وجه الرب – المطران جورج (خضر)
من يرزقني ان أرى وجهك يا رب ولا أموت. ليس من وجه على الأرض صورة وجهك. ما رآك أحد قبل ظهور مسيحك. الأنبياء كلمات. ولكن أنّى لي أن أراك وأنا في الخطيئة؟ أنت أطللت في وجوه. هي صور. هذا يترك فيّ عطشاً. أين تكون في عطشي اليك؟ هل كُتب عليّ ان أبقى جافاً؟ وجهك يا رب أعطني.
غير أني أعرف أني في الخطيئة لا أراك. إذًا لست أعيش. متى أعيش؟ لماذا تحجب وجهك عن عيني؟ هل لأنهما جسد؟ لماذا اذًا تركتني في الجسد؟ هل تريد أن أموت قبل ان تأخذ مني روحي؟ كل ما عداك عذاب.
سأل ابنك الأعمى ماذا تريد. أجابه ان أبصر. ولكن اذا أنا سألتك ان تبصرني كيف أواجه عينيك؟ هل اذا نظرتا إلي يعني هذا لي الغفران أم يبيدني بصرك بسبب من الخطيئة؟ أنا لا أستطيع أن أدنو من وجهك لأن من رأى وجه الله لا يحيا. كان هذا في القديم غضبا وأنت بعثت الينا من أتى بالرحمة. هل نزلت إلي بالرحمة؟ كيف أعرف أني لست ماكثاً في الغضب؟ كيف أعرف أنك قبلت أعمالي؟
فقير أنا يا رب ولن يزول فقري اليك لأني أكون قد وصلت وما وصل أحد. كيف أدنو منك وفيّ ما تكرهه؟ ما عندي غير هذه المشكلة حتى أموت. هل أموت؟ هل يموت أحد وأنت حياة المائتين؟ اكشف لي وجهك يا رب حتى لا أموت. لا تقبل أنت موتي. ضعفي هو موتي. هل تنهضني أنا الأعرج؟ إذا نهضت هل لي ان انظر إلى عينيك؟
أنا طريح هذه الأرض. كيف تنقذني من السقوط المتواصل؟ أنا بعيد يا رب. دعني اقترب لئلا أموت.
كل مسعى لنبقى في البشرة مستحقين باطل. أنت وحدك المتعة. لا تبقني خائفاً يا رب من ضعفاتي لئلا أموت فيها ولكني أعرف اني لن اكتسب من قوة إلاّ تلك التي تعطيها. لا تدعني إذاً في فقري.
لا أحد من القديسين بديل منك يا رب. إن أنا رأيت وجوه المقيمين في القداسة أعرف أنها لا تكفي، انها ضعيفة. وجهك يحتوي كل الوجوه. ليس من وجه مخلوق يضيف إليك شيئاً. كل حياتي ان أراك وأشبع. كل وجوه القديسين يا رب إشعاعات وليس في واحد منها نهاية. أنت لا تلغي الوجوه يا سيد. تسودها حتى نعود منها إليك ونستريح. وجهك لا يلغي وجهاً، يضيئه.
الفقر يا رب جوع. أنت قلت إنك خبز الحياة. معنى كلامك أنك أنت الحياة. دعني أشعر ذلك لئلا أموت. وجهك يا رب، وجهك.
جريدة النهار
7 تشرين الثاني 2015