الرؤية – المطران جورج (خضر)

mjoa Saturday March 12, 2016 168

الرؤية – المطران جورج (خضر)
أنا لست غريباً عنك يا رب لأني أراك. قربني اليك كي أشبع من رؤية وجهك. ما من وجود إلاّ في وجهك. ألقِ نورك على الناس كي أراهم. ليس في أحد من نور إلاّ ذاك الذي ينزل منك. بقدر ما يتشبهون بك يصيرون وإذا سعوا إلى وجوه يتيهون. ربِ اكشف وجهك حتى نرى. لأنك أنت الذي تضيء الوجوه فنقرأك عليها. لا اأريد ان أعرف إلاّ وجهك. خلّصني من الوجوه.

thalouthلا تجتمع الظلمة والنور. بدّد ظلام العالم كي يصبح كله نوراً فنراك فيه. من أنا يا رب؟ أنا لست أحداً حتى تسميني. ولن تسمي إلاّ ذاك الذي أحببت. أن تحب هو أن تعرف. هل تعرفني يا رب قبل ان أصير ما تريده ان أكون؟
أنا أصوم لكي يظهر فقري ان كل شيء منك. الصوم إذا سرنا إلى أقصاه خبرة العدم أو الموت. لذلك جعلوه قبل يوم القيامة. يجب ان تصوم جيداً لتأتي من الجوع أي من العدم وتعرف ان المسيح كل شيء. صومك لا يزيد على المسيح فيك شيئاً لتذوقه. كل ما تقوم به ان لم يقدك إلى وجه المسيح جليا باطل. لا تكفي العذراء ولا القديسون ليكشفوا لك المسيح. مرة في حياتك ان ذقت انك كنت في حاجة إلى هذا الوجه تعرف انك لا تحتاج إلى آخر. يكفيك حتى تفهم كل شيء. آخر المعنى انك اذا لم تحظ برؤية يسوع واحداً ووحيداً لا تكون رأيت شيئاً. القديسون لا يضيفون على نوره أية لمعة. هو لمعانهم. تلقائياً إذا رأيته في عمق تراهم. هو يجمعهم اليه في القيامة. فإن عيّدت تلقاهم. لا تفتش عن القديسين. هو إذا جاء اليك يأتي بهم اليك. صح انهم إضافة ولكنهم إضافة تشع بنوره.
من رآهم رآه. من رآه يرى الآب. رؤية المسيح تبدأ في انك لا تستطيع ان تشهد وجهاً آخر بذاته. ان تتحير بين وجه السيد ووجه آخر يعني انك ما رأيت السيد. ان تحب يسوع تعني على الأقل ألاّ تقارن بينه وبين آخر. ان كنت قادراً ان تراهم فيه تنقذهم. ولكن ان أحببت يسوع لا تلغي أحداً لا تقدر ان تراه منفصلا عن يسوع أو آخر عنه. من أحببت تحبه في المسيح أي لا تحب فيه شيئاً يخالف المسيح وإذا لم تفعل هذا تكون عابداً لمخلوق. الوجوه الجميلة لا استقلال فيها عن السيد لأنها تكون سائدة عليك. أنت تجمع الوجوه إلى المسيح أي تحب ما تراه فيها منه وإلاّ كانت من هذا العالم. كيف تكون غيره ولا تكون منه؟ كيف يكون أحدنا مستقلاً عن المسيح ولا يكون بزاوية منه من المسيح؟ هل تعد من أحببت أم تجعلهم واحداً في المسيح؟ الرب يسوع وحده يعدد من أحب ويجمعهم فيه لأنه المكثر والموحد. كيف تراه واحداً ووحيداً وتراه المكثر معاً؟ ان تكون واحداً معه ولا تكون في عزلة. أنت تعرف هذا إن فهمت أنك معه وحده تنال كل شيء أذ لا شيء بدونه. الراهب نسميه في اللغة الأصلية المتوحد أو بالأقل المستوحد بمعنى انه انفصل عن كل شيء وجعل نفسه واحداً في المسيح أو جعل العالم كله فيه لما صار هو في المسيح. كيف يرى المسيح وحده ولا يصبح بطريقة ما هو المسيح؟ هذا هو سر الحب ان الاثنين يصيران واحداً ولا يُلغى واحد منهما.
في الرؤية ترى المسيح وحده ولا تشاهد نفسك. هو يراك لأنه يحبك. أنت موجود في محبوبيتك. وعند ذاك لا تسأل عن موضعه وهو لا يراك الا في موضع محبته. هي مكان وجودك.
جريبدة النهار
12 آذار 2016

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share