وداعًا يا جورج، يا حبيبي – ريمون رزق

mjoa Saturday August 8, 2015 49

georges-sayeghوداعًا يا جورج، يا حبيبي

اخترت أن تنتقل عنّا في يوم عيد التجلّي، توقًا منك إلى هذا النور الإلهي الذي ما زلت تلتمسه طيلة أيّام حياتك. وكنت قد تجلّيت في سنواتك الأخيرة عبر التجارب التي أُعطي لك أن تمرّ بها، ابتدأت بفراق شريكة حياتك وصولاً إلى المرض الأليم الذي قبلته بصبر وتسليم كامل لمشيئة الله.

علّمتنا، يا جورج، الكثير الكثير بتواضعك وخفرك وصلابتك. كنت صورة للمسيحي الملتزم الذي يعمل بصمت ويشهد بحياته أكثر منه بأقواله. وليس موقف أولادك الثلاثة المفعم بشكر الله أمام مشهد انتقالك، سوى ثمرة ما زرعته مع رباب فيهم. كنت قد سبقتني في الانتماء إلى حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، وأضحيت، مع روجيه أخيك وإخوة لنا آخرين، قدوتي فيما كنت استشفّ معنى الالتزام.

جعلتنا ظروف الحياة نبتعد مرارًا عن بعضنا جسديًّا. لم تتوقّف يومًا عن استفقادنا، كما كنت دومًا حاضرًا لأصدقائك، مشاركهم أفراحهم وأحزانهم. فكلّما عدنا والتقينا، كنّا نتابع الحديث كأنّه لم ينقطع أبدًا. كنت تتألّم في الصميم من بعض الأوضاع التي وصلت إليها كنيستنا، ومن التشويه الذي نسبّبه لوجه السيّد، ولنشر رسالته، في عالم لم يعد يعرفه على حقيقته. لم تكتف بالألم، لكنّك كنت تسعى إلى الوفاق. وتلجأ إلى الصلاة، في حال النجاح وحال الفشل على السواء، إذ كنت مقتنعًا أنّ وحدها الصلاة تحرّك جبال قلوبنا.

بموتك يكثر عدد الأحبّة الذين غادرونا. يكاد يفوق اليوم عدد الباقين معنا. افرح بلقياهم، وصلّوا من أجلنا. واطلب أن نعي جميعًا ضرورة تقويم مسيرتنا، في الإخاء والمحبّة، كي لا يستحي بنا يسوع.

ريمون رزق

7 آب 2015

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share