوح لنا في وسطه اذ أن نفوسنا معرَّضة، وبشكل طبيعي، للضجر ولمكايد “شيطان نصف النهار” الذي لا يرتاح أبداً لجهادنا بل يريد أن يهبط عزيمتنا ويقنعنا باحتيال أن لا منفعة من صومنا وأنه من الأفضل لنا أن نأكل كما تجاسر أن يقول للسيد الرب في تجربته الأولى. الصعوبة تكمن في أننا ونحن في منتصف صومنا يغيب عنا الهدف وكأننا نصوم برتابة دون غاية الهية منتصبة أمامنا. فالكنيسة المقدسة، اذ هي أم لنا، تحرص على تشجيعنا للمثابرة في صومنا هذا فرتّبت أن ينتصب أمامنا، في منتصف صيامنا، هدف صومنا الأوحد، الصليب، فنسجد له وندخل هكذا أنوار القيامة. أيها الأحباء ليعطكم الرب الإله قوة صليبه ونور قيامته لتتابعوا المسيرة المقدسة- ليعطكم أن تحملوا صليب الأخوة حولكم، هذا الصليب المرتبط أساساً بصليب الرب والذي يخوِلكُم للسجود للآلام الخلاصية والقيامة النورانية. تشجعوا ولتقوَ قلوبكم يا جميع المتكلين على الرب وتابعوا الصوم بكل تقديس رافعين راية الغلبة- الصليب المقدس- وصارخين: “لصليبك يا سيدنا نسجد ولقيامتك المقدسة نمجد”. واذا مرَّ الصليب بينكم مكللاً بالرياحين وأوراق الغار التي كانت تُكلل بها رؤوس الأبطال المنتصرين تأكدوا أنه اذا ما سجدتم للصليب ان رؤوسكم ستُكلل بنعمة المصلوب عليه بأكاليل الغار الإلهي، بالأكاليل التي أعدها الله للذين يجاهدون الجهاد الحسن ويحفظون الإيمان ويتممون السعي فيأخذون اكليل المجد الذي لا يذبل.
مطران عكار وتوابعها
+بولس
نشرة البشارة
العدد 13 – في 26/3/1995