التعرف حقيقة الى يسوع – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday May 17, 2016 167

التعرف حقيقة الى يسوع – المطران بولس (بندلي)
“لو كنت تعرفين عطية الله ومن هو الذي يقول لكِ أعطيني لأشرب لطلبتِ أنتِ منه فأعطاك ماء حيّاً” (يو10:4).
إن الرب يسوع يستطيع أن يَمُرَّ بقربنا دون أن نتمكن أن نتعرَّف اليه -كثيراً ما نتصوره كما نحن نفترض أن يكون. ولذلك نرفض أن نقبل به تعباً، جائعاً، عطشاناً! لا نتمكن خاصة أن نتصوره طالباً منّا شيئاً، لا نقبله ماداً يديه للطلب! نحن نحتج على ذلك! كيف الخالق يطلب من خليقته ونؤكد ان هذا الأمر غير ممكن بأيِّ شكل من الأشكال، لأن الطلب يدل على أن الطالبَ ينقصه شيء ما، كيف يكون ذلك ونحن نردد قائلين: “ان كل عطية صالحة وكل موهبة كاملة هي من لدنه كونه أبا الأنوار”؟ ومع ذلك قد مدَّ يديه الى السامرية طالباً منها ماء! …

أيها الاحباء ان ينبوع العطايا بمد يديه نحونا في حركة استجداء لماء نعطيه اياه -فرحمته العظيمة دفعته ان يصير مثلنا لكي يشابه اخوته- أي كل البشر في كل شيء! انه تعب حقيقة من المسير على دروبنا لكي يؤكد لنا انه الطريق الوحيد وانه ينتظرنا ان نأتي اليه رازحين تحت اثقال نحملها لكي يريحنا منها -أليس الذي تعب من السير هو نفسه الذي قال: تعالوا “اليَّ”، وليس الى غيره، وانا اريحكم؟ … .
عطش وكان عطشه حقيقياً وطلب من المرأة أن تعطيه لكي يشرب، وكنا نتذكر عطشه المعلن على الصليب الذي ارتضاه خلاصاً لنا وللعالم أجمع، هل نرفض أن نعطيه ماءً ليشرب، وكثيراً ما نقدم له خلاً ومرارة بسبب خطايانا الكثيرة، أو نتقدم اليه ساجدين لينبوع الماء الحي الذي فيه، فيتحول عطاؤنا للماء المادي المقدم له عبر “الاخوة الصغار” الذي وضعتهم عنايته في طريقنا الى ينبوع ينبع فينا “ماؤه” الى حياة أبدية!
هل نريد أن نقبل به مستعطياً لنتلقى عطاءه؟
هل نريد أن نقبل به كاشفاً لخطايانا كما تصرف تجاه السامرية لكي يعلن شفاءنا منها؟ انه لا يستحي بنا. لقد خلقنا على صورته ومثاله، وها نحن قد شوهنا صورته فينا وابتعدنا عن مثاله، فها هو يبادلنا على طريقة حنوِّه، ويلبس صورتنا لكي يعيد لنا بهاءها الاول، ويعيش بيننا لكي يصبح المثال الحي المنتصب أمامنا. هذا هو تحننه الذي لا يوصف وسر تدبيره الأزلي تجاهنا.
فهل نحن مستعدون ان نبدل صورةً لله غيرتها أهواؤنا بالنور الذي لا يعروه مساء؟
هل نقبل بمسيح لم تصنعه ايدينا لكي ننادي به كالسامرية: تعالوا وانظروا رجلاً قال لي كل ما فعلت، أي تحننَ عليَّ وساعدني أن أكشف خطاياي فشفاني منها! فيجيب الناس: نعم! هذا هو مخلص العالم ورافع خطيئته، هذا هو ينبوع الماء الحي النابع الى حياة أبدية. أهلنا لها أيها السيد. آمين.

مطران عكار وتوابعها
+ بولس
العدد 20 – في 17 أيار 1998
أحـــد السامرية

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share