تقدمة بعضنا بعضاً للسيد

mjoa Thursday June 11, 2015 119

الأحــد الرابع من الصوم
كلمة الراعي:    
تقدمة بعضنا بعضاً للسيد
“يامعلم قد قدمت اليك ابني به روح أخرس…” (مر17:9). صرخة أب ملهوف على ابنه يأتي به “الى الرب يسوع” نلاحظ أولاً أن الأب يأتي “بابنه” لأن ابنه عاجز ان يأتي بنفسه الى ينبوع الشفاء، فينبغي ان يُؤتى “به” من قِبل أحد والاّ لبقي في مرضه وتعرّض للعذاب الشديد المستمر.

فهل نحن مستعدون ان نتجند لتقديم الاخوة الى الرب؟ ونلاحظ ثانياً ان الأب أتى بابنه الى من وجده يستطيع ان يستجيب طلبه، الى الرب يسوع طبيب النفوس والأجساد وليس الى غيره- نحن معرّضون في عالمنا ان يلوح أمامنا من لا يستطيع ان يعمل شيئاً لا لمريضنا ولا لأنفسنا وكأنه يستطيع ان يطلب منا ان نميّز القدرة الحقيقية لله في الرب يسوع المسيح الإله المتجسد والمخلص الأوحد من القدرة المزيّفة الموجودة في العالم والتي لا تساعد بشيء لأنه وهن وضعف. ونلاحظ ثالثاً أن الأب الملهوف سبق فقدّم ابنه للتلاميذ فلم يقدروا ان يُخرجوا الروح الشرير منه (مر18:9) -هذا عجز يؤلمنا ويزعجنا كيف لا وخطايانا هي التي تنتصب فينا وكأنها حاجز في طريق الشفاء فلا نيأسنّ- ان قوة السيد في ضعفنا تكمل فهل نحن مستعدون ان نفتح قلوبنا بالصلاة والصوم لكي نأخذ “قوة” ليس من ذواتنا بل من الذي “قوته” تغلب في ضعفنا، فيصبح صومنا وتصبح صلاتنا مناسبة تحصين لنا في الحرب اللامنظورة التي نحن مدعوون ان نخوضها فننتصر بنعمة ذاك الذي أكّد لنا قائلاً “ثقوا فقد غلبت العالم” أليس مكتوباً على حمل الذبيحة: “يسوع المسيح الغالب” هذا الحَمَل الذبيح من أجل خطايانا وخطايا العالم يصبح بحد ذاته مصدر قوة لضعفنا ولضعف من نلتزم أمام الله، يصبح غلبة لنا ولهم لأنه القوي القادر على كل شيء الذي “بتواضعه ارتفع حكمه” كما نذكر عندما نعدّ الذبيحة فنقطع الحَمَل بالحربة من جهته الثالثة بعد ان نكون رددنا على الجهتين الأولى والثانية كلمات أشعيا عندما وصف السيد. لا نخف أيها الأحياء من ضعفنا، انه موجود ولكنه يواجه رحمة الهية نثبت فيها اذا أردنا، خاصة ونحن نمارس الصلاة والصوم فهما سلاحان روحيان يهزمان الشرير ومكايده. هزيمة كاملة بقوة الرب يسوع الذي بسلطانه الإلهي يأمر الشرير قائلاً: “أيها الروح الأخرس الأصم أنا (أي الرب يسوع) آمرك أخرج منه ولا تدخله أيضاً (مر25:9) فلنثق بالرب انه قادر على كل شيء، فلنتقدم بإيمان وشوق “ساعين” بمعونة نعمة الرب ان نؤمن فنصرخ الى السيد قائلين: “أؤمن يا سيد فأعن عدم إيماني” (مر24:9). “فلنحمل ذواتنا وبعضنا بعضاً وكل حياتنا الى المسيح الإله” الذي لن يتركنا ولن يترك من نقدمهم اليه فهو القادر على كل شيء وهو الغالب الى  الأبد- آمين.
مطران عكار وتوابعها
+بولس

نشرة البشارة
العدد 14 – في 2/4/1995

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share