غـداً نصوم – المطرام افرام (كيرياكوس)

mjoa Tuesday March 15, 2016 100

غـداً نصوم – المطرام افرام (كيرياكوس)

هو فصل الربيع، ربيع النفس، تَجدُّدها عن طريق الصوم(1)، موسم الصلوات المحبّبة: يا ربّ القوّات، لتستقم صلاتي كالبخور أمامك، أيّها الربّ وسيّد حياتي.. حبّذا لو نعلّمها للأولاد الصغار هي أيضًا. أكثر من ذلك، حبّذا لو نتوب إلى الربّ، نعود إليه، نترك قليلاً ملفّات هذه الدنيا العابرة ونلتحق بالوجود الدائم بوصاياه، بعالمه، ونعترف بضعفاتنا فنأخذ من الله نعمة فوق نعمة.

sawmيقول القدّيس أفرام السريانيّ “إملأ عينَيك بالدموع تتفتّح عَينا ذهنك فتفرح”. هي خلوة طويلة مع الحبيب، يقول الرسول: “قد تناهى الليل واقترب النهار” (رومية 13: 12).

الصيام ليس مجرّد امتناع عن الطعام الدسم (ليس Régime)، كما أنّه ليس مجرّد ذهاب إلى الكنيسة وسماع ألحان لذيذة على الأذن؛ هو، قبل كلّ شيء، لقاء مع الله ولقاء مع الآخر، مصالحة معهما. نضمّه إلى قلبنا، نغفر، نتواضع فيذهب البغض والضغينة التي تتأكّل النفس. محبّة الله والآخر، المحبّة أوّلاً وآخِراً.

* * *

ولا ننسَ الفقراء والأيتام والشيوخ والأرامل في الصوم. يُشبّه القدّيس باسيليوس الصوم بالنسر: لا يستطيع هذا أن يحلّق في الفضاء بدون جناحَيِ الصلاة وعمل الرحمة.

في البدء نشأ الصوم عند المسيحيّين لكي يوفّروا ثمن المآكل الممتنع عنها لإغاثة الفقراء. هذه هي المحبّة المجسّدة، اللقاء الحقيقيّ مع الربّ يسوع: “كل ما فعلتموه بإخوتي هؤلاء الصغار فبي قد فعلتموه” (متّى 25: 40).

أتريد أن لا تتعلّق بالمال الكثير الفائض، أن لا تكدّسه؟ اصرفه للفقراء والمساكين تنصرفْ عنك هذه الشهوة المؤذية “حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك” يقول إنجيل اليوم (متّى 6: 21). حاول يا أخي أن تدخل الصوم بالغفران. صلاة الغفران في الغروب مساءً تساعدك على ذلك. بادر إلى الله، إلى أخيك، يبادرْ اليك ربّك ويباركْكَ ويرحمْكَ.

(1) قال أحد الآباء: “الصوم الحقيقيّ هو الإمتناع عن كلّ ما لا يخصّ الله”
نشرة الكرمة
13 آذار 2016

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share