لا تخافوا قوموا ننطلق من ههنا – المطران باسيليوس (منصور)

mjoa Monday August 10, 2015 99

لا تخافوا قوموا ننطلق من ههنا – المطران باسيليوس (منصور)

هذه الكلمة مميزة لهذا النص بحسب الإنجيلي لوقا (لا تخافوا) قالها ربنا بعد أن بهر التلاميذ من قوة النور الذي أحاطهم، وعادة الإنسان أمام الأشياء التي تفوق إرادته يقوم بتصرف لا إرادي، ولذلك إنكب الرسل على وجوههم أمام النور المبهر الذي ما اعتادت الدنيا مثله والذي لم يظهر إلا بقدر ما استطاع التلاميذ أن يحتملوا. برغم ذلك خافوا وارتعبوا.

tajallyوضعت الكنيسة عيد التجلي في مثل هذا اليوم من السنة الكنسية التي تبدأ في الواحد من شهر أيلول لتدلنا على أننا في نهاية زمانِ حياتنا سننعم بالنور الذي لا يخالطه ظلام ذلك النور الذي يصبح فيه الإنسان مشاركاً لإستحقاقات الابن الوارث أي وريثاً لملكوت السموات. في التجلي يريد ربنا أن يطمئن تلاميذه الى أن كل ما في هذا العالم يجب أن لا يستطيع إدخال الخوف أو القلق الى نفوسنا وينبهنا لذلك بقوله، “لا تخافوا ممن له السلطان أن يقتل الجسد بل ممن له السلطان أن يلقي بالجسد والنفس في نار جهنم”. وقد تقوى التلاميذ بعد الصليب عند تذكرهم لحادثة التجلي.

لا تخافوا كلمة يرددها السيد له المجد في مناسبات كثيرة، وجد الخوف له طريقاً فيها الى نفوس الرسل والمؤمنين الأوائل.  

لما أشبع الخمسة آلاف وانفرد وحده ليصلي، وطلب من الرسل أن يسبقوه الى الضفة المقابلة من بحيرة طبريَّة، في الهزيع الرابع من الليل مشى على وجه المياه وتقدم نحو الرسل فارتاعوا جداً ظانين أنه روح فقال لهم: “لا تخافوا أنا هو”.

وفي مرة أخرى وبينما كان نائماً في السفينة ضربت الريح البحر فهاجت المياه وخاف التلاميذ جداً خوفاً من الغرق فأيقظوا الرب وكلموه باضطراب فسكّن الريح والمياه أطاعته فهدأ روعهم بينما كانوا متعجبين من هو هذا الذي يأمر الريح والبحر فيطيعانه، وورد على لسان الرب أيضاً القول: “لا تخف أيها القطيع الصغير….”.

كلمة كان يطمئن بها نفوس الرسل وبالتالي الكنيسة وتدل على أنه حيث يوجد يسوع المسيح ينتفي الخوف. هذا الشعور جعل بولس الرسول يقول:  “الموت بالمسيح ربح لي”، ويقول أيضاً: “أستطيع كل شيء بالمسيح الذي يقويني”. والقربى من يسوع المسيح تؤدي بالإنسان الى ثلاث حالات معاً.
1- لا يعود الإنسان يخاف حتى أرهب الأشياء.
2- يصبح وجوده بين البشر وجوداً سلامياً.
3- لا يعود الناس يخشونه على شيء، ومن هنا المثل القائل: “الذي يخاف الله لا تخاف منه”.

هذه الى جانب أشياء أخرى يكسبها الذي يعيش مع يسوع المسيح، ويعمل بحسب كلامه وتعاليمه. يمكننا أن نعمل مقارنة بسيطة بين من هم مع العالم ومن هم مع المسيح. أولئك يخافون ويخيفون. الذين مع العالم لا يستطيعون أن يجدوا سلاماً ولا حرية، الذين مع يسوع  المسيح يعيشون في اللاخوف، في الحرية والسلام والمحبة وهو دائماً ينادينا لا تخافوا أنا هو أمس واليوم والى الأبد.

كل عام وأنتم بخير

نشرة البشارة

09 آب 2015

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share