الأحــد الحادي عشـر بــعـــد الــعــنــصــــرة – الشباب مرحلة الطفولة
كلـمـة الراعي
الشباب مرحلة الطفولة
أيها الأحباء يقول القديس يوحنا الرسول في رسالته الأولى الجامعة “كتبت اليكم أيها الأحداث لأنكم “أقوياء” وكلمة الله “ثابتة” فيكم وقد غلبتم “الشرير”” (ايو14:2).
الشرير يحاول ان يربكنا، انه “الكذاب وأبو الكذاب” كما قال الرب يسوع -يحاول ان يدعونا الى تحرر من “قيود” الله -يحاول ان يقنعنا بحبائله الخبيثة ان الله يقيدنا بوصاياه واذا ما طلب الله الينا ان نحفظ أنفسنا منه أي من الشرير يحاول هو ان يقدم الله لنا انه يقيدنا بما يطلبه منا من حفظ الوصايا ويحاول ان يظهر لنا اننا اذا ما تحررنا من شريعة الله نحطِّم هكذا القيود ونتحرر لكن هذه الأفكار مجرد سراب نلاحقه فنظن اننا نتمتع بحرية كاملة اذا ما تحررنا من قيود الله فنجد بالعكس أنفسنا انها مقيدة بقيود أصعب وكلما ظننا اننا نتحرر نصبح أسرى لقيود أصعب بكثير من تلك التي يوهمنا المجرب اننا نتحرر منها اذا ما تبعناه.
يا أحبائي خلقنا الله من أجل الحرية منذ الابتداء اذ خلقنا على صورته ومثاله، والحرية الحقيقية هي حرية “أبناء الله” التي دعينا اليها وخارج الله حريتنا وهم كبير لأنها قبول لقيود الشيطان الذي هاجسه الوحيد ان يبرق أمامنا بحرية كاذبة فيجذبنا الى فخاخه ويميتنا في ظلمة دامسة تخيّم علينا اذا ابتعدنا عن النور الحقيقي الآتي الى العالم والعالم لا يعرفه، أما نحن الذين نحاول ان نتعرف اليه مع كل ضعفنا فنفوز بالغلبة التي في ذاك الاله المصلوب من أجلنا ومن أجل العالم أجمع لكي لا يهلك من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.
أيها الشباب الأحباء، يقول لكم الحبيب الذي اتكأ على صدر السيد أنكم أقوياء اذا اتكلتم على الله -يؤكد لكم انكم أقوياء بقوة ليست من عندكم ولكن من عند “الذي قوته تغلب في ضعفنا جميعاً”. فلا نخاف من ضعفنا -قوة الله غالبة حتماً فيه اذا عرفنا ان نسلم شبابنا فيحفظه بنعمته حتى اذا تخطينا في السن مرحلته فيؤول ذلك، خلافاً لما يصوره العالم لكم الى شباب أبدي يتجدد كالنسر.
فإلى هذا الشباب الذي لن يتأثر بتقدم سنكم ولن يتأثر بانقضاء أيامكم بل يثبت فيكم بنعمة الله، أنتم مدعوون لأن كلمة الله اذا ما ثبتت فيكم أكدت لكم قوة شبابكم الذي لن ينتهي اذا ما عرفتم ان تودعوه بين يدي الله فتغلبون حينئذ الشرير. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+بولس
نشرة البشارة
العدد 35 – في 27/8/1995