الأحــد الثاني عشـر بــعـــد الــعــنــصــــرة – الشباب سن البطولة (تابع)

mjoa Friday July 10, 2015 111

الأحــد الثاني عشـر بــعـــد الــعــنــصــــرة – الشباب سن البطولة (تابع)

كــلــمـــة الراعي
الشباب سن البطولة (تابع)
“ أخيراً يا اخوتي تقوّوا في الرب
وفي شدة قوته ” (أفسس10:6)
أيُّها الأحباء، أيُّها الشباب،
بعد ان تذكرنا معاً في العدد الماضي كيف ان الحبيب يوحنا يتوجه اليكم ناعتاً اياكم بأنكم “أقوياء” وقد “غلبتم الشرير”، ها اننا الآن نتذكر كلام بولس الالهي في رسالة وجهها الى أهل أفسس وكانت هذه المدينة مركزاً مهماً للتبشير بالمسيحية في آسيا الصغرى،

ويؤكد كلامه للمؤمنين الذين انتقلوا من الوثنية الى المسيحية انهم بحاجة الى قوة تساعدهم ان يثبتوا ضد “مكايدابليس” مؤكداً لهم ولنا ان المصارعة التي دعينا اليها ليست سهلة كونها “ليست مع دم ولحم” أي مع أعداء ظاهرين، العدو الظاهر يسهل الانتصار عليه لأننا لا نراه بأعيننا فنجتنبه أو نحمي أنفسنا منه دون صعوبة، لكن العدو الذي يتربص لنا يتخفى ساتراً نفسه “بظلمة هذا الدهر” أي بالمكايد التي استعملها الشرير منذ خلق الانسان اذ ان تجربته له أخذت شكل تشكيك في وصية الله نفسها. فقد قال لحواء أمنا هل “حقيقة” منعكم الله من أن تأكلوا؟ مستغلاً هكذا ضعفنا الذي يحملنا ان نصدق ما يقوله لنا.
لكن الثقة بالله الفادي كبيرة جداً ولذلك نلجأ الى قوة تأتينا من ذاك المصلوب “القاهر الموت بموته” والذي في ضعفه كان أقوى من العالم ومن شر هذا العالم.
المهم أولاً ان نعي ان الحرب الروحية ليست سهلة وبالتالي يجب ان نستعد لمقاومة الشرير غير متبعين سياسة النعامة التي بمحاولتها ان تتجاهل وجود الصياد وتهديده لها، تقع فريسة سهلة بين يديه فيكون مصيرها الموت الحتمي، بل ساعين ان نستعد لخوض الحرب غير المنظورة ونحن حاملون “شدة قوة الرب” ومتقوون بها. فنثبت بإذن الله وبمعونته.
ما يطلبه بولس الرسول واضح جداً:
–    لا نستهتر فالعدو متربص لنا حتماً ولا يرتاح لجهادنا.
لا نخاف لأننا متكلون على قوة خالقنا الذي لن يتخلى عن مساعدتنا أبداً.
أيها الأحباء الشباب،
المسيرة نتعبة كثيراً، تتتابع على طريق ضيق لكن الله يرافقنا فيه فلا بد لنا الاّ ان نصل الى الخلاص.
الرب يسوع المسيح لم يخفِ عنّا صعوبة الطريق لكنه “وهو الطريق والحق والحياة” وعدنا أننا اذا أردناه في حياتنا سيكون معنا الى الأبد وأكد لنا أنه اذا ضعفنا في الطريق، وفي السير الطويل الضعف أمر بشري طبيعي، يبقى هو، اذا ما سقطنا، الذي يمنح الواقعين القيام، فينهضنا بيمينه الممتلئة حنوا يضعنا على منكبيه ويؤكد لنا بلغة كلها رأفة، أنا معكم وليس أحد عليكم، ولذلك لن أترككم يتامى بل أرسل لكم دوماً معزياً آخراً يشدد عزائمكم الواهية ويقودكم الى مراعي الخلاص. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+بولس

العدد 36 – في 3/9/1995

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share