استضاف مركز بيروت لحركة الشبيبة الأرثوذكسية يوم الجمعة ١٠ تموز ٢٠١٥ الدكتورة مهى شعيب، مديرة مركز الدراسات اللبنانية في جامعة كامبردج و السيد مارك طربيه، منسق برامج جمعية فرح العطاء في لبنان في محاضرة نقاشية بعنوان: تعزيز التماسك الإجتماعي في لبنان: شهادات وعبر.
بداية تطرقت الدكتورة شعيب الى تعريفات التماسك الاجتماعي والعناصر التي تؤثر عليه و أبرزها البنية الاقتصادية-الاجتماعية. ثم تناولت الاستراتيجية التربوية التي اعتمدتها الدولة اللبنانية بعيد انتهاء الحرب الأهلية من وجهة نظر نقدية، شارحة كيف تم التركيز على فكرة الطائفية دون التطرق الى الى معالجة أسبابها الجذرية.
وتكلّمت على ضعف المنهج التربويّ من وجهة النظر التطبيقية اذ ان كتاب التربية الوطنية على سبيل المثال هو كتاب يطرح مثاليات ونظريات عن المواطنة و الهوية، دون أن يجسدها ببرامج ونشاطات تطبيقية. كما ألقت الضوء على بعض نقاط الضعف الأساسية في القطاع التعليمي في لبنان، كالتفاوت الكبير في جودة التعليم ونسبة التسرب المدرسي في المدارس الرسمية، خاصة في المناطق المحرومة.
ثم استعرضت الدكتورة شعيب نتائج الابحاث التي أجرتها في ٢٦ مدرسة في لبنان حول كيفية تطبيق برامج التربية المدنية وكيفيّة معالجة القضايا المتعلقة بالتماسك الإجتماعي، و بينت النماذج المختلفة الموجودة. أما نتائج البحث فتوضح أن أكثرالمدارس نجاحاً هي تلك التي لديها ادارة واعية لأهمية مبدأ التماسك الاجتماعي، ونوعية جيدة من النشاطات التطبيقية بالاضافة الى بيئة صفية تشجع على حرية التعبير والتفكير النقدي. و هذا النوع من المدارس لا يقتصر بالضرورة على المدارس العلمانية فالانفتاح على الآخر لا يشترط التخلي عن الهوية الدينية أو الاجتماعية.
من جهته، عرّف السيد طربيه بتاريخ ونشاطات جمعية فرح العطاء في مجال تعزيز التماسك الاجتماعي، مفصلاً تجربة الجمعية في منطقة جبل محسن وباب التبانة في طرابلس، شارحا الوضع الاجتماعي الاقتصادي البائس للسكان والذي يضعهم في مهب الاستغلال السياسي. و أشار الى الدور الايجابي الذي لعبته وتلعبه الجمعيّة حالياً في النزاع المسلح بين هاتين المنطقتين. وأشار بشكل خاص إلى تجربة مخيم الاولاد الذي جمع أولاد من المنطقتين و كيف ساهم في تعزيز الروابط بينهم وبين عائلاتهم، و جعلهم يتخطون المشاعر السلبية المحيطة بهم و يعطون الأفضلية للمعرفة الاحتكاكية مع الآخر. وثمرة هذا العمل كانت اتصال الأهالي بالجمعية عند حصول اشتباكات مسلّحة لسحب الأولاد من المنطقة بواسطة باصات الجمعية. هذا عدا عن مشاريع الترميم التي قامت بها الجمعية أكثر من مرة لاصلاح ما تهدم . ووافق السيد طربيه ما قيل حول مشكلة التسرب المدرسي والأمل الضائع لجيل الشباب في التطور الاجتماعي، ما يزيد من صعوبة الوضع.
تلت المحاضرة أسئلة ومداخلات عدّة من الحضور حول المواضيع المطروحة.
نقلت المحاضرة مباشرة عبر شبكة الانترنت و بالامكان مشاهدتها مسجلة عبر الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=CCBKsD9Zqv8&;feature=youtu.be